الدمج السريع د. أحمد عيسى محمود عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)
الدمج السريع د. أحمد عيسى محمود عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)
نسمع مذيع كرة القدم عندما يحرز لاعب هدفا في مرماه بأنه نيران صديقة. فهذا واقع قحت بشقيها: المدني والعسكري. لقد أصاب شقها المدني الهدف (توحيد الشارع ضدها) عندما أخطأ في التقديرات السياسية. وأخطأ شقها العسكري الهدف (مسايرة الجيش) عندما صدق وعود شقه المدني. وقد حلمت قحت (ومن حقها أن تحلم لأن الحلم غير ممنوع) بأن سودان قحت قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه كما زين لهم فولكر. ونسيت أن الشارع بالمرصاد لكل شاردة وواردة. والقوى الأمنية (جيش وشرطة وأمن) ليس بينها وبين الانحياز للشارع إلا التوقيع على الإطاري. حسنا فعلت قحت بالهروب للأمام من التوقيع اليوم (٤/١) كما وعدتنا. عسى ولعل أن تهدأ العاصفة الحالية. ولكن ليتها تعلم أن الاستعدادات لريح صرصر عمت السودان. وبهذا قطعت الجماهير قول كل قحتاوي. لذا على قحت أن تستدرك أن التوقيع يعني سودان خال من قحت تماما. وأن عهد الوصاية باسم الثورة ولى منذ زمن بعيد. وأن عودة خطاب شيطنة الكيزان هذه الأيام لم يعد مقنع. وأن الكيزان هم من خلق الشرخ بين الدعم السريع والجيش تلك كذبة إبريل. ولتعلم قحت بأن الكيزان قد لبسوا لامة الحرب. مع الشق المدني كل الخيارات مفتوحة (مظاهرات واعتصامات وإنتخابات) ومع الشق العسكري لا تنام لهم عين أن يقتصوا من حميدتي بالدمج السريع. وخلاصة الأمر ليس هناك هامش مناورة لأي كائن من كان. لا قحت بشقيها ولا البرهان. وفي تقديري والحال هكذا غالبا ما يغامر عسكري (رضعان من شطر أمو) ويرقص مع وردي: (الجزيرة أم بحرن حما. يا غرقت يا جيت حازما). السبت ٢٠٢٣/٤/١المقلبد. أحمد عيسى محمودعيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)لم يمنع البرهان من التوقيع على الإطاري إلا خوفه من أخف السيناريوهات المتوقعة (الإنقلاب) المدعوم بثورة شعبية انتظمت البلاد شرقها وغربها نتيجة للغبن الذي وصل مرحلة اللاعودة. لذا انحنى لتلك العاصفة. ولكن هناك قول بأن التوقيع تم تأجيله لأجل غير مسمى. فهذا ليس بالحل لأن سيف الإطاري مازال مسلط على هاماتنا. المهم في الأمر سوف يمارس البرهان لعبة البيضة والحجر بالرغم من انعدام هامش المناورة هذه المرة. لذا نتوقع أن يضغط على قحت بورقة الدمج من ناحيتي: التاريخ وشروط الجيش وخاصة مراجعة الشهادات العليا لضباط الدعم. عليه تلك الشروط يعتبرها الرجل صمام أمان له من غول الجيش والشارع ولو مرحليا. وفي تقديري أن ورقة الإصلاح الأمني وضعت قحت والدعم السريع في مقلب من الصعب الخروج منه. فإذا أرادت قحت المضي قدما في عمليتها السياسية لابد من إقناع حليفها الاستراتيجي بالموافقة على الدمج وفق الشروط بعاليه. وهذا الطلب من سابع المستحيلات أن يوافق حميدتي عليه. وما قيمة حميدتي في الحكم بدون دعمه السريع؟. يعني نجزم بأن رد حميدتي لقحت (كوسوها عند غافل). عليه ليس أمام قحت إلا الهبوط الناعم بتكوين حكومة عريضة لتكملة الفترة الإنتقامية. أو انفراد البرهان بتكوين حكومة تصريف أعمال. ومن بعدها الإنتخابات.
وخلاصة الأمر الرابح في كل ذلك الإسلاميون. وها هو مطربهم يردد (الداير الشبك اللرمي شبكتو معانا).
الجمعة ٢٠٢٣/٣/٣١
التعليقات مغلقة.