الايام نيوز
الايام نيوز

د.عبدالمهيمن بادى يكتب: فزاعة الكيزان

بسم الله الرحمن الرحيم

السودان …
…………….وفزاعة (الكيزان)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

….الفزَّاعَة كما هو معلوم هي دمية عادة ما تصنع على شكل إنسان…
…. وتستخدم بعض الفزاعات لإخافة الطيور،
….كما تستخدم فزاعات أخرى كهدف للرماية….
وهكذا…

الإ أن هناك فزاعات أخرى… اخطر واكبر …
…هي الفزاعات السياسية التي موضوع هذا المقال …

فما هي الفزاعات السياسية؟

…. الفزاعات السياسية هي دول او مجموعات يتم استخدامها لتخويف الناس وإثارة الفزع بينهم،
… فالخوف هو أقوى وسيلة لقيادة الناس دون تفكير.
…والناس لا يخافون من الأشياء بحد ذاتها، بل من الأفكار المرتبطة بها وفق علماء النفس.
… ومن ثم تصنع بعض الحكومات والمجموعات السياسية (فزاعات) خاصة بها لتحقيق أهدافها في..
…إشغال الشعوب للتغطية على الفساد،
… أو تثبيت اقدامها في الحكم،
… أو الانقضاض على خصومها،
….أو صرف الجماهير عن أمر ما ….
وتكون عادة عبر …الاختلاق …أو التهويل.. أو التلفيق … ومن ثم إثارة الضجيج حولها..

…كما تلجأ الدول الكبرى لصناعة فزاعاتها، إما لتبرير تدخلها في البلدان المستهدفة، كفزاعة تنظيم القاعدة ثم تنظيم الدولة الإسلامية لاستباحة العراق وليبيا واليمن وسورية،
أو لتبرير دعمها نظاما معربدا كصناعة فزاعة إيران لتبرير دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني….

…وفي السودان دأبت العديد من الحكومات والأحزاب والمجموعات السياسية امعارضة خلال الفترات الماضية على صناعة فزاعات خاصة بها.

…. كفزاعة المندسين،
…و الطابور الخامس،
..، والقوى الرجعية،
…وقوى الظلام،
وغيرها …

….ومنذ اندلاع الحرب الجارية في ابريل ٢٠٢٣م، بل قبل ذلك…بدأت بعض المجموعات التلويح بعدة فزاعات منها فزاعة (الكيزان) أو (الفلول) …

….بعرض إثارة الذعر. والخوف بين السودانيين
….وتحويل حرب الكرامة والعزة للسودان إلى حرب تخص( الكيزان).
….وتصوير الجيش على أنه يأتمر بأمر (الكيزان)..
…حتى ينفض الناس من حوله.
ولكن هيهات ذلك …
فما زاد الشعب إلا تمسكا ودعما لجيشه..

ولا شك ان كل هذه ليس إلا ترهات واباطيل لا تنطلي على أحد …

…فكلمة (كيزان) نفسها لا معنى لها ولا مدلول .. وهي كمثل كلمتي (الغول) و(العنقاء)
….وإنما استخدمت من قبل بعض المجموعات كفزاعة….لتحقيق أهدافها في ممارسة الإقصاء ومن ثم اسيطرة على السودان ..

…فإن كان المقصود ب( كيزان)حزب المؤتمر الوطني، فقد تم حله…

وإن كان المقصود جماعة الحركة الٱسلامية فهي مجموعة دينية و سياسية أسوة بالمجموعات الدينية والسياسية الأخرى في السودان ..لها ما لها وعليها ما عليها ..

المزيد من المشاركات

وإن كان المقصود بعض قادة وأفرادالحزب والحركة الذين ثبتت ضدهم جرائم ومخالفات قانونية
،…فالقانون يجري مجراه في حقهم وحق كل من اجرم في حق السودان والسودانيين من كل المجموعات والأحزاب..
فالكل يجب أن يخضع للعدالة.

اما الجيش والقوات المسلحة السودانية،.فهي مؤسسة قائمة بنفسها لها أسسها وضوابطها ولا تخضع لغير هذه الأسس والضوابط .. وهي قوات كل السودانيين، وليست (مليشيا) حتى تتبع لأي حزب أو مجموعة.

وكلمة (فلول) أيضا لا معنى لها …فهي تستخدم كذلك كفزاعة (رماية) من قبل المجموعات المتمردة والمجرمة والمفسدة في الأرض ومن يقف وراءها، لتبرير الجرائم التي ترتكبها.

…فهي تقتل بذريعة الفلول!
…وتنهب بذريعة الفلول!
…وتعتصب بذريعة الفلول!
…وتحتل بيوت المواطنين بذريعة الفلول!
…وتدمر مرافق الدولة بذريعة الفلول!
بل وتدنس المساجد بذريعة الفلول!

وحتى كلمة (جنجويد) تستخدم كفزاعة من بعض المجموعات ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لإثارة الخوف والذعر بين الناس ..
فلننتبه لذلك …

علينا أن نسمى الاشياء بأسمايها الحقيقية…
….حتى لا نقع ضحايا لهذه الفزاعات الوهمية…

فالدين هو الدين.. ليس حكرا على اي مجموعة أو فرد أو جهة أو حزب.

والوطن هو الوطن.. لا يختصر في أي منطقة أو ٱقليم معين وإنما هو وطن جميع السودانيين.

والشعب هو كل الشعب السوداني بمختلف أعراقه ومكوناته …

والجيش هو. جيش السودان….
.. بعيدا عن كل تسييس أو تلوين أو قبلية أو حزبية…

…والمجموعات الإجرامية هي مجموعات إجرامية مهما تسمت وتلقبت…

…والخيانة هي الخيانة مهما تلونت وتزينت …
والوفاء هو الوفاء لا يتبدل ولا يتغير .

وخلاصة القول إن المستهدف الأساسي من كل هذه (الفزاعات) والمسميات ليس (الكيزان) أو( الفلول)
…. وإنما الدين الإسلامي نفسه بكل عقيدته وقيمه، حسب أجندة القوي الصهيونية واشياعها من المنافقين …فضلا عن المخدوعين.
…وإنما يتسترون فقط خلف هذه (الفزاعات) و(الأسماء) التي ابتدعوها،
كما قال الله تعالى:

(إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ)
سورة النجم آية (٢٣)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي

٢٠٢٤/١٢/٢٨م

التعليقات مغلقة.