هيئة شؤؤن الانصار: تناشد الطرفين بوقف الحرب
هيئة شؤون الأنصار للدعوة و الإرشاد مكتب الأمين العام بالانابة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:-(الم احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنونولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين ) احبابي في الله واخواني في الوطن العزيز، لقد خلق الله الإنسان في كبد قال تعالى:-(لقد خلقنا الإنسان في كبد ) والإنسان في مسيرة حياته كادحٌ إلى ربه حتى يلاقيه قال تعالى:-(يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) وادم عليه السلام ابو البشريه عندما أُنزل على ظهر هذه البسيطة هو وزوجه حواء ظلا يعانيان مشاق الحياة الدنيا وقد كانا من قبل في جنة وارفة الظلال قال تعالى عنها:-(إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرىوأنك لا تظمؤُ فيها ولا تضحى )اذاً الحياة الدنيا هي دار التعب والنصب وقد توعد الله عباده المؤمنين بقوله “-(ولنبلُونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأؤلئك هم المهتدون) وامامنا المهدي عليه السلام عندما قرأ تلك الآيات التى تشتمل على هذه المحن والإحن لم يطلب من الله أن تزول عنه بل طلب أن يقوي نوره ليهون عليه ذلك .حيث قال اللهم اجعلنا من العارفين لحسن قدرك الصابرين عليه رجاءً لوعدك ورغبةً في الصلوات والرحمة مع هدايتك، واجعلنا ممن اثر المسكنة لحسن الوعد الدائم عندك،ولا تجعلنا ممن آثر الشئون الفانيه مع ذمك والشهوات الزائلة مع تبعيدها عنك واجعلنا ممن آثر التقوى والوفاق والصبر على الشدائد والمشاق رغبة في دوام القرب والتلاق و قوِّ نورنا ليهون علينا ذلك واجعل لنا قوة منك على تحمل مايرضيك، والقيام به رغبة فيما عنك يا قادر يا كريم يا رزاق وأشرح صدورنا بنور منك يا رب يا رب يا رب مع الإنابة إليك وشدة الإشتياق آمين أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز بلادنا منذ يوم السبت ٢٤ رمضان١٤٤٤ه الموافق ١٥ أبريل ٢٠٢٣م حلت عليها حربٌ لعينه راح ضحيتها نفرٌ كريم من أبناء و بنات شعبنا الابيّ .اولاً نترحم على أرواح هؤلاء الشهداء الأبرياء الذين قضوا نحبهم في حربٍ لا ناقة لهم فيها و لا جمل، حربٌ نشبت من أجل السلطة بين جنرالين متخاصمين. احبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز الحرب دمار الحرب خراب الحرب موت الحرب إزهاق لأرواح بريئه الحرب شر استعاذ منه حتى الجاهليين. قال إمرؤ القيس الحرب اول ما تكون فتيةً**تسعى بزينتها لكل جهول.
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامُها ***ولت عجوزا غير ذات حليل.
شمطاءُ ينكر لونها و تغيرت ***مكروةً للشم و التقبيل.
الحرب دمار للإنسان وخراب للبلاد وهلاك للزرع والضرع وتكسير للبُنيات التحتية. وقد رأينا بأم أعيننا كيف صارت بلادنا خراب ودمار وتحطم كل شئ وفر الناس زرافات ووحدانا هائمين على وجوههم منهم من قصد الولايات ومنهم من قصد دول الجوار فأصبحوا نازحين ولاجئين. والحياة صارت جحيم لا يطاق. اسعار السلع الضرورية لا يتصورها الإنسان مع انعدام السيولة النقدية. وكل هذا بسبب صراع الكراسي. نقول لهم كما قال القائل:- خذوا المناصبَ والمكاسبَ ولكن خلوا لنا الوطن. ولكن للأسف ضاع الوطن. كنا من قبل نحذر من هذه الصراعات التى تؤدي بدمار وخراب البلاد ولكن حصل الذي كنا نخشاه. وسيظل لسان حالنا يقول :-
بلاداً عشقناها على كل حالةٍ ***وقد يُعشق الشئ الذي ليس بالحسن.
وقد تُستطاب الأرضُ لا هواءً بها ***ولا ماءُها عذبٌ ولكنها وطن.
حب الاوطان من الإيمان .احبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز يقول الله عز وجل:-(أدعوني أستجب لكم) وكما يقول فقهاؤنا ، واجب الوقت التضرع لله. فادم عليه السلام حينما اقترف الخطيئة هو و زوجه حواء:-( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .
و نوح ابو البشريه الثاني قال عنه تعالى:-(و نوحاً إذ نادى من قبلُ فإستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم *و نصرناه من القوم الذين كذبوا بايتنا انهم كانوا قوم سوءٍ فأغرقناهم اجمعين) و ابراهيم أبو الانبياء دعا ربه قائلاً:-(الحمد لله الذي وهب لي على الكِبر إسماعيل وإسحاق إن ربي سميع الدعاء*رب أجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دُعاء) و رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى إخوته رُسل الله الأولين. عندما حزبه الامر في الطائف دعا دُعاءً طويلاً والذي ابتدئه بقوله اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس الي اخر الدعاء الطويل وكذلك يوم بدر كان دُعاءه طويلاً وفيه إلحاح شديد حتى سقط ردائه من على كتفه فإلتزمه الصديق رضى الله عنه وقال له إن الله ناجزاً وعدك يا رسول الله. عليه أحبابي واجب الوقت هو الدعاء لخلاص بلادنا فالله هو مسبب الاسباب ومجري السحاب ورازق العباد وكاشف الكرب. (ربنا أكشف عنا العذاب إنا مؤمنون) ونناشد الطرفين المتحاربين أن يوقفوا الحرب ونقول لهم لا للحرب لا لموت الابرياء لا لإرعاب الاطفال لا لدمار البُنيات التحتية .إتقوا الله الذي إليه تحشرون.( وإتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) وتذكروا قوله سبحانه وتعالى:-(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئا وإن كان مثقال حبة من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين)
نحن هنا نتقدم للجميع برفع شعار لا للحرب و ندعو الجميع للسلام . اللهم ارفع عنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن . قال تعالي ( ربنا أكشف عنا العذاب إنا مؤمنون )
ادم احمد يوسف نائب الأمين العام
الجمعة ٨ / شوال ١٤٤٤ه الموافق ٢٨/أبريل ٢٠٢٣م
التعليقات مغلقة.