الايام نيوز
الايام نيوز

نعي فقيد الدبلوماسية والعزاء في شرف الزمان

*نعي فقيد الدبلوماسية والعزاء في شرف الزمان*

المزيد من المشاركات

إنا لله وإنا اليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أعطى،نعى لنا سعادة الأخ السفير محمد الياس، سفيرنا لدى القاهرة، ونقل نبأ وفاة سعادة الأخ السفير إدريس سليمان الذي كان يستشفي في مصر منذ حين.فنسأل الله أن يتقبل الفقيد عنده في مقعد صدق، مع الصادقين الصابرين، والأبرار الصالحين، في هذ الشهر المبارك الكريم، الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وأنه أنبأ عباده ألا تموت نفس إلا بإذن الله كتابا مؤجلا. فلله الحمد والمنة على شرف التوقيت المبارك.لقد كان الفقيد وطنيا خالصا، محبا لوطنه ومواطنيه، ومثابرا مجتهدا لخدمة أمته،إذ كان سفيرا مهموما ومسكونا بهم وطن مرزوء بالمكايد والدسائس والاستقطاب.ثم تم تعيينه بعد السفارة، وزيرا للتعاون الدولي، ونشهد له من خلال العمل معه في المشاريع القارية، أنه كان مهموما بقضايا التعاون الأفريقي القاري، ذات العلاقة بالسودان، حيث كان يعمل جاهدا لتنفيذ المشاريع القارية الاستراتيجية الواعدة التي تمر عبر السودان أو تتفيأ ترابه الوطني، ضمن خطة التكامل الاقتصادي الأفريقي، كخط سكك حديد داكار – انجمينا – جيبوتي، ومشروع ميناء سواكن القاري، وخط الملاحة النيلي جوبا – ربك – حلفا – الاسكندرية، وغيرها من المشاريع القارية التي كانت وقتئذ تحت إشراف ورعاية رئاسة الجمهورية، عبر الأمانة الوطنية لوكالة التنمية بالإتحاد الأفريقي/ نيباد والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء التي كانت تتبع لرئاسة الجمهورية.لقد عمل الفقيد في مجالات شتى، خارج نطاق العمل البيروقراطي، ويتمتع بخبرات ثرة ومتميزة في مجال الأعمال وفي القطاع الخاص، بعد أن ترك وزارة الخارجية طوعا، فاجتهد يضرب في مناكب الأرض، حتى تم تعيينه وزيرا للتعاون الدولي.لقد ترك الفقيد فراغا أخلاقيا ومهنيا ووطنيا واسعا تحتاجه اليوم بلادنا المنكوبة بأبنائها من تلقاء مدمني الفشل، وقصيري النظر، وعديمي الخبرة العملية والدربة السياسية، وفي وقت يكابد فيه السودان الوطن لتثبيت هويته، وتحقيق سيادته، ووحدة ترابه، وفي ظل فراغ سياسي ودستوري مريع وبلا حدود ولا سقوف، وتردي هيكلي يتهدد بقاءه كدولة موحدة، ذات استقلال سياسي وقرار وطني سيادي. إذ تتهدد البلاد في هذه المرحلة جوائح الإندثار الأخلاقي الوافد، والتشظي الأيدولوجي، والهشاشة المؤسسية، من تلقاء فشل نخبها السياسية المستدام والمتطاول في التوصل لمن يحكمهم، وكيف يحكمهم، وذلك منذ خمس سنوات بحلول موعد السادس من أبريل عام ٢٠٢٣م. والتخوف، كل التخوف، أن يضع هذا الفشل المتعمد البلاد على مشارف وحواف عتبات الدول الفاشلة، التي يشخصها الخبراء بأنها ممن يفتقر الى الإدارة الراشدة، وتتوكأ على الإغاثات الدولية، وما يلقى اليها من الصدقات، مقابل أن تتبني الأجندة الخارجية فتتنكر لهويتها وأخلاقها الوطنية.العزاء كل العزاء لأسرة الفقيد العزيز، ولزملائه ورفاق دربه المهني، وللدبلوماسية الاحترافية، الملتزمة بالوطن كاولوية، والتي ترجل اليوم فارس من طليعة السبق في صفوفها، الذين ظل همهم السودان- الوطن الكبير – أولوية تستعلي على كل السياسات الأيدولوجية والأمزجة الفردية.عزاؤنا في شقيقنا الفقيد أنه اختير في شهر مبارك كريم، بأمر رب رحيم، وفي موسم تتنامى فيه الخيرات، وتنداح فيه البركات؛ وعزاؤنا أنه قد ربحت تجارته وفاز بقبول بيعه، بإذن ربه؛ ودعاؤنا أن يبدله الله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وأن يبارك في ذريته وعقبه، وألا يحرمنا أجره، ولا يفتنا بعده،وليس ذلك على الله بعزيز.لله الأمر من قبل ومن بعد، وله ملك السموات والأرض، يحي ويميت، وهو حي لا يموت، وهو على كل شيئ قدير.

السفير د حسن عيسى الطالب

التعليقات مغلقة.