الايام نيوز
الايام نيوز

صباح محمد الحسن تكتب بلينكن غضبك جميل !!

تغيرت ملامح ولهجة وأسلوب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي حذر الأطراف المتصارعة في السودان من إنتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ مساء الإثنين
ونزع الرجل رداءه الدبلوماسي واستعار رداء وزير الدفاع وتحدث وكأن الحرب في السودان ترسل طيرانها الي البيت الأبيض ، واستخدم بلينكن الأسلوب المباشر وابتعد عن عبارات التلويح والتلميح وقال (إن الولايات المتحدة والوسطاء في اتفاق الهدنة الجديدة سيحاسبون المخالفين من خلال فرض العقوبات وغيرها من الوسائل المتاحة)
وهذا تحذير شديد اللهجة قصد بلينكن ان يكون في اليوم الأول للهدنة لعلمه ان ثمة اطراف تعمل جاهدة لخرقها ، وحتى لاتستهين الأطراف بالعقوبات التي ربما تكون بعيدة او غير فاعلة ، لذلك اردفها بوسائل أخرى متاحة ، ولم يكن بلينكن مباشرا في طرحه للتهديد والوعيد وحسب ، كان واضحا ايضا في عكس وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية ورغبتها في حكومة مدنية وهو خيارا لابديل له وحث الشعب السوداني قائلا انتم من تتحملون مسؤولية تحديد مسار بلادكم وعليكم بقيادة عملية سياسية لإستعادة الانتقال الديمقراطي وتشكيل حكومة مدنية
ووعد بلينكن السودانيين بوقوف الولايات المتحدة ودعمها للحكومة الديمقراطية وذكّر الشعب السوداني قائلا: انتم من اسقط الحكم الديكتاتوري وكأنه يقول لهم ان لا تيأسوا ولا تتخلوا يوما واحدا عن احلامكم
ولكن ما الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تدخل دائرة المواجهة والتعاطي المباشر مع القضية السودانية وتستخدم الاسلوب الخشن ، ودمج المصطلحات السياسية بلغة التهديد ، فهناك عدة اسباب دفعت بلينكن لاستعارة هذا الوجه الصارم والملامح الجادة أثناء تلاوة القرار
أولها مصلحة امريكا في قطع الطريق امام روسيا وقد نما الي علمها ان مجموعة فاغنر قررت الانسحاب من اوكرانيا وربما تكون ساحتها المناسبة هي الاراضي السودانية لذلك حاولت امريكا ان تحكم قبضتها جيداً على الملف السوداني وتغلق الأبواب بإحكام في وجه روسيا
ثانيا يبقى الخطاب العسكري لقيادات الجيش كحديث ياسر العطا المتمسك بتبني رؤية الإسلاميين في المعركة ومواصلة الحرب هو أحد الاسباب ل ( تكشيرة ) بلينكن الذي يعده عدم جدية الجيش في التزامه باتفاق جدة
ثالثا ان خرق الهدن المتكرر والذي أضاع الوقت كثيرا وتسبب في إطالة امد الحرب وخسائر إنسانية في الارواح وهدد السودان بالدخول في مجاعة كان ايضا سببا واضحا لتستخدم امريكا اسلوبا مختلفا وتنأى عن لغة ( تحنيس ) الأطراف المتصارعة فخرق الهدنة قد لايكون سببه الجيش والدعم السريع فقط لذلك لابد من ان تحمل العصا لتهش بها على اطراف اخرى
كل هذه الأسباب وغيرها التي استدعت غضب بلينكن ووقعت بردا وسلاما على الشعب السوداني ، فلغة الرجل الصارمة والحاسمة كان لها تأثير قوي على ارض المعركة ونامت الخرطوم ليلة هادئة لأول مرة منذ أكثر من شهر رغم وجود بعض المناوشات ، فالشعب لايهمه إن غضب بلينكن او كان مرناً مايهمه ان تتوقف الحرب ولسان حاله يقول لبلينكن غضبك جميل لطالما أن أطراف النزاع تخاف، لا تختشي .
طيف أخير:
لا للحرب …
هدد فولكر بيرتيس المبعوث الاممي في السودان امس بإعلان اسماء منتهكي اطلاق النار عقب الهدنة الاخيرة ، في الوقت الذي تتحدث فيه الفلول عن رحلة هروبه من البلاد !!
الجريدة

التعليقات مغلقة.