بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
(من اجل مزيد من الوعي)
السودان ………
والحرب النفسية………………..
…. الحرب….كل حرب.
.. في الاساس هي حرب نفسية
….قبل ان تكون..
عسكرية
او سياسية….
او اقتصادية…….
او إعلامية…. …
لان المستهدف الاساسي في كل حرب هو الإنسان نفسا وفكرا وعقيدة….قبل ان يكون مادة ومالا وارضا ..
ولذلك من الاهمية بمكان إدراك كل ما يتعلق بالحرب النفسية..مفهومها واهدافها واساليبها …خاصة ونحن في السودان نشهد هذه الحرب من اجل صون العقيدة والوطن… وتحقيق العزة والكرامة للسودان و للسودانيين
فما هو مفهوم الحرب النفسية؟
تُعرف الحرب النفسية بـ “الاستخدام المخطط للدعاية أو الإجراءات الموجهة للدولة المعادية أو المحايدة أو الصديقة؛ بهدف التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول بما يحقق للدولة (المواجهة) أهدافها”. وقيل هي: “الاستخدام الممنهج لفعاليات معينة للتأثير على آراء وعواطف وسلوك مجموعة من البشر وقت الحرب أو الطوارئ، ويستهدف منها إضعاف معنوياتهم، وتغيير منهج تفكيرهم بشكل يحقق مصالح الدولة او المجموعة المعنية في القضايا التي يجري الصراع من أجلها…”. وقيل: “استخدام مخطط -من جانب دولة أو مجموعة من الدول في وقت الحرب أو في وقت السلام للرسائل الإعلامية، بقصد التأثير في آراء وعواطف ومواقف وسلوك جماعات أجنبية معادية أو محايدة أو صديقة تساعد على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة لهذه الرسائل”. والتعاريف كثيرة لكن نستطيع أن نقول -بجلاء- أن الحرب النفسية هي: الأعمال الفكرية والثقافية التي تستهدف الروح المعنوية للخصم لإضعافها وتغيير وجهة العواطف إلى عكسها؛ حتى لا يقوى جيش العدو وأنصاره على المواجهة فتكون النتيجة تحقق الأهداف المطلوبة من خلال هذه الوسيلة الفعالة.
أهداف الحرب النفسية:
الحرب النفسية سلاح فعّال وفتّاك في المعارك، وهي أقوى تأثيرًا من الحرب المادية، وتنبع أهميتها من خلال تأثيرها على النفس الإنسانية وخوالجها. فالمعنويات المنهارة لا تستطيع الثبات وإن امتلكت أحدث الأسلحة، أو كانت أكثر عدداً وعِدّة ممن يواجهها. ويؤيد هذا ما قاله قادة عسكريون في العصر الحديث، يقول تشرشل: “كثيراً ما غيّرت الحرب النفسية وجه التاريخ”، ويقول شارل ديجول: “لكي تنتصر دولة ما في حرب فإن عليها أن تشنّ الحرب النفسية قبل أن تتحرّك قواتها إلى أرض المعركة، وتظل هذه الحرب تساند هذه القوة حتى تنتهي من مهمتها
ويقول رومل: “إن القائد الناجح هو الذي يُسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم”.
وتحقق الحرب النفسية اهدافها في تحطيم روح العدو المعنوية وإرادته القتالية من خلال المهام الرئيسية التالية:-
١-تشكيك العدو في سلامة وعدالة الهدف الذي يُحارب من أجله.
٢- زعزعة ثقة العدو في قوته، وإقناعه بأن لا جدوى من شنّ الحرب أو الاستمرار في القتال. ٣- بث الفرقة والشقاق بين صفوف العدو وجماعاته.
٤- تحييد القوى الأخرى وحرمان العدو من محالفتها.
الحرب النفسية في الإسلام
ورد مفهوم الحرب النفسية في العديد من آيات القرآن الكريم، فَمَنْ يقرأ السور المكية يجد أن القرآن كان يسير في اتجاهين هما: – الاتجاه الداخلي: وهو بناء العقيدة والتربية الروحية، والتأكيد على رفع المعنويات. – الاتجاه الخارجي: وهو التأثير على معنوية الخصم، إذ اتجه القرآن إلى تسفيه أحلام المشركين و معتقداتهم وإيصالهم إلى مرحلة الشك، بل أوصل بعضهم إلى اليقين ببطلان تلك المعتقدات، ومن ثم أضعف معنوياتهم في الدفاع عنها.
ولما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وأُذِنَ له بالقتال في قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج:٣٩]، استخدم الحرب النفسية أسلوبًا ثابتًا ودائمًا (كاستراتيجية) في كل المعارك، وكان القرآن ينزل ليضيف أو يُعدِّل أو يؤيد ذلك الأسلوب.
وفي المدينة المنورة تنوّع الخصوم، ففي حين كانت قريش في مكة هي الخصم الوحيد. وأصبح الخصوم في المدينة ثلاثة مجموعات: مشركو العرب، اليهود، المنافقون. ونزلت العديد من الايات التي تعزز موقف المسلمين وترفع معنوياتهم، وتقلل من شأن هؤلاء الخصوم وتفضحهم. وتثبط هممهم.
المصدر :
:مقال بعنوان القرآن و الحرب النفسية ضد الاعداء، بقلم ياسر منير، موقع طريق الإسلام، -٢٠١٣/٩/١م
تعليق
يبين هذا المقال مدى تاثير الحرب النفسية في كل الحروب التي وقعت في العالم قيما وحديثا بل وحسمها للمعركة العسكرية انتصارا وانهزاما …واحيانا قبل ان تبدا المعركة نفسها.
وينطبق ذلك على الجهاد والفتوحات والانتصارات العسكرية في الاسلام منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى مر العصور.
وقد وردت العشرات من الايات والاحاديث التي تعز.ز هذا المفهوم وتجليه في اعظم صوره.
الخلاصة
…في ظل الانتصارات المؤازرة و المتتالية للقوات المسلحة السودانية وكل الداعمين لها.
…وفي إطار كسب الحرب النفسية ضد اعداء السودان ..الذين بدأوا يتهاوون ويتقهقرون.
…حري بنا ان نزيد من هذا الزخم كما يلي:
– تعزيز الثقة والدعم للقوات المسلحة والقوات الداعمة لها في حرب الكرامة والعزة للسودان.
– الترويج الانتصارات الجيش على اوسع نطاق وبشتى الوسائل.
– التقليل من المحاولات اليائسة لاعداء السودان في الداخل والخارج لإثارة الفتن وتحقيق مكاسب وهمية.
– التقيد بالبيانات الرسمية للقوات المسلحة والجهات الرسمية حول سير المعارك وكل ما يتعلق بالاوضاح في السودان.
– تجنب الشائعات المغرضة والفيديوهات المشبوهة التي تنتشر عبر الوسائط الاجتماعية.
– تعزيز اللحمة الوطنية ونبذ القبلية والعنصرية والجهوية.
– تعزيز العقيدة والروح الدينية والتمسك بالقيم الإسلامية والتوبة والأوبة والاستغفار والدعاء بالنصر للقوات المسلحة والشعب السوداني.
نسال الله دوام النصر لقواتنا المسلحة وداعميها والشعب السوداني والمسلين عامة.
د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي
٢٠٢٥/١/٢٢م
التعليقات مغلقة.