اشتباكات عنيفة في الخرطوم وضحايا في نيالا وشمال دارفور
الخرطوم: الايام نيوز
تصاعدت حدّة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة أم درمان وإقليم دارفور، الاثنين، ما أدّى إلى سقوط مزيد من الضحايا، وسط تحذيرات أممية من تدهور الوضع الإنساني في البلاد، وذلك بعد أكثر من سبعة أسابيع من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال سكان إنهم شاهدوا ارتفاع سحب الدخان في بعض المناطق بعد قتال عنيف واشتباكات واسعة في الخرطوم وأم درمان وبحري.
وأعلن مدير الإعلام في حكومة إقليم دارفور، موسى داود يحيى، أن أكثر من 23 شخصاً لقوا حتفهم في معارك عنيفة، الأحد، في مدينة كُتُم بولاية شمال دارفور.
وتسببت الحرب في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل السودان، ودفعت نحو 400 ألف إلى الفرار إلى الدول المجاورة، وألحقت أضراراً جسيمة بالعاصمة التي أصبح ما بقي من السكان فيها تحت رحمة المعارك والضربات الجوية والنهب.
وأضاف موسى يحيى في تصريحات لوكالة “أنباء العالم العربي” أن “مدينة نيالا سقط فيها بين 40 و 50 شخصاً في الأسابيع الماضية”، مشيراً إلى أن مدينة الجنينة غربي دارفور تشهد حالياً “أوضاعاً مأساوية”.
وتابع: “لا يمكن إحصاء عدد الضحايا الذين سقطوا جراء المعارك الدائرة، بسبب صعوبة الأوضاع الأمنية، وعدم القدرة على التواصل مع المناطق الأخرى”.
ولفت يحيى إلى أن “هناك حالة فوضى كبيرة في دارفور، بسبب الحرب الدائرة من جهة، والأوضاع الأمنية المتردية أساساً قبل ذلك”.
وأوضح: “الإقليم أصلاً كان يُعاني من أوضاع أمنية وإنسانية صعبة”، مشيراً إلى أن “دارفور كان يضم قبل الحرب مخيمات للنازحين الذين كانوا يعتمدون على المساعدات المقدمة من قبل المنظمات الدولية والمحلية، وبالتالي بات الوضع اليوم صعباً جداً”.
وناشد يحيى المجتمع الدولي تقديم المساعدات الإغاثية إلى مدن الإقليم، كون السلطات المحلية “لم تعد قادرة على تحمل العبء الكبير الذي أفرزته الحرب على المواطنيين والنازحين على حد سواء”.
وكان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أعلن، الأحد، الإقليم منطقة منكوبة مع استمرار أعمال “النهب والقتل”. وقال عبر “تويتر” إن “مدينة كتم تشهد انتهاكات فظيعة مماثلة لما حدث في مدينة الجنينة”.
وأضاف مناوي: “مع بدء الحرب، غادرت المنظمات الإغاثية مدن الإقليم، الأمر الذي شكل ضغطاً كبيراً، ونقصاً حاداً في المواد الغذائية والدوائية للنازحين في المخيمات، والذين نزحوا إلى مناطق أكثر أمناً”.
وكان الجيش السوداني نفى في وقت سابق سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة كُتُم.
دمار كبير
ونقلت وكالة “أنباء العالم العربي AWP” عن شهود عيان قولهم إن مدن إقليم دارفور الخمسة تشهد أوضاعاً صعبة في ظل تصاعد وتيرة العنف.
وقال عبد المنعم محمد مادبو إن “مليشيات مسلحة اجتاحت مدينة نيالا جنوبي دارفور، ونفذت عمليات سرقة ونهب لأغلب المحال التجارية والأسواق والبنوك، كما تعرضت المصارف لعمليات نهب واسعة النطاق خلال الأيام الماضية”.
وأضاف: “مدينة الجنينة معزولة عن العالم الخارجي، جراء المعارك الضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأيضاً بين المدنيين أنفسهم، كونه قبل بدء الحرب الحالية، كانت هناك حرب قبلية بين القبائل العربية وغير العربية في إقليم دارفور”.
وأشار مادبو إلى أن حجم الدمار الذي طال كافة المؤسسات الحكومية في مدينة نيالا كبير جداً، إذ لم ينج إلّا المستشفى، بحسب قوله، مرجعاً ذلك إلى “المعارك والقصف، وأيضاً إلى اجتياح عصابات مسلحة تستقل دراجات نارية أرجاء المدينة وتسلب كل ما يأتي في طريقها”.
من جانبها، أعلنت نقابة أطباء السودان أنه تم نقل عدد من الجرحى لتلقي العلاج بمستشفى الفاشر (جنوب)، بينما لا يزال بعضهم يواجه صعوبات في الوصول إلى المنافذ العلاجية.
واعتبرت النقابة، في بيان أن “استمرار هذه الحرب ستدفع ثمنه بلادنا دماءاً عزيزة من خيرة أبنائها وبناتها، وواجب الساعة إيقافها”.
غضب في الكونغو
التعليقات مغلقة.