الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبدالخالق بادى فى بريد العمود من أجل مزيد من الوعى

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
فى بريد العمود
من أجل مزيد من الوعي
(النظام العالمي الجديد)

تعريف النظام العالمي:-

هو الإطار المؤسسي والدبلوماسي والسياسي والقانوني المنظم للعلاقات الدولية. ويعد تفاعل الوحدات السياسية ( دول العالم) تعاونا وتنافسا وصراعا هو المحرك الاساسي لهذا النظام، إضافة إلى كل إطار تنظيمي قادر على التأثير في واقع العلاقات الدولية، مثل المنظمات والحركات السياسية والشركات الكبرى ذات النفوذ

نشأة مفهوم النظام العالمي

نشأ مفهوم النظام الدولي في ظل اتفاقيات ويستفاليا (Westphalia) بالمانيا
(١٦٤٤-١٦٤٨م) التي أنهت حربيْ الثلاثين سنة والثمانين سنة التي مزقت أوروبا وتصارعت فيها الإمبراطورية الإسبانية المدعومة من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ودول شمال القارة البروتستانتية في أغلبها والمتحالفة مع ألمانيا وفرنسا. واستندت اتفاقيات وستفاليا إلى مفهوم القومية.
وبعد الحرب العالمية الأولى (١٩١٤-١٩١٨م) برز مفهوم “المصالح” في العلاقات الدولية، إذ لم يعد أمن الدولة القومية مقتصرا على سلامة اراضيها فقط، وإنما بات مرتبطا بأوضاع حلفائها أو ما سُمي في أدبيات العلاقات الدولية بـ”المجال الحيوي”.
وبعد الحرب العالمية الثانية(١٩٣٩-١٩٤٥م) برزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كقوتين مهيمنتين على النظام العالمي الجديد، مع اختفاء لدور القوى المهيمنة سابقا (ألمانيا واليابان)، والتراجع الكبير للإمبراطوريات الاستعمارية التقليدية مثل فرنسا وبريطانيا.وأدت هذه الثنائية إلى دخول العالم مرحلة “الثنائية القطبية”، وهي انقسام دول العالم إلى معسكرين: رأسمالي تقوده الولايات المتحدة واشتراكي يتزعمه الاتحاد السوفياتي. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي(١٩٩١م) حاولت الولايات المتحدة فرض نظام القطب الواحد ، الإ ان هذا النظام واجه تحديات كبيرة منها بروز الصين وروسيا منافسين قويين للولايات المتحدة وغيرها من التحديات الاخرى.
ظهور مصطلح النظام العالمي الجديد:

استخدم مصطلح النظام العالمي الجديد للإشارة إلى أي فترة تاريخية اتسمت بتغير جذري في الفكر السياسي العالمي وتوازن القوى على الساحة الدولية. وتختلف التفسيرات حول هذا المصطلح ولكنها ترتبط بالمدلول الأيديولوجي للحكم العالمي والجهود الجماعية الساعية لتعريف وفهم ومعالجة المشاكل التي يواجهها العالم والتي لا يمكن حلها بواسطة الدول بمفردها ويتطلب تنسيقاً بين دول العالم.

استخدام مصطلح النظام العالم الجديد:

كان أحد أكثر الاستخدامات شيوعاً للمصطلح في المبادئ الأربعة عشر للرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، والدعوات التي برزت لإنشاء عصبة الأمم خلال وأعقاب الحرب العالمية الأولى. كما استخدم المصطلح إلى حد ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن تراجع استخدام المصطلح بسبب مدلولاته السلبية التي ارتبطت بفشل عصبة الأمم في منع قيام حرب عالمية ثانية. ورغم ذلك استمر العديد من المعلقين والمحللين السياسيين في استخدامه في سياق الإشارة إلى النظام الذي قامت دول الحلفاء المنتصرة في الحرب العالمية الثانية بإرسائه بعد انتهاء الحرب. ثم ظهر استخدام المصطلح على نطاق واسع بعد نهاية الحرب الباردة، لوصف طبيعة حقبة ما بعد الحرب الباردة وروح التعاون الجديدة بين القوى الكبرى.

جوهر النظام العالمي الجديد:

إن جوهر النظام العالمي الجديد -من الجانب النظري- هو مجموعة القوانين والقيم التي تفسر حركة هذا النظام وسلوك القائمين عليه وأولوياتهم واختياراتهم وتوقعاتهم. وتتضمن الأخلاقيات والإجراءات المتبعة لتبسيط العلاقات الدولية وتجاوز العقد التاريخية والنفسية والنظر للعالم باعتباره قرية واحدة. وحسب رؤيتهم، فهو نظام يضم العالم بأسره، فلم يعد هناك انفصال أو انقطاع بين المصلحة الوطنية والمصالح الدولية وبين الداخل والخارج. وهو نظام يحاول أن يضمن الاستقرار والعدل للجميع «بما في ذلك المجتمعات الصغيرة»، ويضمن حقوق الإنسان للأفراد

أدوات النظام العالمي الجديد:

يتم تفعيل هذا النظام من خلال المؤسسات الدوليةمثل هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية والبنك الدولي وغيرها. وبإمكان كل الدول أن تستفيد من الخبرة الدولية في إدارة شؤون الداخل وتكييفه مع النظام العالمي الجديد. ويتم كل هذا في إطار ما يسمى ب «الشرعية الدولية» التي تستند إلى هذه الرؤية، وإلى المقدرة على تحويلها إلى إجراءات ناجزة، تماماً كما حدث في حرب الخليج عندما تم صد الغزو العراقي للكويت. في عام ١٩٩١م.

تعليق

من خلال هذه التعريفات والتطور التاريخي لما يسمى بالنظام العالمي (الجديد)،، يتضح أن مفهوم النظام العالمي له شقان شق إيجابي ( على الأقل من الجانب النظري) يتمثل في إيجاد إطار عام يجمع كل دول العالم لتعزيز الأمن والسلم والتعاون الدولي في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وشق آخر سلبي يتمثل في هيمنة الدول الكبرى على هذا النظام وتوجيهه وتفسيره واستخدام أدواته لخدمة مصالحها على حساب مصالح الدول الضعيفة بل والسيطرة على هذه الدول تارة باسم مكافحة الإرهاب ( افعانسان) وتارة باسم منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ( العراق) وتارة بذريعة حماية الأمن القومي ( اوكرانيا).
بل وظهر فشل هذا النظام وانحيازه بصورة فاضحة.في قضية فلسطين، ورفض كيان الاحتلال تنفيذ كافة القرارات الدولية في هذا الشأن واستمراره في العدوان السافر والتنكيل الممنهج بالفلسطينيين، وما احداث غزة الأخيرة عنا ببعيد.
وفي السودان ثبت كذلك فشل ومراوغة هذا النظام عبر صمته بل وغضه النظر عن التدخل السافر لبعض الدول في السودان ودعمها لمجموعات التخريب والإجرام، والأدهى من ذلك مساواة القوات المسلحة السودانية بهذه المجموعات التائهة و الخارجة على القانون..

الخلاصة
بالنظر لكل هذه المعطيات يجب علينا ألا نعلق اي امال في هذا النظام بتحقيق العدل والإنصاف وما إلى ذلك من الشعارات الطنانة واللافتات الخداعة، وان نتعامل معه بكل حذر. ووعي، واكثر من ذلك يجب ان نقوي أنفسنا سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وعلميا وعسكريا حتى يكون لنا صوت مسموع وموطئ قدم واضح في خضم هذا النظام العالمي الذي لا يعترف إلا بالقوي
د.عبد المهيمن عثمان حسن بادي
ابوجا
٢٠٢٤/١/٢٧م

التعليقات مغلقة.