هل سنعود لسفهنا القديم بعد الحرب ؟ بقلم مبارك الكوده
هل سنعود لسفهنا القديم بعد الحرب ؟
———————————
مبارك الكوده
يبدو ذلك ! مما يؤكد أننا في حاجة لمراجعات تجعلنا علي بينة من أمرنا إذا وضعت الحرب أوزارها ، وإن شاء الله ستضع الحرب اوزارها بوعي من الشعب ، ولمصلحة المقال دعوني أتفق مجازاً مع الساسة الذين يطلقون مصطلح الفلول بتبعاته الغير قانونية علي كل الإسلاميين دون توصيف ، وليس عندي شكًا في أن إفرازات هذا المصطلح هي السبب الأساس لقيام هذه الحرب ،ودعونا نُقِر مجازاً أيضاً أن كل الذي وصفت به قحت الاسلاميين وادّعتهُ صحيحاً ، ولمناقشة هذا الإدعاء بموضوعية لابد أن أسأل بعض الأسئلة المنطقية والتي أتمني أن تعود بنا الي رشدنا و تنقلنا لتصحيح المسارفهل هنالك توصيفاً قانونيًا محددًا لمعرفة من هم الفلول الذين نريد محاسبتهم وإقصاءهم ؟ لا أعتقد ذلك فمصطلح فلول وبهذه التبعات الظالمة ليس له توصيف قانوني فقد طال بإطلاقه المخل كل الذين يلتزمون بالفكر الاسلاميي السياسي حتي ولو كان أحدهم في العشرين من عمره ولا علاقة له البتة بالانقلابيين الذين تمكنوا واستوزروا ؟ ودعونا نُقِر كذلك أن الأغلبية من أهل السودان الذين يديرون الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي اليوم تتراوح أعمارهم بين العشرين والخمسين !! فهل الذين يلتزمون الإسلام السياسي من هذه الشريحة العمرية ينطبق عليهم مصطلح فلول بتبعاته الغير قانونية ، بمعني أن هولاء الأبرياء ايضاً متهمون ومسئولون مثل الذين جاءوا بالانقاذ ، وقطعاً لا يجوز ذلك فهولاء عندما قامت الإنقاذ كان أكبرهم في الخامسة عشر من عمره و وأصغرهم في عالم الذر ، والآن قد انقضت خمس سنوات بعد سقوط الانقاذ وفي بيتي من يبلغ عمره العشرين عاماً ، وُلد بعد الانقاذ بخمسة عشر عاماً وأراه منحازاً للفكر الإسلامي مقتنعًا وملتزماً به فهل إبني هذا فلولاً كأبيه وجب إقصاءه كما تدعي قحت ؟ طبعاً بهذه النظرية فإن كل من وُلد وسيولد مستقبلاً والتزم فكر الاخوان يُعد من الفلول مع المخضرمين مثلي و يجري عليهم سياسياً ما يجري علي عمر البشير وعوض الجاز وغيرهم ، نحن الآن أمام جيل من السودانيين الإسلاميين في الجامعات والمدارس الثانوية والمساجد لا علاقة له بالماضي وليس متهماً في ذمته و يريد أن يمارس حياته كامله غير منقوصة ويري أن الأسلام السياسي كايدلوجيا هو الحل كما يري ذلك اهل الفكر الشيوعي ، فهل هنالك مانعاً قانونياً يمنعهم من التزام هذا الفكر !! وهل الاسلام السياسي محظور بقانون صادر من محكمة في السودان ؟ وصدقوني ما قامت هذه الحرب الا ليميز الله بها الخبيث من الطيب من القول والعمل وتظل كلمة الحق هي الفيصل ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وهذه هي الحرية التي ينبغي أن نتخذها مثالاً مطلقاً وأخشي أن يضيق بها صدرنا ووسعنا حيث ( لا يكلف الله نفساً الا وسعها ) تُري هل سيجلس العلماني والإسلامي لإدارة شأن دولتنا السياسي كما هو في وثيقة مدينة رسولنا الكريم وكما هو مدون في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أم ستعود حليمة لقديمها كما أخشي ألّا تجد حليمة إن هي عادت حتي قديمها !! فقد أستبدل الساسة في وطننا الذي هو أدني بالذي هو خير والله المستعان ٠
التعليقات مغلقة.