بسم الله الرحمن الرحيم
متابعات ومبشرات اقتصادية……..
الذهب في السودان …….
نعمة كبرى ………………
ينبغي ان تؤدي إلى………..
تنمية كبرى……………………
ارتفاع صادرات الذهب رغم الحرب
ارتفعت صادرات السودان من الذهب خلال الفترة السابقة رغم الحرب المستمرة منذ الخمس عشر من ابريل ٢٠٢٣م، بعد توجه رؤوس أموال وطنية نحو التعدين التقليدي إثر توقف الاستثمارات وتراجع النشاط الاقتصادي والتجاري، كما دفع تدمير المصانع وتوقف سوق العقارات أصحاب الحرف نحو مواقع إنتاج الذهب التي ترافقها عشرات المهن الأخرى.
انتشار التعدين الاهلي في ١٤ ولاية
ينتشر قطاع التعدين الأهلي أو التقليدي للذهب في معظم أنحاء السودان، حيث يتمركز في ١٤ ولاية من بين ١٨ ولاية في البلاد، ويعمل فيه أكثر من مليوني شخص ينتجون حوالي ٨٩% من كمية الذهب المنتجة ، حسب شركة الموارد المعدنية التابعة لوزارة المعادن.
.
الذهب المصدر الرئيسي للعملات الاجنبية في السودان
وقال محمد طاهر عمر المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية (الذراع الرقابية لوزارة المعادن) إن عائدات صادرات الذهب كانت المصدر الرئيسي لموارد البلاد من العملات الأجنبية بعد انفصال جنوب السودان في عام ٢٠١١م الذي ذهبت معه نحو ثلثي عائدات النفط التي كانت تشكل ٩٠% من موارد العملة الصعبة.
تعافي القطاع من صدمة الحرب
وأوضح أن مواقع التعدين التقليدي لإنتاج الذهب تقلصت من ١٤ إلى ٦ ولايات وتراجعت أسواق بيع الذهب من ٧٢ إلى ٥٢ سوقا بعد اندلاع الحرب، وبحلول شهر اكتوبر ٢٠٢٤م بدأ القطاع في التعافي من صدمة الحرب ٢٠٢٤م، بعودة ٦ شركات أجنبية كبيرة، كما دخل للتعدين التقليدي رجال أعمال توقف نشاطهم التجاري، وتوجهت العمالة التي فقدت مصادر رزقها نحو مواقع الذهب إما للتعدين التقليدي أو المهن الأخرى في أسواق الذهب.
عائدات التعدين التقليدي بلغت ١.٨٦ مليار دولار في أغسطس الماضي
وكشف أن إنتاج الذهب عبر التعدين التقليدي خلال الفترة منذ بداية العام الحالي وحتى أغسطس ٢٠٢٤م بلغ ٢٩.٢ طنا بعائد ١.٨٦ مليار دولار، لتصل بنهاية العام إلى ٦٠ طنا مع دخول شركات الامتياز التي استأنفت نشاطها، في حين لم يتجاوز الإنتاج في العام الماضي ٦.٤ أطنان بسبب الحرب والأوضاع الأمنية.
تهريب نصف انتاج الذهب
ويرى المسؤول الحكومي أن عائدات صادرات الذهب يمكن أن تحقق ٧ مليارات دولار في السنة، لكن نحو ٥٠ % من إنتاج الذهب يهرب إلى خارج البلاد عبر الحدود، لأن المنتجين يريدون بيعه بسعر البورصة العالمية بجانب حاجتهم للنقد الأجنبي.
مساعي الحكومة لإنشاء بورصة ومصفاتين للذهب في السودان
واضاف أن الحكومة بدأت في خطوات لإنشاء بورصة للذهب، كما يجري تركيب مصفاتين للمعدن النفيس في عطبرة شمال البلاد، بجانب إجراءات لاستجلاب مصفاة ثالثة سيتم تركيبها في بورتسودان الساحلية شرق البلاد.
لا توجد أضرار بيئية
ونفى المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية أن يكون هناك تلوث باختلاط مخلفات التعدين التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة بالصحة مع مياه الأمطار والسيول في شمال البلاد. وأكد أن فريقا من إدارة المخاطر بشركته زار مناطق التعدين التقليدي وتحقق من عدم وجود أي مشاكل بيئية حيث تفرض الشركة عقوبات مشددة بشأن أي مخالفات تؤدي إلى الإضرار بالبيئة.
الحل في التعدين المنظم
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير أن ثروات باطن الأرض ثروات قومية ملك للدولة مثل البترول والذهب، لكن التعدين التقليدي عن الذهب يحوله إلى ثروة للأفراد الذين يدفعون للحكومة رسوما فقط.
التحول التدريجي
ويشدد على التحول التدريجي من التعدين التقليدي إلى المنظم عبر الشركات المقتدرة وتطبيق قسمة الإنتاج بين الدولة والمستثمرين في القطاع كما حدث في قطاع النفط.ويقول الخبير للجزيرة نت إن وقف الإنتاج التقليدي بصورة مفاجئة سيؤدي لتشريد مليوني عامل، وسيتأثر بذلك نحو ١٠ ملايين شخص من أسرهم، لذلك يتطلب التحول نحو تعدين منظم إلى تشجيع المنتجين الذين تحسنت أوضاعهم المالية لامتلاك آليات ومعدات متوسطة وصغيرة وتوقيع اتفاقيات لقسمة الإنتاج من أجل تعظيم فائدة الدولة.
ضرورة إنشاء بورصة للذهب في السودان
ويدعو الخبير الاقتصادي إلى إنشاء بورصة للذهب، في حين انتقد تأخر الخطوة رغم وجود مشروع وخطة واضحة منذ عام ٢٠١٥م، وقال إن هذه الخطوة ستحد من تهريب إنتاج الذهب الذي يقدر سنويا بنحو ١٠٠ طن، وبناء احتياطي من المعدن النفيس لدى البنك المركزي.
ويعتقد محمد الناير أن السيطرة على الإنتاج تتم عبر سياسات، وليس إجراءات إدارية وأمنية فقط.
تعليق
يشير هذا المقال إلى الاهمية الكبرى لقطاع الذهب للاقتصاد السوداني فهو المورد الأساسي للعملات الاجنبية للبلاد في الوقت الراهن، فضلا عن أن الملايين من السودانيين يعيشون على هذا القطاع، إلا انه وحتى الآن لم ينعكس هذا القطاع المهم والاساسي على الاقتصاد السوداني كما ينبغي، بسبب ضعف السياسات وممارسات الفساد.
لذلك لابد أن توليه الدولة العناية القصوى من حيث التنظيم وتشجيع الإنتاج والاستثمار فضلا عن الرقابة والشفافية ومنع عمليات التهريب والفساد من خلال إنشاء بورصة الذهب وضبط السوق وضمان إيداع إيرادات الذهب في بنك السودان مع التوزيع العادل لهذه الثروة بين السودانيين، ويمكن لهذا القطاع المهم ان يلعب دورا أساسيا في إعادة إعمار. السودان بعد الحرب بل ويكون رائدا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وداعما ومحفزا للقطاعات الأخرى كالزراعة والصناعة وغيرهما.
الخلاصة
خلاصة القول إن الله سبحانه وتعالى قد حبا السودان بهذه النعمة الكبرى وغيرها من النعم، (حيث قدرت احتياطيات الذهب في السودان في بعض التقارير بنحو ٥٠٠ الف طن) ،،فنحمده على ذلك وفي نفس الوقت يجب علينا ان نستغل هذه النعمة وننتفع بها باقصى درجة ممكنة بدلا من إهدارها، وذلك عبر اتخاذ السياسات السليمة والشاملة ومنع ممارسات الفساد،
فهذا من دواعي شكر النعمة وتقديرها.
. ويمكن التمهيد لذلك عبر عقد مؤتمر شامل لمناقشة كل ما يتعلق بقطاع الذهب في السودان يشارك فيه المسؤولون والخبراء والمتخصصون والشركات والمجموعات العاملة في هذا القطاع وكافة الجهات المعنية، لوضع الاسس السليمة لتطوير وتعزيز قطاع الذهب، حتى ينعكس تنمية وتقدما وازدهارا للسودان في المستقبل القريب بمشيئة الله سبحانه وتعالى.
د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي
٢٠٢٥/٢/٢٠م