د. رجاء عبد الله الزبير تكتب أثر التعبئة العامة في حماية السودان من القوات الغازية
أثر التعبئة العامة في حماية السودان من القوات الغازية
مضى ما يناهز العشرة أسابع على النزاع المسلح الدائر في السودان ، خلف مئات القتلى من المدنيين، ونزوح مئات الآلاف من الأشخاص قسراً من منازلهم بحثاً عن الأمان فضلاً عن النهب ونقص الغذاء والماء والرعاية الصحية ، بما في ذلك الرعاية الصحية الإنجابية والوقود والسلع والخدمات الأساسية الأخرى، نتيجة لتلك الاوضاع المأساوية أعلن بعض مواطني ولاية الخرطوم بعد أن ضاق بهم الحال الانتفاضة الشعبية المسلحة على مليشيا الدعم السريع للدفاع عن حياتهم وممتلكاتهم.
و إنتفاضة السكان المدنيين لمواجهة القوات الغازية ، دون إستعداد مسبق تدل على إظهار المشاعر الوطنية للدفاع عن ارضهم، التي كانت السبب وراء مشاركتهم للدفاع عن الوطن بشكل مكشوف ومباشر وواضح، عندما تصبح الدولة مهددة بالغزو والاحتلال فيهب جموع سكان الاقليم من المدنيين القادرين على حمل السلاح ليمارسوا دورهم القتالي إما من تلقاء أنفسهم “spontaneously” لشد أزر قواتهم ومعاونتها أو بناء على طلب من حكومتهم لمقاومة العدو عند إقترابه من المدينة أو المنطقة التي يتواجد فيها الافراد المشاركين في الانتفاضة لوقف زحفـه داخل الإقليم.
وقد منح القانون الدولي الانساني للمدنيين من أفراد الهبة أو الإنتفاضة الشعبية المركز القانوني للمقاتلين، وفقاً للمهام المنوطة بهم عند تعرضهم للهجوم من القوات الغازية ومقاومتهم لذلك الهجوم بالرغم من عدم تبعيتهم للجيش النظامي في الدولة ،بإعتباره عملاً جماهيرياً يشارك فيه غالبية أبناء الشعب، ومثال لذلك الإنتفاضة الفلسطينية حيث تتوحد الفصائل لمقاومة العدوان.
بالرغم من أن مليشيا الدعم السريع قوات عسكرية قومية التكوين كانت تتبع للقوات المسلحة قبل تمردها ،إلا أنها أستعانت بمرتزقة من الخارج وأصبحت تعمل تحت امرة جهات أجنبية ، وقد طلب القائد العام للقوات المسلحة من جميع الشباب الدفاع عن وطنهم والمحافظة على بقائة في مواجهة المؤمرات الداخلية والخارجية .
ويستحق أفراد الهبة الشعبية من المدنيين جميع حقوق المحاربين الشرعيين وفقاً لما ورد في إتفاقية جنيف الثالثة ، بالرغم من عدم إرتباطهم بأي شكل تنظيمي، فهم يحملون السلاح بصورة عفوية لصد القوات الغازية ومتابعتها إلى انسحابها، و لابد للمنطقة التي تنتطلق منها الإنتفاضة أن تكون قد تعرضت للهجوم وتجري العمليات من أفراد الهبة الشعبية لمقاومة ذلك الهجوم عند إقتراب العدو. وأجازت الشريعة الإسلامية في سورة الشورى :الاية:39 للذين نالهم الظلم والعدوان الانتقام ممن اعتدى عليهم بإظهار القوة على اعدائهم، وعدم الاستسلام في
قوله تعالى( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون).
فلا يجوز الإستسلام للظلم وأُناشد كل من يستطيع حمل السلاح أن يهب بكل ما اوتي من قوة مادية ومعنوية وروحية للدفاع عن وطنه، لان الشعب السوداني الابي لا يقبل الذل والخضوع على نفسه فداءً ودرعاً حامياً لكل مدن وقرى السودان.
د.رجاء عبدالله الزبير
التعليقات مغلقة.