وزارة الإعلام تتفرج:
القنوات الخارجية تواصل التضليل بعد التحرير
بقلم:عبد الخالق بادى
تابعت مساء أمس الجمعة تقريراً أعده مراسل لإحدى القنوات الخارجية المرخص لها من قبل وزارة الإعلام السودانية،عن حجم الدمار الذى طال البنيات التحتية وبيوت المواطنين بالخرطوم على يد المليشيا المتمردة وأعوانها من المرتزقة والمتآمرين.
فقد ذكر المراسل فى وصفه لحجم الدمار، بأن كل ما حدث من تخريب ودمار للبنيات التحتية بالخرطوم نتيجة( لويلات الحرب) ، فلم يقل الحقيقة التى يعلمها القاصى والدانى ويعلمها هو أيضاً ، بأن الجنجويد هم من استهدفوا البنيات التحتية وأحرقوها، فى العاصمة وفى كل المناطق التى احتلوها، بل حتى المناطق الآمنة التى لم يدنسوها تم استهداف بنياتها التحتية كمحطات الكهرباء والمستشفيات والمساجد.
التقرير الذى قدمته هذه القناة عبر مراسلها فى السودان، مضلل للرأى العام، علما أنه ليس الأول من نوعه الذى تبثه هذه القناة عن الحرب ، فقد سبق وأن قدمت تقارير مضللة مماثلة ومعها عدد من القنوات التى لديها مكاتب بالسودان، حيث ساوت فيها بين الجيش الذى يحمى البلد ، ومجموعة من الإرهابيين الغاصبين .
إذا ظن مراسل هذه القناة وأمثاله وبهكذا تقارير (مغرضة) بأنه على الحياد فهو يخدع نفسه، وفى نفس الوقت يكون محل تهكم من المشاهدين، والذين هم أوعى منه يفهمون القصد الحقيقى وراء كل كلمة ومابين السطور.
فاذا كان الحياد فى مفهوم بعض القنوات الخارجية ومراسليها هو طمس الحقائق والتضليل وعدم تسمية الأشياء بمسمياتها، فعلى الحياد السلام ، وعلى المهنية التى تدعيها بعض القنوات الخارجية السلام .
إن ما يحدث من استهداف اعلامى وصحفى للسودان وجيشه من بعض القنوات الخارجية ومراسليها الذين باعوا ضميرهم بدويليرات، تقع مسؤوليته على وزارة الإعلام وإدارة الاعلام الخارجى، والتى واضح أنها لا ترصد مثل هذه التجاوزات والأكاذيب وتزوير الحقائق ، والتى تقدم من داخل السودان، ولست أدرى ما الذى يشغلها وله أهمية أكثر من إيقاف القنوات المنحازة لأعداء البلد من بث سمومها والتأثير السلبى على الرأى العام خصوصا الخارجى.
دكتور كامل إدريس رئيس مجلس الوزراء ،سبق وأن طالب الإعلام والصحافة بالتعامل بمسؤولية مع المعلومات وأن تؤخذ المعلومة من مصدرها، طبعا كلامه موجه بالأساس للصحفيين وليس للاعلام الرسمى ، فهل وضع كامل إدريس فى اعتباره ما تذيعه بعض القنوات الخارجية المرخص لهامن أكاذيب ، ثم أن حديثه عن أخذ المعلومات من مصدرها ، فهذا كلام نظرى، لسبب بسيط أن معظم المسؤولين (خصوصاً الفاسدين) لا يمكن أن يملكوا الصحفيين المعلومة الصحيحة ، لأنها ببساطة تدينهم ، وهذا يضطر الصحفى بالبحث عن المعلومة من مصادر أخرى ذات صلة، وكنا نتمنى أن يتبع رئيس الوزراء حديثه عن أخذ المعلومة من مصادره، بأن يتخذ إجراء أو يصدر قانون يمكن الصحفى من الحصول على المعلومة ، وبذلك يكون قد مهد لصحافة مسؤولة لاتحتاج لوصاية من أحد.
خلاصة القول إن وزارة الإعلام متأخرة جدا عن الخطوات المتسارعة للجيش لتحرير كل المناطق والولايات التى يحتلها الجنجويد ورصد تبعات ذلك ، فليس هنالك حتى الآن رؤية واضحة لعمل هذه الوزارة عبر آلياتها ومؤسساتها ، وهذا ترك فراغا ملأه الإعلام الخارجي والذى فى أغلبه يدعم الجنجويد سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، فإلى متى تظل وزارة الإعلام فى مربع التصريحات والتنديدات؟، والى متى يظل الإعلام الرسمى حاصر نفسه فى مربع وقائع يوميات المسؤول؟.
السابق بوست
القادم بوست