جريدة لندنية : مرتزقة جنوب السودان يقاتلون مع الجيش السوداني
إصرار الجيش السوداني على تحقيق انتصار على الأرض يدفعه إلى استغلال اللاجئين من جنوب السودان واستخدامهم كمرتزقة للقتال في صفوفه ضد الدعم السريع، بالإضافة إلى تجاهل وجود مدنيين في المناطق التي يقصفها.
العرب اللندنية – يعول الجيش السوداني على تعزيز قواته بعدد من المرتزقة من جنوب السودان. وتشير تقارير إعلامية سودانية إلى رصد تحركات للجيش في ولاية غرب كردفان الواقعة على الحدود، تهدف إلى جذب مرتزقة من اللاجئين من جنوب السودان.
وبحسب موقع الخرطوم 24، “فقد أصدرت قيادة الجيش في منطقة هجليج تعليمات بالاستعداد والتحشيد للاجئين السودانيين في مخيم قرب منطقة الخرسانة شمال حقل هجليج النفطي وداخل محلية كيلك. تم استدراجهم من خلال وعود بالحصول على المال للمشاركة في قتال الدعم السريع، مع تعهد بالمزيد من المكافآت في حال الانتصار”.
وبحسب مصادر الموقع السوداني، فقد وافق نحو 800 شخص على القتال مع الجيش، في حين يجري الآن الاتصال بأقاربهم والمهتمين لإكمال العدد من داخل جنوب السودان.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم استقطاب مرتزقة من قبائل النوير في مناطق بانتيو وميوم، وقام الجيش بنقلهم إلى مدينة كادوقلي في ولاية جنوب كردفان.
وحاول الجيش نقلهم عن طريق الطائرات إلى وادي سيدنا شمال أم درمان، ولكن تم تغيير الخطة بعد الهزائم التي تعرضت لها القوات المسلحة السودانية. وبدلا من ذلك، تم نقلهم عبر البر إلى كوستي، وتم تحميلهم في 60 شاحنة كبيرة من طراز هينو ناقلات جنود.
الجيش السوداني لم يتمكن حتى الآن من جمع سوى2500 مرتزق وهو عدد أقل من المطلوب
وبحسب تسريبات، لم يتمكن الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان إلى الآن من جمع سوى 2500 مقاتل، وهو عدد أقل بكثير من العدد المطلوب.
ويسعى الجيش منذ أكثر من شهر لتحقيق انتصار على الأرض يمكنه من التفاوض من موقع قوة. ويقول مراقبون إن الجيش هو المسؤول عن خرق الهدن لإصراره على تحقيق مكاسب على الأرض واستعادة المواقع التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في بداية اندلاع القتال.
وتجدد الهجوم الجوي على العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة بحري المجاورة الجمعة. ويحتكر الجيش سلاح الجو ولا تملك قوات الدعم السريع طائرات عسكرية أو مسيرات.
واستهدفت الضربات الجوية مناطق في شرق الخرطوم. وأفاد شهود بأنهم سمعوا دوي أسلحة مضادة للطائرات تستخدمها قوات الدعم السريع.
كما تعرضت بحري وشرق النيل على الجانب الآخر من نهر النيل أمام الخرطوم لغارات جوية ليلة الخميس – الجمعة وفي صباح الجمعة.
قال أحمد، وهو شاب كان يشق طريقه عبر مدينة بحري، إنه رأى على الطريق نحو 30 شاحنة عسكرية دمرتها الضربات الجوية. وأضاف أنه شاهد جثثا في كل مكان، بعضها لجنود من الجيش وبعضها لأفراد من قوات الدعم السريع وأن بعضها بدأ يتحلل، واصفا الأمر بأنه مروع.
وتنتشر قوات الدعم السريع في المناطق السكنية في جزء كبير من الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، لكن ذلك لا يمنع الجيش من شن ضربات جوية على نحو شبه متواصل.
وقال شهود إن الجيش بدأ أيضا يضع حواجز على بعض الطرق في جنوب الخرطوم لإبقاء قوات الدعم السريع بعيدة عن قاعدة عسكرية مهمة هناك.
موقع الخرطوم 24: نحو 800 شخص وافقوا على القتال مع الجيش
كما اندلع قتال في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن البلاد، لليوم الثاني بعد هدوء نسبي استمر لأسابيع.
وبدأت انفجارات نتيجة القصف المدفعي الثقيل في صباح الجمعة واستمرت طوال اليوم. وقال نشطاء محليون إن النيران اشتعلت في سوق محلية وقُتل عدد من الأشخاص، وأضافوا أن المصابين واجهوا صعوبات في الوصول إلى المستشفيات. وحصدت هجمات شنتها جماعات محلية واشتباكات لاحقة في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور أرواح المئات.
وتتواصل محادثات وقف إطلاق النار برعاية السعودية والولايات المتحدة دون تحقيق انفراجة في مدينة جدة. والصراع أيضا من بين البنود الرئيسية على جدول أعمال قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها المدينة السعودية الجمعة.
ومع نشوب القتال، انهار القانون والنظام وتفشت أعمال النهب لتشمل منازل ومصانع وأسواق الذهب وبنوكا وسيارات وكنائس. ويتبادل طرفا الصراع الاتهامات في ذلك.
وأدى النقص السريع في مخزونات الغذاء والسيولة النقدية والضروريات الأخرى إلى حدوث الكثير من عمليات النهب والسلب.
وشكت سارة عبدالعظيم (35 عاما)، وهي موظفة حكومية في الخرطوم، من غياب جهة تحمي المواطنين. وقالت “لا أحد يحمينا، لا توجد شرطة، ولا توجد دولة، الحرامية يهاجمون ويسرقون منازلنا وكل ما نملك”.
وقُتل نحو 705 أشخاص في الصراع وأصيب ما لا يقل عن 5287، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
التعليقات مغلقة.