بسم الله الرحمن الرحيم
نهضة السودان
مشروع ………………………
( خطة عمل اقتصادية)
تحت شعار …………………( سودان بعقول وأيدي وموارد سودانية)
(مقدمة)
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
السلام عليكم و حمة الله وبركاته
(….. هذه الخطة مطروحة للمسؤولين في الحكومة السودانية وبصفة خاصة وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، فضلا عن الخبراء الاقتصاديين السودانيين…وعموم المواطنين الكرام….
….والغرض منها طرح رؤية نحو إعادة الإعمار و تحقيق النهضة الاقتصادية الشاملة في السودان من خلال الاعتماد، بعد الله سبحانه وتعالى،على العقول والجهود والطاقات والموارد السودانية….
وفق الله الجميع لما فيه الخير للعباد والبلاد )
خطة العمل الاقتصاديةالمقترحة
مقدمة
….في خضم الانتصارات العسكرية الباهرة المتواصلة حتى تحرير آخر شبر في السودان من دنس المتمردين والمرتزقة الذين ما هم إلا ادوات ودمى تحركها قوي الصهيونيةوالنفاق والخيانة.
…..وفيما تدور هذه المعركة…… معركة العزة والكرامة للسودان في جانبها العسكري … تدور كذلك المعركة السياسية والحرب الاقتصادية.
…..وكما تحققت هذه الانتصارات المؤزرة في ميدان المعركة بتحرير القصر وتطهير الخرطوم من دنس التمرد والإفساد والتخريب…. يجب ان تحقق الانتصارات والانجازات في الميدان الاقتصادي وكافة المجالات الاخرى.
… وذلك اولا: لإسكات تلك الاصوات الناشزة التي مازالت تنعق بما لا تسمع ..وتشكك في مقدرة السودانيين على إعادة البناء والإعمار وتحقيق النهضة الاقتصادية في السودان …
…وثانيا والأهم : لتحقيق نهضة السودان وليس فقط إعادة إعمار ما دمرته الحرب، او بالأحرى ما دمره الخونة والمرتزقة والمتمردون، وإنما لبناء السودان باسره والارتقاء به إلى آفاق التقدم والازدهار بما يذخر به من عقول وخبرات و موارد بشرية متميزة وثروات طبيعية متعددة وضخمة.
وتعتمد هذه الخطة على خمسة عناصر أساسية هي:
١- إجراء إحصاء اقتصادي لكافة موارد السودان البشرية والطبيعية الكامنة والمستغلة.
٢- تحليل هذه الإحصاءات وإجراء تقييم شامل لها وطرح الروى الاقتصادية حولها.
٣- وضع خطط وبرامج اقتصادية على ضوء هذه الرؤى في كافة القطاعات الاقتصادية في كل مناطق السودان.
٤- حشد العقول والخبرات والطاقات والثروات الطبيعية السودانية لتنفيذ هذه الخطط.
٥- تبني روى واساليب مبتكرة والاستفادة من التقنيات الحديثة لإعادة الإعمار وتحقيق النهضة الاقتصادية في السودان من خلال هذه الخطط.
وقبل ان نبدا في عرض عناصر خطة العمل الاقتصادية المقترحة، نجمل اهم الثروات الطبيعية التي يتمتع بها السودان فيما يلي:
– يمتلك السودان مقومات زراعية هي الأكبر في المنطقة العربية والافريقية، بواقع ١٧٥ مليون فدان صالحة للزراعة، بجانب مساحة غابات تقدر بحوالي ٥٢ مليون فدان، حيث لا تتعدى نسبة الاراضي الزراعية المستغلةحاليا ٤٥% من جملة الاراضي الصالحة للزراعة في السودان.
– في الشق الحيواني، يتمتع السودان بـ ١٠٢ مليون رأس من الماشية، سائمة في مراع طبيعية، تُقدر مساحتها بـ ١١٨ مليون فدان.
– كما يتمع السودان بموارد مائية كبيرة، حيث يزيد معدل أمطار سنوي يزيد على أربعمئة مليار متر مكعب، فضلا عن مياه الأنهار والوديان المنتشرة في البلاد.
– يتمتع السودان باحتياطيات نفطية كبيرة تقدر بحوالي ٥ مليارات برميل، حيث تحتل المرتبة الخامسة في افريقيا.
– في مجال المعادن الصلبة يعتبر السودان أحد أهم منتجي الذهب في القارة الأفريقية والثالث عشر بين البلدان المنتجة للذهب في العالم وتصل احتياطيات البلاد من الذهب إلى ١٥٥٠ طنا.
– يعد السودان من أغنى مناطق العالم باليورانيوم، ويصنف الثالث عالميًا بمخزون يصل حتى (١،٥) مليون طن في عدة مناطق بالسودان.
– توجد في السودان معادن اخرى منها الفضة والكـروم والنحاس والحديد والمانجنيز والمايكا والرخام والاسبستوس وغيرها.
( هذه الأرقام تحتاج ٱلى تدقيق وتوثيق، وإنما أوردناها للإشارة إلى الموارد الاقتصادية الضخمة التي يتمتع بها السودان، ولو بصورة تقديرية، مما يؤهله للاعتماد على نفسه لإعادة الإعمار وتحقيق التنمية والنهضة الاقتصادية)
تفصيل عناصر خطة العمل الاقتصادية المقترحة
بناء على المعطيات السابقة، نقترح فيما يلي خطة عمل اقتصادية شاملة لإعادة الإعمار وتحقيق النهضة الاقتصادية في السودان، تعتمد بصورة اساسية على الموارد الذاتية للسودان.
( وهذا لا يمنع من إقامة شراكات وتبادلات استثمارية وتجارية وتقنية مع الدول والمؤسسات الاجنبية والاستفادة من الخبرات والتجارب، شريطة ضمان عدالة الاتفاقيات وخدمتها المصالح العليا للسودان ، وعدم استغلالها للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد أو المس بسيادتها)
وتتضمن الخطة ما يلي:
اولا:: إجراء إحصاء اقتصادي شامل
يتم إجراء إحصاء اقتصادي شامل ( بما يشبه جرد الحساب) لمعرفة المقومات الاقتصادية الحقيقية للسودان على النحو الآتي:
– إجراء إحصاء سكاني في السودان, (ولو تقديريا) مع التركيز على الجانب الاقتصادي من حيث الكثافة السكانية، ومعدلات الفقر، والبطالة، والنشاط الاقتصادي الغالب في كل منطقة، والقوى العاملة، وغيرها من المؤشرات الاقتصادية.
– حصر الثروات الطبيعية في السودان، الكامنة والمستغلة، بما في ذلك: الذهب ،النفط، اليورانيوم ، المعادن الاخرى، الاراضي الزراعية الخصبة، موارد المياه، المحاصيل الزراعية الغذائية والنقدية ،الثروة الحيوانية و السمكية والمنتجات الغابية وغيرها.
– حصر المشاريع الزراعية والصناعية القائمة الحكومية والخاصة.
– حصر مشاريع البنى التحتية ( الطاقة ، الطرق، الجسور ، الاتصالات)
– حصر المؤسسات الخدمية العاملة في كافة المناطق والمجالات بما في ذلك مياه الشرب والتعليم والصحة وغيرها.
– حصر الموارد البشرية السودانية بمختلف التخصصات والمستويات.
– حصر الموارد المالية الفعلية للدولة بما في ذلك عائدات الصادرات، الجمارك، الضرائب، الرسوم الحكومية، وغيرها.
– حصر احتياطيات البلاد في بنك السودان.
– حصر الاحتياجات التنموية الفعلية للسودان في كافة المجالات وجميع المناطق، على المستويات: الآنية وقصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد على سبيل المثال: الامن الغذائي ,البنى التحتية (الطاقة، الطرق الجسور، الاتصالات….) ، الخدمات الاجتماعية ( التعليم والصحة مياه الشرب وغيرها )
– حصر مشاريع إعادة الإعمار في مختلف الولايات.
– حصر الخسائر التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة.
ثانيا : التحليل والتقييم
يتم إجراء تحليل وتقييم علمي وشامل لكافة هذه الإحصاءات الاقتصادية التي تمثل واقع الاقتصاد السوداني الراهن، وذلك من خلال عقد ورش عمل للخبراء والمتخصصين وكافة الاطراف المعنية على النحو الآني:
– تقييم المؤشرات الكلية للاقتصاد السوداني ( معدل نمو الناتج الإجمالي المحلي،معدلات التضخم،سعر الصرف، معدلات الفقر, نسب البطالة,. التجارة الخارجية، نسبة العجز في الميزانية،الديون الحكومية، الدخل القومي، الدخل الشخصي…. )
– تقييم وضع المشاريع الاقتصادية القائمة والعقبات التي تواجهها.
– تقييم وضع البنى التحتية.
– تقييم وضع الخدمات الاساسية.
– تقييم الخسائر المادية للمؤسسات الحكومية والخاصة وخسائر المواطنين خلال الحرب.
– تقييم مشاريع إعادة الإعمار في كافة الولايات.
ثالثا: طرح الرؤى الاقتصادية
بعد الدراسة والتحليل والتقييم الشامل لهذه الإحصاءات والمعطيات الاقتصادية، يتم طرح الرؤى الاقتصادية حول الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة لمعالجة التحديات الاقتصادية الراهنة وتحقيق التنمية المستدامة في السودان.
ونقترح في هذا الخصوص ما يلي:
– تحديد الاهداف الاقتصادية والأولويات المتعلقة بتطوير الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة والنهضة الاقتصادية في جميع القطاعات وكافة مناطق البلاد.
– تحديد مشاريع إعادة الإعمار في كافة الولايات والقطاعات.
– تقسيم السودان إلى مناطق اقتصادية حسب المقومات الاقتصادية الاكثر وفرة في كل منطقة بحيث يشمل ذلك المناطق الزراعية المناطق الصناعية مناطق الثروة الحيوانية مناطق الثروة السمكية مناطق التعدين.
– يتم تحديد المشاريع التنموية المطلوبة في كل منطقة.
رابعا: وضع الخطط والبرامج الاقتصادية وتنفيذها
– يتم وضع الخطط والبرامج الاقتصادية الآنية، وقصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد لتنفيذ هذه المشاريع، بحيث تضمن مشاريع إعادة الإعمار في الخطط الآنية.
– يتم اعتماد هذه الخطط رسميا ومن ثم يجري تنفيذها حسب الجداول الزمنية الاولويات الموضوعة.
خامسا: التمويل
يتم تمويل هذه المشاريع بشكل اساسي عن طريق الشراكة بين الحكومة السودانية وراس المال الوطني السوداني والمغتربين السودانيين وذلك عبر جذب استثمارات رجال الاعمال والشركات السودانية في الداخل والخارج فضلا عن مدخرات وتحويلات السودانيين المغتربين
( توجد في مصر وحدها ٤٨٣ شركة سودانية في حاليا تستثمر ٤٣٣ مليون دولار بينما تقدر مدخرات المغتربين السودانيين فى الخارج من ٤٠ إلى ٦٠ مليار دولار وتبلغ تحويلاتهم مئات الملايين من الدولارات شهريا وفق جهاز شؤون السودانيين العاملين في الخارج)
ويتم ذلك على النحو الآتي:
– تهيئة بيئة الأعمال و الاستثمار في السودان من خلال مكافحة ممارسات الفساد في أجهزة الدولة ، والتقليل من البروقراطية وتبسيط الاجراءات عبر إنشاء نافذة موحدة للمستثمرين ورجال الأعمال و منح الامتيازات والحوافز المتعلقة بالاستثمار وحماية الدولة لحقوق المستثمر ومعالجة قضايا الأراضي.
– دعوة كافة رجال الاعمال السودانيين في مختلف المجالات إلى اجتماع عام في الخرطوم يتم خلاله طرح المشاريع المضمنة في الخطة الاقتصادية الوطنية والدراسات المتعلقة بها ويجري التداول حولها من قبل رجال الأعمال والخبراء والمسؤولين المعنيين، ثم يقوم هو رجال الاعمال بتنظيم اجتماعات وورش خاصة بهم لتحديد المشاريع التي سيقوم كل منهم بتمويلها ويمكن تمويل المشاريع الكبرى من خلال عقد شراكات بينهم.
– تأسيس شركة مساهمة عامة للمغتربين وإدراج أسهمها في البورصة السودانية، بحيث يتمكن المغتربون من الاستثمار بشكل مباشر في الشركة أو من خلال شراء أسهم. وتستخدم هذه الاموال في إنشاء مشاريع التنمية المستدامة خاصة في مجال الخدمات الاساسية.
سادسا: التعويضات
يتم إنشاء آلية خاصة بقضية دفع التعويضات عن خسائر الحرب للمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين المتضررين، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد الدول والجهات التي تسببت في هذه الخسائر، وفق القانون الدولي.
سا بعا : معالجة قضية ديون السودان الخارجية
– يعتبر عبء ديون السودان الخارجية من القضايا الاقتصادية الشائكة وتتطلب حلول مبتكرة. ومن ذلك مقايضة الديون بحماية المناخ التي يمكن أن توفر تخفيفًا كبيرًا للديون وتدعم العمل المناخي في العديد من البلدان النامية وقد تم تنفيذ مقايضة ناجحة للديون بالبيئة بين الارجنتين و الولايات المتحدة. وسمحت المقايضة بإعادة شراء بعض الديون المستحقة على الأرجنتين بالعملة المحلية وإعادة استثمارها في حماية البيئة. والمفهوم الأساسي هو أنه بدلاً من الاستمرار في سداد المدفوعات الخارجية على القروض غير المسددة بالعملة الصعبة ، يقوم البلد مدين بتسديد المدفوعات بالعملة المحلية لمشاريع المناخ المحلية بشروط متفق عليها مع الدائنين. و تعود مقايضات الديون بالمناخ بفوائد متعددة للطرفين، حيث يقوم الدائنون بتحصين استثماراتهم ، بينما يقلل المدينون من عبء ديونهم الخارجية دون سحب الاحتياطيات الأجنبية الشحيحة (ولاشك ان هناك خبراء اكفاء في هذا المجال يمكنهم تقديم المزيد من الحلول المبتكرة).
.
ثامنا:عوامل نجاح الخطة
لا شك انه ولكي تنجح اي خطة عمل في اي مجال وتؤتي اكلها، لا بد من تضافر عوامل معينة لتحقيق ذلك،
وتتمثل عوامل نجاح هذه الخطة المقترحة، فيما يلي:
١- الإخلاص والتحلي بالوطنية والتجرد.
٢- الجد والنشاط وحشد الطاقات وشحذ الهمم.
٣- التفاؤل والأمل والنظرة الإيجابية.
٤- النزاهة والأمانة والشفافية والقضاء علي كل اشكال الفساد.
٥- الصبر والثبات والاستدامة.
٦- الوحدة والتضامن وتضافر الجهود.
٧- الأمن والسلام والاستقرار.
٨- الاستفادة القصوى من الخبرات والكفاءات السودانية.
٩- الاستفادة القصوى من الإبتكارات والتقنيات الحديثة، وتطوير الاقتصاد الرقمي.
١٠- وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
١١- تطوير القوانين والتشريعات الاقتصادية، وذات العلاقة.
١٢- الترتيب الصحيح للأولويات الاقتصادية للسودان.
١٣- ضمان التوازن والعدالة الاقتصادية بين كافة مناطق السودان.
١٤- تبني الدبلوماسية الاقتصادية التي تضع المصالح الاقتصادية والوطنية والسيادية العليا للسودان معيارا لعلاقاتها مع كافة الدول والمؤسسات الاجنبية.
خاتمة
وبعد….
….هذه الخطة المقترحة عبارة عن حزمة افكار ورؤى، ويمكن ان تطور إلى خطط او مجموعة من الخطط والبرامج الاقتصادية المتكاملة والشاملة..
…وهي مطروحة للتداول والنقاش، لا سيما من قبل اهل الشان والاختصاص….
… والمحور الاساسي لها ..(سودان… بعقول سودانية.. وأيدي سودانية… وموارد سودانية) …
…نسال الله سبحانه وتعالي ان يمن على بلادنا بالأمن والسلام والاستقرار …
…. وإن يحقق لها النهضة والتقدم والازدهار …
إن شاء الله….
وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي
٨ شوال ١٤٤٦
٦ ابريل ٢٠٢٥م
التعليقات مغلقة.