الايام نيوز
الايام نيوز

دكتور عبد المهيمن بادى يكتب:التفاوض مفهومه وشروطه

التفاوض. .مفهومه .. أركانه وشروطه
مفهوم التفاوض
….التفاوض هو موقف تعبيري حركي قائم بين طرفين أو أكثر حول قضية من القضايا يتم من خلاله عرض وتبادل وتقريب ومواءمة وتكييف وجهات النظر واستخدام كافة أساليب الإقناع للحفاظ على المصالح القائمة أو للحصول على منفعة جديدة عبر إجبار الخصم بالقيام بعمل معين أو الامتناع عن عمل معين في إطار علاقة الارتباط بين أطراف العملية التفاوضية تجاه أنفسهم أو تجاه الغير.

عناصر التفاوض الرئيسية

أولا: الموقف التفاوضي:

يعد التفاوض موقف ديناميكي أي حركي يقوم على الحركة والفعل ورد الفعل إيجابا وسلبا وتأثيرا أو تأثرا. والتفاوض موقف مرن يتطلب قدرات كبيرة للتكيف السريع والمستمر وللمواءمة الكاملة مع المتغيرات المحيطة بالعملية التفاوضية.

ثانيا: أطراف التفاوض:

يتم التفاوض في العادة بين طرفين، وقد يتسع نطاقه ليشمل أكثر من طرفين نظرا لتشابك المصالح وتعارضها بين الأطراف المتفاوضة. ومن هنا فان أطراف التفاوض يمكن تقسيمها أيضا إلى أطراف مباشرة، وهي الأطراف التي تجلس فعلا إلى مائدة المفاوضات وتباشر عملية التفاوض. وإلى أطراف غير مباشرة وهي الأطراف التي تشكل قوى ضاغطة لاعتبارات المصلحة أو التي لها علاقة قريبة أو بعيدة بعملية التفاوض.

ثالثا: القضية التفاوضية:

لابد أن يدور حول (قضية معينة) أو (موضوع معين) يمثل محور العملية التفاوضية وميدانها الذي يتبارز فيه المتفاوضون، وقد تكون القضية، قضية إنسانية عامة، أو قضية شخصية خاصة وتكون قضية اجتماعية، أو اقتصادية أو سياسية، أو أخلاقية… الخ. ومن خلال القضية المتفاوض بشأنها يتحدد الهدف التفاوضي، وكذا غرض كل مرحلة من مراحل التفاوض، والأجزاء والعناصر التي يتعين تناولها والتكتيكات والأدوات والاستراتيجيات المتعين استخدامها في كل مرحلة من المراحل.

رابعا: الهدف التفاوضي:

لا تتم أي عملية تفاوض بدون هدف أساسي تسعى أطراف التفاوض إلى تحقيقه أو الوصول إليه وتوضع من أجله الخطط والسياسيات. فبناء على الهدف التفاوضي يتم قياس مدى تقدم الجهود التفاوضية في جلسات التفاوض وتعمل الحسابات الدقيقة، وتجري التحليلات العميقة لكل خطوة.
ويتم تقسيم الهدف التفاوضي العام أو النهائي إلى الهداف مرحلية وجزئية وفقا لمدى أهمية كل منها ومدى اتصالها بتحقيق الهدف الإجمالي أو العام أو النهائي.

وبصوؤة عامة فان الهدف التفاوضي ، يدور في الغالب حول تحقيق أي من الآتي:

– القيام بعمل محدد يتفق عليه بين الأطراف.

– الامتناع عن القيام بعمل معين يتفق على عدم القيام به بين أطراف التفاوض.

– تحقيق مزيج من الهدفين السابقين معا.

شروط التفاوض:

أولا: القوة التفاوضية:

ترتبط القوة التفاوضية بحدود أو مدى السلطة والتفويض الذي تم منحه للفرد التفاوض وإطار الحركة المسموح له بالسير فيه وعدم تعديه أو اختراقه فيما يتصل بالموضوع أو القضية المتفاوض بشأنها.

ثانيا: المعلومات التفاوضية:

هي أن يملك فريق التفاوض المعلومات التي تتيح له الإجابة على الأسئلة الآتية:

– من نحن؟

– من خصمنا؟

– ماذا نريد؟

– كيف نستطيع تحقيق ما نريد؟

– هل يمكن تحقيق ما نريده دفعة واحدة ؟

– أم يتعين أن نحققه على دفعات وتجزئته للوصول إليه على مراحل؟

– وإذا كان ذلك يسير ،فما هي تلك الأهداف المرحلية ،وكيفية تحقيقها ؟

– ما الذي نحتاجه من دعم وأدوات ووسائل وأفراد للوصول إلى تلك الأهداف؟

وبناء على هذه المعلومات يتم وضع برنامج التفاوض محدد المهام ومحدد الأهداف وتتاح وتوفر له الإمكانات المطلوبة.

رابعا: الرغبة المشتركة:

ويتصل هذا الشرط أساسا بتوفر رغبة حقيقية مشتركة لدى الأطراف المتفاوضة لحل مشاكلها أو منازعاتها بالتفاوض واقتناع كل منهم بان التفاوض الوسيلة الحيدة أو الأفضل لحل هذا النزاع أو وضع حدا له.

وبعد،

فهذه نبذة مختصرة حول مفهوم التفاوض وعناصره وشروطه والتي لا يمكن أن يتم التفاوض إلا بتوفرها جميعا.

….فلابد من وجود موقف واضح قبل البدء في أي تفاوض.

….ولابد من وجود طرفين أو أكثر في عملية التفاوض،

….ولابد من وجود قضية محددة للتفاوض
،
….ولابد من وجود.هدف واضح لعملية التفاوض،

…ولابد من وجود رغبة لدى جميع الأطراف في التفاوض.

وبتطبيق هذه العناصر والشروط على الوضع في السودان،

….. نجد أن الدعوة إلى التفاوض ليس لها أي اساس علمي أو عملي.

….وذلك في غياب أي طرف آخر حقيقي يتم التفاوض معه من قبل الجيش، فيما عدا اولئك الذين يحاولون أن يوجدوا طرفا آخر مصطنعا من اجل تحقيق اجندتهم الخاصة.

….. فالجيش يقوم بواجبه في حماية البلاد وضمان أمنها وسلامتها بالتصدي لهذه المجموعات الخارجة على القانون. كما يحدث في أي بلد،

….وبالتالي على هذه المجموعات أن تنصاع إلى القانون وتتوقف عن جرائمها وعبثها..

والأمر الوحيد الذي يمكن فعله هو إصدار انذار نهائي لهذه المجموعات للاستسلام وإلقاء السلاح، وفق شروط الجيش الذي يقرر مصيرها وفق القانون.

إن الدعوة للتفاوض في ظاهرها إحلال الأمن والسلام وفي باطنها تمييع القضية وإضعاف الجيش، ومن ثم تحقيق أهداف القوى المتآمرة على السودان عن طريق ما يسمى بالتفاوض بعد ان فشلت في تحقيقها بقوة السلاح.

.وخلاصة القول.

…… علينا أن نكون في غاية الحذر من مثل هذه الدعوات والمؤامرات حتى نحافظ على ديننا وبلادنا..

….. وما فلسطين واتفاق أوسلو عنا ببعيد…..

د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي
٢٠٢٤/٧/٣٨م

التعليقات مغلقة.