القصة المأساوية: إل تشابو، إمبراطور المخدرات ونهايته الفاجعة
كيف بنى “إل تشابو” امبراطورية المخدرات الخاصة به؟
لم يعرف التاريخ زعماء مافيا أكثر إجراماً ووحشية وقوة مثل إل تشابو، الذي انتهج هو وعصابته شعارات وحشية على غرار “إن كنت خائناً، نطعمك للنمور، أن تخادع نلوي عظامك ونحشي جروحك فلفاً حاراً، أن تقف في وجهنا، استعد لحرب تكون أنت الخاسر فيها”.
و”إل تشابو” كلمة تعني الصغير، لكن صغير الحجم هذا ممتلئ البنية، هو الأب الروحي لعالم المخدرات، وأقوى تاجر ممنوعات في التاريخ وعدو الشعب رقم 1.
نفوذه وقوته تجاوز نفوذ إسكوبار ولم يعرف التاريخ رجل بخطورة آل كابوني سوى إل تشابو نفسه، هذه صفات أطلقتها مؤسسات إعلامية، وهيئات حكومية أمريكية، على أكثر الناس خطورة على هذه الأرض.
الرجل الذي هرب من السجن ثلاث مرات وتزوج أربع مرات منهن ملكة جمال أمريكا، أنجب نحو 14 طفلاً، وأولاده ورثوا عنه إجرامه وقوته، فمن شابه أباه فما ظلم، منهم من قُتل وآخرون يقبعون في السجن.
أخطر أولاده هو “إل راتون” ويعني الرجل الجرذ، بعد اعتقاله ورّث زعامة الكارتل إلى زوجته، والتي باتت تعرف بزوجة الرئيس، وقريباً قد تصبح المطلوب رقم 1 في العالم، فمن هي أدريانا ميزا تورس، القائدة الجديدة لأخطر وأقوى كارتل في المكسيك.
وكيف بنى إل تشابو إمبراطوريته وكيف وأين انتهى به الحال؟
خواكين غوزمان لويرا، المعروف باسم إل تشابو، ولد في 4 أبريل عام 1957 لعائلة فقيرة في بلدية “باديرا جواتو” وهي منطقة نائية في ولاية سينالوا شمال غرب المكسيك.
“باديرا جواتو” كانت مسقط رأس العديد من مهربي المخدرات، ولديه شقيقتان وأربعة أخوة، عمل والده في تربية الماشية حاله كحال معظم العائلات في المنطقة وفيما بعد زرع والده الممنوعات وتاجر فيها.
ترك إل تشابو المدرسة في سن مبكرة حتى قبل أن يتقن الكتابة والقراءة، وامتهن بيع البرتقال في الشوارع في الوقت الذي كان فيه والده يزرع الممنوعات، وينفق جميع أمواله على النساء والخمور.
بعد أن سئم غوزمان من سوء معاملة والده، بدأ مشروعه الخاص في سن الـ15 عاماً مع أبناء عمومته وقام بزراعة الممنوعات لحسابه الخاص ليطرده والده من المنزل فذهب وعاش مع جده خلال فترة مراهقته اكتسب غوزمان لقب “El Chapo” والتي تعني بالعامية المكسيكية “رجل قصير القامة” مع بنية جسدية ممتلئة.
في العشرينات من عمره انضم بشكل رسمي إلى عالم الجريمة المنظمة وتركز عمله على نقل الممنوعات والإشراف على الشحن منذ خطواته الأولى في عالم الجريمة أثبت نفسه كقائد على الأرض وضغط بانتظام على رؤسائه للسماح له بزيادة حصة المخدرات التي تم تهريبها عبر الحدود.
كما فضل اتباع نهج عنيف وجاد عند ممارسة الأعمال التجارية في أواخر السبعينيات بدأ غوزمان العمل مع هيكتور لويس بالما سالازار وهو أحد أباطرة المخدرات الصاعدين في البلاد، ساعده إل تشابو في رسم خرائط الطرق لنقل المخدرات عبر سينالوا إلى الولايات المتحدة، وأشرف لاحقاً على الخدمات اللوجستية لـ ميغيل أنخيل فيليكس غالاردو.
مع بداية العام الحالي، ألقت السلطات المكسيكية القبض على أوفيديو غوزمان وهو أحد أبناء إل تشابو الملقب بـ “إل راتون” رائد عمليات التهريب لمادة الفنتانيل الصناعية والتي تسببت بمقتل الآلاف من الناس بسبب الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة.
أدت عملية اعتقاله إلى اندلاع حرب شوارع بالأسلحة النارية لتغلق السلطات المطارات والمدارس في مدينة كولياكان استخدم فيها الجيش المكسيكي قوة ضاربة بما في ذلك المروحيات القتالية وأدت عملية التوقيف إلى مقتل 29 شخصاً، بينهم 10 عسكريين و 19 مسلحاً.
ومن المتوقع أن يواجه إل راتون مصير والده ويحكم بالسجن المؤبد.
بعد اعتقاله ظهرت زوجته أدريانا ميزا توريس كأقوى شخصية في كارتل سينالوا، لا يتجاوز عمرها الثلاثين عاماً، تتباهى بنفوذها وتروج لنفسها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، متفاخرة بما تملك من ثروات وممتلكات.
تنحدر إدريانا من عائلة امتهنت الإجرام منذ عقود فوالدها كان أحد قيادات الكارتل قبل أن يقتل في عام 2007، وقتل شقيقها أيضاً المعروف باسم “إل ميني إم 6” خلال تبادل إطلاق نار.
فهل تنجح أدريانا ميزا توريس بقيادة الكارتل وتحافظ على إرث عائلتها وإرث عائلة زوجها؟.
التعليقات مغلقة.