للحديث بقية عبد الخالق بادى شيطنة الاطارى ومكابرة الشموليين
للحديث بقية عبد الخالق بادى شيطنة الاطارى ومكابرة الشموليين
مافتى، أعداء التحول المدنى الديمقراطى يحاولون أن يجعلوا من الإتفاق السياسى شماعة لأى خلاف سياسى أو عسكرى يحدث ، وهى محاولة لشيطنة الاتفاق الاطارى،والتى صارت موضة هذه الأيام يروج لها اتباع الحزب المحلول وتوابعهم ، بل تعتبر واجهة جديدة يستخفون (كعادتهم )خلفها لخداع الشعب الواعى والملم بكل التفاصيل،ولا يمكن أن تنطلى عليه هكذا أكاذيب وخداع مكشوف ،اختبره لثلاثين عاما. فما يحدث الآن بعد الخلاف الذى حدث بين قيادتى الجيش والدعم السريع بمروى، باستغلالهم له لتشويه الاتفاق الإطارى، وقفزهم فوق الحقائق التى يعلموها هم وكل الشعب ،والتى تؤكد أن الخلافات بين الطرفين لا علاقة لها بالعملية السياسية ، وأنها قديمة بدأت قبل انطلاقها والتوقيع عليها فى الخامس من ديسمبر من العام الماضي . فإذا رجعنا قليلا الى الوراء نجد أن الفريق محمد حمدان حميدتى قائد الدعم السريع ،انتقد انقلاب ٢٥اكتوبر٢٠١٢م الذى قاده الفريق البرهان،بل أكد بأنه كان خطأ كبيراً أدى لتردى الأوضاع الاقتصادية أكثر مما كانت عليه ،كما أن قدم الخلاف بين الطرفين أكده تصريحات سابقة لنائب قائدالدعم السريع عندما طالب الانقلابيين بتسليم السلطة للمدنيين دون مماطلة ،ولا ننسى ما قاله الفريق حميدتى ووصفه لبعض الإدارات الاهلية المساندة للانقلاب بأنهم فلول ،والمعروف أن قيادات أهلية ومعها اتباع وشركاء للحزب المحلول،دعموا إنقلاب البرهان، بل حرضوا عليه من خلال اعتصام القصر الشهير. أنا أستغرب لشخص مثل مبارك اردول القيادى بالكتلةالديمقراطية عندما يقول أن الخلاف بين الفريق البرهان والفريق حميدتى سببه الاتفاق الاطارى ،بل ذهب أكثر عندما قال أن الإطارى يتحدث عن وجود جيشين بقيادتين منفصلتين،رغم أن الكل يعلم بأن عمليةالدمج منصوص عليها فى الاتفاق الإطارى ووقع عليا البرهان وحميدتى، والأغرب أن اردول عاد وناقض نفسه عندما قال، أنه يجب العودة للوثيقة الدستورية الموقعة فى ٢٠١٩، مع العلم بأن هذه الوثيقة تنص على وجود جيشين ولم تتحدث عن دمج الدعم السريع فى الجيش . إن ما حدث بين قيادتى الجيش والدعم السريع من خلاف لاعلاقة له بالعملية السياسية،بل هو خلاف سلطوى بحت،فكل طرف يحاول أن يثبت سيطرته على الأوضاع الأمنية بالبلاد، بدليل تحريك وتجييش القوات والدفع بها نحو مدينة مروى ،رغم أنها أكثر مدن السودان أمنا، ومعلوم الخلاف بين قيادتى الجيش والدعم السريع فى الاطارى كان فى جزئيتين تتعلقان بمدة الدمج وهيكلة الأركان،وهذا أمر فنى لا يمكن أن نحمله للعملية السياسية و التى أصبحت مكتملة وبموافقة الطرفين قبل القوى المدنية الموقعة عليه، ولا يمكن أن يعيقها خلاف فنى يمكن للطرفين المختلفين أن يتجاوزاه إن كانت لهما إرادة حقيقية، ولا يمكن أن تتوقف العملية السياسية بسببه.
أتعجب من موقف أعداء الديمقراطية من منسوبى العهد المباد وأشياعهم ،والذين يدعون حب الوطن والدفاع عن الجيش،فمن الواضح أن ذاكرتهم ضعيفة أو أنهم يكابرون ،ونقول لهم ،من صنع هذا الواقع الأمنى والعسكرى المتشرذم؟ أليس عهدكم ورموزكم، ومن الذى بذر بذور الفتنة وأسس مليشيات وحركات على أساس قبلى ومناطقى؟ أليس سيادتكم وقياداتكم،ومن الذى تسبب فى أن يرتفع عدد الحركات المتمردة من واحدة (حتى ثمانينيات القرن الماضي)، إلى عشرات الحركات حتى إسقاط الشعب لعهدهم فى أبريل ٢٠١٩م؟وبعد ذلك يحدثونك عن حرصهم على الجيش وأن الجيش خط أحمر،سبحان الله. مهما تنوعت المحاولات والخطط لتعطيل العمليةالسياسية ،فانها ستبوء بالفشل بإذن الله،لأنها هى الوسيلة الوحيدة المتاحة لحل الأزمة ،اما الحديث عن انتخابات مبكرة فهو حديث الجهلاء والمخربين،فعلى اى اساس تقام انتخابات والبلد لم تبنى فيها مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية ؟ومن سيقيم الانتخابات ؟السلطة الانقلابية وفى ظل وجود عشرات الجيوش؟هذه تخاريف سدنة العهد المنهار ،وتلك أمانيهم التى لن تتحقق بعون الله.
أما الحديث عن استقواء الحرية والتغيير المجلس المركزى بالدعم السريع،فهذا أمر غريب لا يمكن أن يصدر من شخص فاهم وملم بتطورات الأحداث وما تطالب به الحرية والتغيير المجلس المركزى،والتى طالبت بخروج المكون العسكرى (الجيش والدعم السريع) من السلطة،وقد اقرا بذلك ووقعا عليه فى ديسمبر الماضي ،كما أن مثل هذا الكلام يقدح فى استقلالية قرارات قيادة الدعم السريع ،وفيه اتهام لها بالرضوخ لرغبات قوى سياسية معينة،وهذا غير مجاف للحقيقة وكذب وافتراء،فتوافق الرؤى لا يعنى مساندة طرف لطرف أو استقواء هذا بذاك،ولكنه اسلوب الغرض وخبث المقصد من الذين يحلمون بالعودة للواجهة مجددا،عبر بوابة الفتنة والوقيعة.
إن ما يحدث من خلاف عسكرى (وصفه البعض بالمبالغ فيه)يمكن أن نقول أنه آخر مناورات المكون العسكرى لقطع الطريق أمام التحول المدنى الديمقراطى ،حيث فشلت كل المناورات السابقة لعرقلة الإتفاق الإطارى ،تارة بالايعاز بالاغلاق ومرة بالانقلاب،ثم العودة لمربع الإغلاق مجددا ،اضافة للسماح لأتباع الحزب المحلول بالظهور العلنى والمجاهرة بالتهديد والقتل،وكل ذلك لايهام الشعب بأن البلاد غير مهيأة للتحول المدنى الديمقراطى ،ولكن وعى المواطن وترسخ مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة في نفوس الشباب الثورى ولجان المقاومة وقفت سدا منيعا أمام كل محاولات وأد الثورة وإيقاف عجلة التغيير، والثورة مستمرة.
التعليقات مغلقة.