مشاهد محمد الطيب عابدين حرب قلب الوطن (5)سيل عرمرم من قيح الأكاذيب يجري في القنوات الفضائيه، أكوام من نفايات الكلام تكدست في وسائل التواصل الاجتماعي .

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاهد
محمد الطيب عابدين

       *رزنامة*

حرب قلب الوطن
“””””””””””””””””””””””””””
( ٥ )

سيل عرمرم من قيح الأكاذيب يجري في القنوات الفضائيه، أكوام من نفايات الكلام تكدست في وسائل التواصل الاجتماعي .

تبكي الحقيقة و تنتحب من هول التلفيق و التضليل و الفبركة الدعائية .

في عالم الحرب كل شئ مباح، الكذب يصبح ضرورة، والقتل غيلة يكون دفاعاً عن النفس، و السرقة مباحة مع الكراهة . إذا لم تستعصم بعقلك اليقظ و قلبك السليم إنحدرت إلى دنيا البهائم في طرفة عين و تعاطيت المكروه عمداً و غير شك تتعاطى الحرام .

لا تصدق كل ما تسمع ..

لا تُعر إهتماماً لكل ما تقرأ ..

لا تأخذ بكل ما تشاهد ..

هذا آوان الأكاذيب الحربائية .. و الأخبار الإستخبارية .. و الإشاعات ( الظلنطحية ) ..

كل الأسواق المركزية الكبرى في ولاية الخرطوم، و التي تمد السودان بمختلف إحتياجاته الحياتية الضرورية؛ نهبت . دمرت . حرقت . خسائر التجار بملايين الدولارات، رأيت بعيني رأسي عربة نقل يجرها حصان ( كارو ) وقد صفت فيها ثلاجات ، غسالات ، بوتوجازات ( مواقد الطهي ) ، مكيفات ، و مواد غذائية تكفي لعام كامل . الحصان لا يقوى على المسير، لعله غاضب من حرام يحمله على ظهره .

ما حدث للخرطوم، فرصة لن تعود مرة أخرة ، و اتمنى ألا تعود ، لإعادة ترتيب ( كل ) شأن الولاية . ( تأسيس جديد ) . تخطيط جديد . علينا أن نبدأ من آخر ما توصل له العالم في تخطيط المدن من ناحية البنية التحتية، الاقتصاد ، الأمن ، الخدمات ، كل شئ .. كل شئ يجب أن يعاد ترتيبه مهما كلف من جهد و مال و وقت، فحجم الكارثة أعظم مما نظن . أُولى خطوات الترتيب تبدأ بتعيين أحد أبناء الولاية والياً عليها ، لا أن يستجلب لها حاكماً من الامصار الآخرى، فأهل البيت أدرى بما فيه، وهو حق مثل بقية الولايات الآخرى التي يحكمها أبناءها . وهي فرصة لإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي في الولاية و كل السودان، إذ خرجوا خوفاً من الموت، و تركوا أهل الولاية في كنف الرحمن … و من الأجنبي ما قتل .

*دار الوثائق القومية . ذاكرة الوطن . إرشيف الأمة .* ليس فيها ذهب و لا فضة . ليست مخزناً للوقود . ما بها من حنطة ولا شعير و لا تمر . لماذا تخرب و تنهب إضباراتها الورقية القديمة. *هذا جُرم عميل لإستخبارات أجنبية، تعرف ما تريد .. و أين ..* 

و على ذات النسق، دمرت مكاتب تسجيلات الأراضي، و حُمِلت مستنداتها لمكان قصي، بغية تغيير ( هُوية ) ملاك الأراضي و العقارات بالخرطوم، ولكن لا يفلح الخائن حيث أتى، هناك نسخ كمبيوترية محفوظة، حيث لا يعلم إلا الله و الراسخون في العلم ..

جنرال كبير يقر بأن شركة فاغنر الروسية تقاتل الجيش السوداني، و تقود عمليات التمرد بحرفية عالية ( كذا ) . هل فاغنر شركة لألعاب الاتاري ؟ ، أم شركة مرتزقة عملها القتل و الذبح و صناعة الإنقلابات . من الذي أدخل فاغنر الى السودان و منحها مرابيع غنية بالذهب ؟ . أوسمة السودان و أنواطه، إنحطت و تنجست حين منحت لرئيس شركة فاغنر الروسية .. ( كان شالو ما بنشال .. و كان خلو خرب الدار )

في الأخبار إعتداء وحشي على هاربات من الحرب في السودان إلى تشاد وقفل الحدود، و سياط تنتظر الجائعين اللاجئين . هذا رغم وجود معسكرات للاجئين من دارفور إلى تشاد منذ عدة سنوات . كذا وجود أكثر من مليون تشادي بالخرطوم عبر الهجرة غير الشرعية ، و الشرعية منتهية الاقامة .. و آخرين لهم فيها مآرب أخرى ..

و تكشف جريدة الغارديان البريطانية عن إعادة إريتريا المدنيين الفارين من الإشتباكات إلى السودان . هذا و بالسودان حوالي ثلاثة مليون إريتري دخلوه عبر الهجرة غير الشرعية، إستضافهم السودانيون . عاشوا بينهم دون منٌ او أذى . على الدولة ان تعيد السودانيين من الحدود الإريترية إلى كسلا معززين مكرمين، ثم تطرد الأجانب الإريتريين إلى الحدود . لا تخاطبني في الذين يضمرون الشر للسودان ( أفورقي و زمرته ) ، يكفينا هذه الطيبة العبيطة . يكفينا هذه الغفلة الجهولة . يكفي ما وصلنا إليه من تأمر الأجنبي علينا و في دارنا . العين بالعين و البادئ أظلم .. أو كما قال ..

*عملية سجن كوبر، كانت عملية ذكية جداً، من قوم أذكياء، تمهروا في المكر و الخداع و الخبث و الدهاء*، أخرجوا قادتهم في خفة الحاوي و خبث حية أبو الدفان، و سيخرجونهم من السودان، ليظهروا في دول مستضيفة . بعد بث مقطع هروب السجناء من كوبر رأينا الكهرباء تعمل بشكل جيد، و السجن مضاء بكامله، و بعد نهب مخازن السجن و سرقة المواد الغذائية، تبينا الأمر ، خصوصاً أن السجن قريب من الضفة الشمالية للنهر و يمكن إستخدام المساجين لإحضار المياه ...  الأمن كان و مازال مختلاً في كل العاصمة وليس محيط السجن فقط . *أعجبتني (  حركة* ) عملية سجن كوبر تلك . 

أولم يقل أنس عمر في يوم ١٦ مارس الماضي، في تغريدته : ( الأسد أنس عمر : سنخرج قياداتنا من سجونكم محمولين علي رؤسنا ‏وأعناقنا ، وأحسن ليكم أختونا، ولا عذر لمن أنذر )

‏ وفي يوم ١٠ ابريل نشر المؤتمر الوطني صورة للبشير ومعها تغريدة تقول ( إنما النصر صبر ساعة، ‏سنخرجك محمولاً علي الاعناق، لتكمل مسيرة التعمير مثل سيدنا يوسف عليه السلام ليكون عزيز ‏مصر، ولا عزاء لعملاء الإستعمار والسفارات ) … أين الوطن الذي عليه يصطرعون ؟ .

لأول مرة في تاريخ السودان، و تاريخ حاضرته الخرطوم :
فَتَحت السجون أبوابها و ألقت ما فيها و تخلت .

أغلقت الشرطة أقسامها .. و ذهبت .

سكن العنكبوت ردهات النيابة العامة ، باض الحمام في منصات العدالة في المحاكم .

غائبة ظلت حيناً من الدهر السلطة التشريعية ( المجلس التشريعي )

في السلطة التنفيذية ( مجلس الوزراء ) لا نعرف غير جبريل .. و لا نعرف ماذا يفعل ! .

لأول مرة في تاريخ هذا البلد العظيم تغيب أجهزة تنفيذ القانون .. و السلطات الثلاث دفعةً واحدة، ضربة لازب .. تباً للحرب و من أشعلها و من دفع ثمنها من الخارج .

سنظل ندعو الله عليكم بحق دماء أطفالنا و نساءنا و شيوخنا ، و كل من ترك داره و أرتحل، مجبراً مغموماً كسير النفس، ثقيل الخطوي، مترقرق الفؤاد و المقل ..

اللهم عليك بهم فإنك القوي الجبار المتكبر المنتقم .

سننتصر برغم الضيق و المحن

جيش شعب السودان لن ينهزم ولا يئن

نحن لا نستسلم إما ننتصر أو نموت و نمضي إلى عدن

يتبع بإذن الله ،،،

محمد الطيب عابدين
بري أيقونة الخرطوم
السبت ٢٠ مايو ٢٠٢٣م