بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبيه الامين
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
(نفحات رمضان)
إن اسم أي عبادة في الإسلام يحمل مدلولها ويشير إلى الحكمة الاساسية من ورائها،
فالصلاة صلة بين العبد وربه، والزكاة زكاة للنفس ونماء للمال، والحج قصد وتعظيم لشعائر الله، أما الصوم فهو امتناع عن فعل كل ما حرم الله،
كذلك من المعلوم أن العبادة تنضوي على جانبين: جانب يتعلق بفعل ما أمر الله به، وجانب آخر يتعلق بترك ما نهى الله عنه، فإذا قام المسلم بالواجبات والمستحبات تقربا لله يكون عابدا له، وإذا تجنب المحرمات والمكروهات خوفا من الله يكون كذلك عابدا له. ولكل جانب حكمته وأحكامه، وكل منها مكمل للآخر، ولا يتأتى إلا به.
ومن هذا الفهم، فإن أهم عنصر في عبادة الصوم ، إضافة إلى الإمساك عن المفطرات المعروفة، هو النأي بالنفس عن كل المحرمات المادية منها والمعنوية، ، بل أن الصوم لا يتحقق بمعناه الحقيقي إلا بذلك، والأدلة في ذلك كثيرة، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ” رواة البخاري
كما أن هناك عنصر آخر يتعلق بالصوم ، وهو تحرير النفس من عاداتها حتى المشروعة منها كالأكل والشرب وغيرهما، ناهيك عن العادات المذمومة، لأن العادات تكبل الإنسان بقيودها فيركن بذلك كثيرا إلى الحياة الدنيا، فإذا كسرت هذه القيود، انطلقت روح الإنسان وسمت واقتربت أكثر من ربها.
وهناك عنصر ثالث يتعلق بالصوم يتمثل في تحقيقه لرقة نفس الإنسان، وشفافية قلبه ونقاء فكره، سواء كان في صلته بربه أو علاقاته مع خلقه، وذلك من خلال تخفيف تعلقه بمادية الجسد، وسموه أكثر إلى شفافية الروح، فيكون أقرب لفعل الخير، وأبعد من ارتكاب الشر، وبهذا تتحقق له تقوى الله التي تعتبر الهدف الأسمى من الصوم، كما في قوله تعالى :
“يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” سورة البقرة- آية ١٨٣
تقبل الله صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا
التعليقات مغلقة.