الايام نيوز
الايام نيوز

مشاهد محمد الطيب عابدين روزنامة حرب قلب الوطن (18)

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاهد
محمد الطيب عابدين

     *روزنامة*

حرب قلب الوطن
“”””””””””””””””””””””””””
( ١٨ )

         (  ١  ) 

بدأ الدعم السريع المتمرد حربه على الشعب السوداني تحت زريعة جلب الديمقراطية، فإذا به يبحث عن ( الدقلوقراطية ) بين أفخاذ حرائر نساء الخرطوم إغتصاباً و قتلاً و خطفاً؛ ثم تحول خطابه إلى آخر اكثر سماجة و سذاجة و كذباً بأن الحرب إنما هي ضد الحركة الإسلامية ( الكيزان )، فطفق يحارب الإسلامويين في بيوت الشعب السوداني و يسرق و ينهب و يرتكب كل الموبقات و الكبائر .. أليست هي حرب ( كيزانية ) يجوز فيها ما لا يصح في غيرها ؛ أليس هو ، الدعم السريع ، ربيب الحركة الإسلامية، رضع من ثديها وتغذى من دمها، و شب على خُلِقها ؟ .. فلماذا يحاربها اليوم ؟ .. أيحارب الفتى أمه ؟ .. أيقتل المصنوع من صنعه ؟ .. و هل الحركة الإسلاموية موجوده في بيوت و مستشفيات و مساجد و أسواق و مؤسسات الشعب السوداني لتحرقها و تسرقها ؟ .. ثم تجتر الكذب و الإنكار المقرف بأن الدعم السريع لم يفعل ذلك .. أليست هي حربكم ضد ( الكيزان ) فلم تنكرونها ؟ ..

ثم ينتقل الإدعاء الكذوب، المرتبك، الحقود، إلى مرحلة سحيقة من الفكر الأسود البغيض، بأن حرب قلب الوطن جاءت لمحو ( دولة ٥٦ )، و المصطلح يقصد به عام ١٩٥٦م، عام إستقلال السودان، و الدولة السودانية الحرة التي أنشأها أباء الإستقلال الأماجد من كل أطياف الشعب السوداني؛ لم يدعي أحداً منهم بأن دولة سودان ٥٦ هي ملك عضوض لهم، لأنها صُنِعت بمشاركة دبكة ، جمعة سهل ، زروق ، أوهاج، كوة ، أير، المحجوب، و الأزهري النبراس .

في تفنيده لمصطلح ( دولة ٥٦ )، يقول الكاتب *زين العابدين صالح عبد الرحمن، تحت عنوان ( دولة ٥٦ فرية العقل الخامل ) :* {{ أن الانتقادات التي وجهت لدولة ٥٦ من قبل بعض المجموعات التي تبنت البندقية كأداة لتحقيق أهدافها، *انتقادات واهية لا تحمل أي أفكار تعالج أو تتجاوز طبيعة الدولة التي تحققت. و النقد هنا ليس للدولة باعتبارها أداة غير فاعلة، أنما يقدم لنقد النخب السياسية التي حققت الإستقلال، و التي لم تحكم إلا فترات قصيرة*، فكانت الغلبة إلي *المؤسسة العسكرية*. العناصر الناقدة للمصطلح عجزت أن تؤسس لرؤية فكرية، تفند من خلالها مسالب الدولة، أو تقدم رؤية بديلة لها، لكنها *جعلت من المقولة مصطلح عصي على التعريف*، و هو يتغير و يتبدل حسب الظرف، و وضع العناصر في سلم السلطة، *يصعد المصطلح عندما تجد هذه العناصر التي تستخدمه صد من السلطة الحاكمة، و لم تلتفت لحركتها أو تعيرها أهتماما فيزداد الصياح، و يخفت تماماً عندما تجلس هذه العناصر على مائدة تفاوض و تحصل على بعض المكاسب للقيادات في الحركة،* وهنا يغيب المصطلح مع نشوة السلطة و الوظيفة. 

لا نذهب كثيراً عندما أعلنت مليشيا الدعم السريع تمردها على الجيش، و اقتنعت بفكرة استلام السلطة رفعت شعار ( الديمقراطية) أنها تحارب من أجل الديمقراطية،و فجأة تبدل الشعار عندما فشلت في استلام السلطة، بدأت تتحدث بعض عناصرها ذوي ثقافة اليسار المرتبك الحديث عن ( هدم دولة 56 ) الأمر الذي يؤكد أن المليشيا لا تملك أي وعي سياسي يؤهلها أن تقدم رؤية فكرية. و لم تؤسس المليشيا بأنها حركة إصلاح سياسي بل هي مليشيا تم تكوينها لقمع القوى الديمقراطية،و قد وضح في مسارها منذ التكوين حتى اليوم .

ننظر لتجربة أخرى: هي الحركة الشعبية لتحرير السودان, و إذا نظرنا لكل الأدب السياسي الذي تم إنتاجه من 1983 إلي 2011م و أيضا إنتاج مصطلحات ( دولة 56) و التي استخدمها الدكتور جون قرنق في مسيرته التاريخية، لم يكن لها أي نعكاسات إيجابية بعد الانفصال. نسيت النخبة التي فصلت الجنوب و كونت دولتها كل الشعارات التي كانت ترددها قبل الانفصال و تجاوزت بها مفاهيم ( دولة 56) بل قادت بلدها إلي حروب اشرس من الحرب التي كانت تخوضها في الدولة الأم

و أيضا فشلت العناصر التي احتفظت بالأسم في الشمال أن تقدم نقداً للتجربة و تبين للشعب لماذا انحرفت الحركة نحو الانفصال، واحد فقط خاض في ذلك هو الدكتور الواثق كمير، أما البقية ماتزال تراهن على الشعار تحمل الإسلاميون وحدهم وذر الانفصال و عدم تطبيق الديمقراطية في دولة جنوب السودان. فالعقل الذي يستخدم الشعار هو عقل خامل يعجز أن ينقده و يقدم البديل.

أنظروا لواقع الحركات التي حاولت أن تجمع شعار ( دولة 56) بشعار ( مخاطبة جذور المشكلة) كلها شعارات تحاول قيادات الحركات أن تجمل بها نفسها. أنظر لواقع الحركات بعد اتفاق جوبا نسيت الشعارات و أصبح همها فقط السلطة ( الوظيفة) و لم تقدم أي شيء إلي سكان دارفور و خاصة الذين يعانون قسوة الحياة في الملاجيء و أماكن النزوح. و عندما بدأت الحرب قالت قيادات الحركات انهم في الحياد. فهمنا موقفكم في الحياد بين الجيش و المليشيا، هل انتم أيضا في الحياد عندما تنتهك حرمات المواطنين في زالنجه و الجنينه و كتم و غيرها من حروب التطهير العرقي و قتل المواطنين و هم هاربين من ويلات الحرب. هذا هو العقل الذي يدير الأزمات يتقلب و يتلون بمقتضى المصالح.

فالعقل السياسي عقل خامل غير منتج لا للثقافة و لا للأفكار، لذلك لا يستطيع أن يستفيد من التجارب الماضية، يريد أن يمارس ذات الفعل السياسي بذات أدوات الفشل و ينتظر النجاح… }}
( راجع مقال الكاتب زين العابدين صالح عبد الرحمن – دولة ٥٦ فرية العقل الخامل )

        (  ٢  ) 

الجرائم ضد الإنسانية، و جرائم الحرب، التي إرتكبتها قوات الدعم السريع في حق الشعب السوداني؛ يصعُب جمعُها و إحصائها و تحليلها، فهي جرائم مستمرة، متزايدة، متنوعة؛ و لأجل التوثيق المبدئي نورد غيضاً من فيضها :
١ – قتل المواطنين العزل الأبرياء لأتفه الأسباب .. و أحياناً دنما سبب

٢ – إحراق الجامعات و المكتبات و مراكز البحث العلمي ..

٣ – إتلاف مراكز أبحاث النفط، و مراكز الأبحاث الصناعية و الزراعية و إحراق كل المعلومات المرجعية البحثية لعدة سنوات سابقة ..

٤ – تكسير و إتلاف و إحراق البنية التحتية الصناعية بإحراق ماكينات المصانع و وتدميرها كلياً ..

٥ – محو و إفلاس الطبقة المستثمرة في الخرطوم في المجالات التجارية، الصناعية، الزراعية، و الخدمية؛ و إفقارها تماماً ..

٦ – إتلاف دار الوثائق القومية ( التاريخ القانوني و مستنداته)، و المتحف القومي ( التاريخ البصري ) السوداني بغرض طمس التاريخ السوداني ..

٧ – تدمير مكتبة الإذاعة القومية، و حرق إرشيف الإذاعة بأمدرمان .. ( التاريخ الصوتي للسودان)

٨ – تعمد التهجير القسري و الإذلال لأهل الخرطوم، و إفقارهم من خلال سرقة أموالهم، سياراتهم، ذهبهم، وحتى أثاثات منازلهم، ليتساووا في الفقر مع أبناء الهامش؛ و أهل الخرطوم هم الهامش القديم الجديد، الذي تجدد الآن .. ( هل رأيتم حاكماً للسودان من أبناء الخرطوم، أو حتى لولاية الخرطوم نفسها ..؟، و أهل الخرطوم رواد الحضارة و العلم و الثقافة

٩ – تصفية و إعدام النخبة المجتمعية في الخرطوم، عبر إستهدافات نوعية لأبناء الخرطوم ..

١٠ – غياب مفوضية حقوق الإنسان السودانية، و الدولية، في ظل إنتهاكات جسيمة و متوالية لحقوق الإنسان السوداني عامة، و المرأة خاصة عبر الزواج القسري و الأغتصابات لأعداد كبيرة جداً في الخرطوم، الجنينة، زالنجي، كتم و غيرها في دارفور بواسطة قوات الدعم السريع المتمردة ..

١١ – تنفيذ عمليات إغتيال مبرمجة و محددة لمعاشيي القوات النظامية السودانية ( جيش – شرطة – مخابرات ) لمحو تاريخ و ذاكرة و ثقافة و إرث، و التقاليد العسكرية السودانية تمهيداً لجعل الدعم السريع بديلاً عنها ..

١٢ – الغياب الغريب و الصمت المريب لتجمع المهنيين السودانيين دون إصدار أي بيانات او مذكرات لتوصيف ما يحدث في السودان، دعك من إدانة إنتهاكات الدعم السريع و جرائمة المشهودة لكل العالم ..

١٣ – إطلاق موجة هائلة من الكذب و إنكار الحقائق و تغبيش و لوي عنق الحقيقة و المغالطة من قبل إعلام الدعم السريع بالداخل و الخارج، لأحداث بلبلة و تشويش للرأي العام العالمي و المحلي ..

١٤ – إحراق مكاتب تسجيلات أراضي الخرطوم ( الحقوق القانونية لأهل الخرطوم في أرضهم المملوكة منذ الأجداد ) ، بهدف إستبدالها بمفوضية أراضي الدعم السريع مجهولة الهوية .. و ضياع حقوق أهل الخرطوم بحرق سجلات الأراضي

١٥ – حرق مكاتب السجل المدني بالخرطوم، بغرض إستبداله بالسجل المدني الخاص بالدعم السريع الذي قام بتجنيس أكثر من مليون شخص من عرب شتات أفريقيا الغربية من النيجر، تشاد، ليبيا، مريتانيا، أفريقيا الوسطى، مالي، و الكاميرون، و إلغاء سجل السودانيين تماماً .

١٦ – كل ما سبق يؤكد ان ما يجري هو حرب تهجير و إستبدال لأهل الخرطوم ، كخطوة أولى يتبعها بقية مدن السودان ، بعربان شتات الغرب الأفريقي و توطينهم في دولة الجنيد الكبرى ( أمارة ال دقلو ) و من لف لفهم ..

       (  ٣  ) 

قراءة في تقارير النزوح الداخلي في السودان ودول الجوار للفترة من 15 أبريل – 25 يوليو 2023م

د. أحمد عبد الباقي ..

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة تجاوز عدد السودانيين المُهجّرين؛ بسبب الحرب الدائرة بين قوات الشعب المسلحة ومتمردي الدعم السريع في السودان عتبة الثلاثة ملايين نازح ومُهجّر. وأوضحت المنظمة أن 2,686,434 شخصا نزحوا داخليا من بينهم 537,969 أسرة، بينما فر أكثر من 844,574 شخصا إلى البلدان المجاورة. جاء ذلك في تقرير المنظمة التي أصدرت تقريرها رقم 14 بتاريخ 25 يوليو 2023م، ويحوي تفاصيل إحصائيات النزوح وأوضاع النازحين داخليا من السودانيين والجنسيات الأخرى بما في ذلك الذين نزحوا خارج السودان إلى دول الجوار، هذا وقد غطي التقرير الفترة من 15 إبريل وحتى 23 يوليو 2023م .

أشار التقرير إلى أن النزاع الذي اندلع بين قوات الشعب المسلحة ومتمردي الدعم السريع بدأ بالولايات الشمالية ( مطار مروي ) والخرطوم، ثم امتد ليشمل دارفور، شمال كردفان (الأبيض) ودارفور (الفاشر، الجنينة، طويلة، نيالا، زالنجي، كاس، مورني) وجنوب كردفان والنيل الأزرق (هجمات نفذتها قوات الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو) ولكن وتيرة هجمات الولايات بصورة عامة أقل مقارنة بما يحدث في الخرطوم.

مواطن النزوح الداخلي:
حسب التقرير، فإن حركة النزوح الداخلي انحدرت من الولايات التالية(عدد الاشخاص ونسبتهم المئوية) : –

  • الخرطوم: 1,975,088 (73,52%)
  • جنوب دارفور: 196,344 (7.31%)
  • شمال دارفور: 194,276 (7.23%)
  • غرب دارفور: 177,900 (6.62%)
  • وسط دارفور: 123,205 (4,595)
  • شمال كردفان: 12,082 (0.45%)
  • جنوب كردفان: 7,114 (0.26%)
  • الجزيرة: 425 (0.02%)

الأجانب النازحون داخل السودان: –
بلغ عدد الأجانب النازحين داخلياً في السودان 100,407 شخصاً أي بنسبة (3.74%) من إجمالي العدد الكلي للنازحين، وهم يتوزعون على الولايات الآتية:

  • النيل الأبيض: 89,725 (32,98%)
  • كسلا: 4,500 (7.05%)
  • القضارف: 3,485 (2.47%)
  • البحر الأحمر: 1,247″ (1.53%)
  • النيل الأزرق: 375 (0.94%)

وفقا للتقرير، فإن أكبر الولايات السودانية استقبالاً للنازحين داخلياً حسب النسب المئوية التالية:

  • نهر النيل: (16,72%)
  • الولاية الشمالية: (13,41%)
  • النيل الأبيض: (10,14%)
  • سنار: (8,09%) .

مآوي النازحين داخلياً: –
بلغ عدد مواقع النزوح الداخلي 2,746 موقعاً، أوي منهم إلى المدن 1,499,510 شخصاً
(55.82%)، ومن بين هذا العدد استقر 1,368,615 شخصاً داخل الأحياء و130,895 آخرين في المعسكرات داخل المدن .

بينما بلغ عدد الذين آووا إلى الأرياف 1,186,924 شخصاً (44.18%) سكن منهم 1,136,134 شخصاً داخل القرى و 50,790 في المعسكرات.

أنواع المآوي: –

  • استضافة مجتمعية: 372,599 شخصاً أي (69.26%) .
  • إجارة (استئجار):58,847 شخصاً (10,94%) .
  • معسكرات رسمية: شخصا 36,337 شخصاً (6,75%) .
  • معسكرات غير مهيئة: 28,383 شخصاً (5.28%) .
  • مدارس ومرافق عامة: 24,908 شخصاً (4,63%) .
  • مناطق مفتوحة: 16,895 شخصاً (3,14%) حسب التقرير، فإن أولويات النازحين داخلياً تتمثل في توفير: الطعام، مستلزمات غير غذائية، مياه الشرب والمستلزمات الصحية والطبية والمنافع العامة (الحمامات). كما أفاد استطلاع حول عودة النازحين داخلياً إلى أن 1,048,852 شخصاً (39.04%) يرغبون في العودة إلى مناطقهم الأصلية، بينما أبان 940,591 شخصا (35,01%) أنهم سيبقون في مناطقهم الحالية . وأشار 696,991 شخصاً (25,95%) إلى نيتهم الانتقال إلى موقع ثالث.

النزوح إلى دول الجوار: –
بلغ عدد النازحين إلى دول الجوار ( مصر، تشاد، أثيوبيا، إفريقيا الوسطى وليبيا (844,574) شخصاً، وبلغت نسبة السودانيين منهم (66%) والأجانب (34%)، وتشمل الدول المستقبلة للنازحين حسب الترتيب بالنسب المئوية من إجمالي الذين نزحوا كالآتي:

  • تشاد 308,617 شخصاً (36,55%)
  • مصر 255,565 شخصا (33,3%)
  • جنوب السودان 189,917 شخصا (22.5%)
  • إثيوبيا: 69,946 (8,3%)
  • أفريقيا الوسطى: 17,227 شخصا (2.00%)
  • ليبيا شخصا 3,302(<1%)

ملاحظات عامة على التقرير:
عدد النازحين في ازدياد حيث بلغ 2,686,434 شخصا (25 يوليو 2023م) مقارنة بـ 2,613,036 شخصا (18 يوليو 2023م) أي أن نسبة الزيادة بلغت خلال أسبوع واحد 73,398 شخصا؛ مما يعني عدم الاستجابة لدعوات الرجوع عدا ولاية غرب دارفور حيث أشار التقرير إلى حركة رجوع 100,407 شخصا أي بنسبة (-%4,31) .

تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى ضرورة التركيز أيضا على النازحين داخليا في داخل ولايات السودان خاصة ولايات: نهر النيل والشمالية والنيل الأبيض وكسلا وذلك لأن منظمات العمل الإنساني تركز بصورة أكبر على النازحين العابرين لحدود دول الجوار.

لا بد من إيلاء المساعدات الإنسانية الطبية العناية القصوى خاصة أن الخريف على الأبواب، والذي تنتشر فيه الأمراض واحتمال حدوث فيضانات وسيول، خاصة أن منظمة الصحية العالمية أشارت إلى أن الأزمة الصحية في السودان وصلت إلى مستويات خطيرة للغاية حيث لا يزال أكثر من ثلثي المستشفيات خارج الخدمة وسط تقارير متزايدة عن شن هجمات على المرافق الصحية في الفترة بين 15 /أبريل و24 يوليو 2023م .

تحققت منظمة الصحة العالمية من 51 هجوما على المرافق الصحية، مما تسبب في وفاة 10 أشخاص وإصابة 24 آخرين، فضلا عن قطع الوصول إلى الرعاية الصحية التي تمس الحاجة إليها . }}
( إنتهى تقرير المنظمة الدولية للهجرة، و ملاحظات د. أحمد عبد الباقي عليه )

ملاحظات على ملاحظات د. أحمد عبد الباقي، و التقرير :

١) – يخلو التقرير في كل فقراته من أي إشارة لولاية الجزيرة، و القضارف، و النيل الأزرق كمستضيفين لأعداد كبيرة للنازحين من ولاية الخرطوم !! .

٢) – لم يرد في التقرير الإشارة للعون الإنساني الخارجي ، رغم قلته ، و كيفية توزيعه و عدد المستفيدين منه !! .

٣) – أنا و أسرتي و أهلي كنازحين لم يتم تسجيلنا من قبل منظمة الهجرة الدولية و لم يتم إخبارنا عن كيفية و مكان التسجيل، مما يشي بأن الأعداد الواردة بالتقرير أقل من الحقيقة بكثير جداً .

٤) – كمتابع للأحداث لم يردني ما يفيد بوجود فرق إحصاء تابعة لمنظمة الدولية للهجرة في مواقع النازحين او المعابر البرية مع دول الجوار، مما يعني أن المنظمة قد جمعت معلوماتها ، التقريبية ، من منظمات آخرى و تقارير أخبارية غير دقيقة .

٥) – نلاحظ خلو التقرير من حث منظمة الهجرة الدولية، للدول و المنظمات الإنسانية لتقديم العون والمساعدة لمتضرري الحرب السودانية، و تسهيل عبور اللاجئين إلى دول الجوار، وهو من صميم أعمالها .

٦) – لم يشر التقرير لأي مساعدات قامت بها المنظمة الدولية للهجرة للسودانيين اللاجئين للدول المجاورة في توفيق أوضاعهم القانونية و الهجرية، و والإنسانية ولو عبر جهات آخر .

٧) – تحدث التقرير عن هجمات على المرافق الصحية، ولكنه غفل عن إحتلال المستشفيات و من الذي قام بذلك؛ الأمر الذي بات في يقين جل أهل الخرطوم و السودان، أن الدعم السريع هو من يفعل ذلك .

       (   ٤  ) 

بتاريخ ٢١ يوليو ٢٠٢٣م، تقدمت مجموعة الأجسام المطلبية ( مجموعة من منظمات المجتمع المندي السودانية، يغلب عليها العناصر اليسارية ) تقدمت بمذكرة إلى أمين عام الأمم المتحدة، حول أوضاع الحرب في الخرطوم، دارفور، و كردفان، و لأغراض الحصر و التوثيق، نورد النص الكامل للمذكرة ..

مذكرة حول انتهاكات الدعم السريع والجيش السوداني
وقع عدد 32 مكون مدني بينهم تجمع الأجسام المطلبية على مذكرة عاجلة بشأن الإنتهاكات البشعة التي رافقت الحرب في السودان، رفعت بمبادرة من “الجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين” الى مكتب الامين العام للامم المتحدة والمدعي العام للمحكمة الدولية ..
https://www.facebook.com/TAMSudan
الحراك الحقوقي – تام :

لدى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بصورة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للإمم المتحدة بشأن الجرائم التي ارتكبها طرفا النزاع المسلَّح بالسودان، الجيش السودانى ومليشيا الدعم السريع في عدد مدن السودان : الخرطوم، دارفور، كردفان وغيرها من الأقاليم).


السيد الأمين العام للأمم المتحدة
الموقر،

نرفع لعنايتكم هذه المسألة العاجلة بشأن الانتهاكات الجسيمة والجرائم الأشد خطورة لتكون موضعا للاهتمام الدولي، والتي ارتكبت في حق المواطنين السودانيين المدنيين، الأمر الذى يستدعي تدخلكم العاجل لوضع حد لمآسي الضحايا المتواصلة والمستمرة والمتفاقمة، منذ العام 2003م وحتى تاريخ تقديم هذه المذكرة وفقاً للبينات الآتية :

تمهيد :
ـ بدخول الحرب في السودان شهرها الرابع واستمرار العمليات العسكرية وتمددها خارج العاصمة الخرطوم لمناطق دارفور، كردفان والنيل الأزرق، صاحبت أحداث الحرب المستعرة الكثير من الانتهاكات التي تتعارض مع الاتفاقيات الدولية التي نصت على حماية حقوق الانسان، كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الثاني الإضافي لاتفاقيات جنيف، وكافة الإتفاقيات .

ـ ونحن إذ نتقدم لعنايتكم بهذه المذكرة نعلم أن السودان ليس دولة طرفاً في المحكمة الجنائية الدولية ونظام روما الأساسى، باستثناء الوضع فى ولاية دارفور المحال لتحقيق حوله بواسطة القرار ( 1593) المعلوم الصادر من مجلس الأمن، ولكنَّا نأمل فى إيلاء العناية الواجبة من جانبكم لما جرى سابقاً ويجري اليوم في السودان، من إنتهاكات تمثل جرائم ضد الإنسانية، جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب، عسى ان تجد حظها من الاهتمام اللازم كما في دارفور.

تراقبون ونشهد منذ اندلاع الحرب فى الخامس عشر من ابريل 2023م توالي إرتكاب الطرفين المتنازعين، لجملة من الانتهاكات الفظيعة والموثقة بتقارير من قبل نقابة الأطباء السودانية والمنظمات الدولية ممثلة في هيومن رايتس ومكتب المفوض السامي لحقوق الانسان.

ـ كل هذه الأفعال التي ارتكبها الطرفان تمثل وتتوافر معها عناصر وأركان الجرائم ضد الإنسانية، وجريمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التى يجرمها القانون الوطني السوداني في المواد (130، 138، 139، 149، 182، 183، (186 إلى 192 شاملة)، وتجرمها القوانين الدولية ونظام روما الأساسي في المواد ( 6،7،8 ،9) وكذلك اتفاقية جنيف الرابعة في المواد(3،16،20،31،34) والبرتوكول الثاني الإضافي إلى اتفاقيات جنيف في المواد ( 13،14،16، 17) .

نقول ذلك ونعلم أنكم تتفقون معنا في هذا التوصيف لأنها جرائم وانتهاكات وقعت على المدنيين أثناء المعارك العسكرية، وهي في الواقع جرائم وانتهاكات خطرة تهدد الأمن والسلم الأقليميين والدوليين، نظراً لهشاشة الوضع الأمني وإعتباراً لموقع السودان الجغرافي وتداخله الحدودي مع عدة دول .

بإسم العدالة والإنسانية وبجميع الشرائع الدولية والوطنية المكملة بالعهود التي تحرِّم الإفلات من المحاكمة والعقاب، وبحق الحماية الواجبة لحقوق الإنسان وملاحقة منتهكي هذه الجرائم، بما خرقوه من نصوص القانون الدولي والإنساني .

ولغياب وضعف أجهزة العدالة بالسودان وتسيسها وإفسادها بواسطة نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، منذ قرار الإحالة رقم (1593) الصادر من مجلس الأمن الدولي في العام 2005م. للتحقيق حول الجرائم الفظيعة التي لم يمثل مرتكبوها إلى الآن أمام أجهزة العدالة الوطنية أو الدولية، لعدم مقدرة وعدم رغبة الأجهزة الجنائية الوطنية على المضي فى تقديم الجناة للعدالة.

ما دفعنا لتقديم هذه المذكرة لمساعدة الضحايا الذين تزايدت أعدادهم وتطاولت معاناتهم لعقدين من الزمان وأكثر، ولاستمرار إفلات المتهمين الذين ارتكبوا جرائم يندي لها جبين العدالة والإنسانية فى دارفور وغيرها من الأقاليم السودانية، الأمر الذى شجَّع الذين أشعلوا الحرب المستعرة فى بلادنا الآن. أن يحصدوا المزيد من أرواح المدنيين العزَّل، مما دفع الملايين من المدنيين للنزوح مجبرين تحت قصف نيران الحرب .

للغياب الكامل للعدالة بالسودان والمشهود من العالم كله.

استمرت واستقرت بدولتنا المنكوبة ظلامات الماضي والحاضر المؤلم والشنيع ماثلة وتصريف العدالة الوطنية والدولية غائب ومنعدم..!.

لكل ما ذكر نلتمس، كريم، تفضلكم بقبول هذه المذكرة لحث المجلس لإحالة الجرائم والانتهاكات التي لحقت بالضحايا المدنيين، خارج نطاق ذلك الإقليم، عبر السبل القانونية الدولية الممكنة والمنافذ الإجرائية التي لا شك أنكم واجدوها، لوضع حد نهائي يمنع تواصل وتجدد هذه الانتهاكات شديدة الخطورة، التي تعاهدت وتواثقت البشرية على تجريمها لضمان العدل والأمن والسلم بين أفراد البشرية والدول وشعوب الأرض قاطبة.

ونوجز الأسباب الموضوعية التي أسسنا عليها هذه المذكرة فيما يلي: –
1/ تم قصف السكان المدنيين بالطائرات الحربية والمدافع الثقيلة من قبل الجيش داخل العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث. وفي دارفور في أماكن سكنهم واستخدم الطرفان كافة أنواع الأسلحة المحرمة والثقيلة والخفيفة، ما تسبب في قتل مئات الضحايا المدنيين العزَّل وهدم وتدمير مساكنهم بما احتوته من مستلزمات العيش الآمن، المستقر. إلى جانب عدم تدخل الجيش السودانى وامتناعه عن حماية المدنيين بمدينة الجنينة، ضد انتهاكات الدعم السريع بالمدينة المذكورة وغيرها من مدن دار فور والسودان.

2/ قامت مليشيا الدعم السريع بالهجوم على المستشفيات وإخلائها من المرضى. واحتلالها واستهداف الأطباء بالعاصمة الخرطوم وولاية دار فور.

3/ كنتيجة حتمية لهذه الحرب الدائرة بين الطرفين ومع عدم توافر الرعاية الصحية، تسبب طرفا الحرب في موت عدد من الأطفال فاقدي السند بمركز المايقوما لإيواء الأطفال بالخرطوم.

4/ قامت مليشيا الدعم السريع بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي للجماعات غير العربية. تمثل فعلها الإجرامي والمحظور فى هجوم تلك المليشيا الممنهج على قبيلة المساليت وتصريحات أفرادها، الدعم السريع، في أحد الفيديوهات بأن الجنينة (عاصمة ولاية غرب دارفور)، أصبحت دار عرب بدلاً عن دار مساليت، كما تم العثور على مقبرة جماعية ضمت جثثاً لعدد( 87 ) شخصاً من الضحايا من قبيلة المساليت بينهم عدداً من النساء والأطفال.

5/ قامت مليشيا الدعم السريع باغتصاب عدد كبير من النساء حسب ما ورد من وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، والتي سجلت حالات اغتصاب ثابتة وبلغ عدد الحالات المبلغ عنها حوالي 112 حالة، منها 25 في الجنينة، 31 في نيالا و 56 حالة سجلت في ولاية الخرطوم.

6/ قامت مليشيات الدعم السريع بإخلاء السكان المدنيين من منازلهم قسراً بالخرطوم وولايات دار فور واحتلالها.

7/ عدم فتح ممرات آمنة بواسطة الطرفين المتحاربين لإيصال المعونات الإنسانية والطبية للمدنيين، ولنقل جثث موتاهم ودفنها مما نتج عنه كارثة إنسانية وصحية.

8/ قامت مليشيا الدعم السريع بالاعتداء على دور العبادة والمواقع الثقافية والتراثية بالعاصمة الخرطوم.

9/ وفقاً لإفادات عدد مقدَّر من الشهود حول واقعة ثابتة بمدينة (كاس) بدار فور، أن هناك سوقاً للرِّق تباع فيه النساء بواسطة مليشيا الدعم السريع في انتهاك شنيع لحقوق الإنسان..!

10/ تم رصد عدد مقدَّر من حالات الإخفاء القسري للمواطنين المدنيين، تمت بواسطة الطرفين المقدم ضدهما هذا الالتماس تستدعي التحقيق العاجل حولها .

11/ قامت مليشيات الدعم السريع باغتيالات لناشطين حقوقيين بولايات دارفور. واغتيال والي ولاية غرب دار فور عمداً ومع سبق الإصرار والترصد .

12/ ثبت بالبينات القاطعة قيام المتحاربين من الطرفين باعتقال المدنيين وتعذيبهم في أماكن احتجازهم بها خارج الأطر القانونية.

لكل ما سبق وتحت جميع الظروف ولو تم التوصل لاتفاق بين الطرفين وفق المفاوضات الجارية. ونسبة للضرر والإضرار الكبير الذي لحق بضحايا هذه الجرائم والانتهاكات نطلب ونلتمس ما يلي :

1/ ابتدار تحقيق فوري وعاجل حول الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق المدنيين العزَّل. وإحالة هذه المسألة الخطيرة إلى المحكمة الجنائية الدولية عبر مجلس الأمن الدولي لملاحقة ومعاقبة الجناة.

2/ محاسبة كل من أجرم وتسبب في وقوع الانتهاكات الجسيمة سوى الأشخاص الطبيعيين أو الإعتباريين.

الجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين .

الخرطوم 21 يوليو 2023م

توقيع :
1/ الجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين
2/ لجنة المعلمين السودانيين
3/ شبكة صيحة
4/ مبادرة لا لقهر النساء
5/ الاتحاد النسائي السوداني
6/ شبكة الصحفيين السودانيين
7/ تجمع الأجسام المطلبية (تام)
8/ تجمع المهنيين السودانيين
9/ تجمع الدراميين السودانيين
10/ رابطة المحامين والقانونيين السودانيين بالمملكة المتحدة
11/ نساء ضد الحرب
12/ مركز المدافعين السودانيين للعون القانوني
13/ الجمعية الوطنية للحريات الدينية
14/ رجوة للإرشاد والتدريب( الاردن)
15 / التحالف الاقتصادي لقوى ثورة ديسمبر
16/ مجموعة شرقت
17/منظمة إنهاء الإفلات من العقاب
18 /مركز جستس للمحاماة والاستشارات القانونية (Justice Centre for Advocacy and Legal Constitutions)
19/ منظمة المستقبل للاستناره والتنمية
20/كتلةتنظيمات المجتمع المدني بدارفور (كمد)
21 / منتدى الحقوقيين الشباب
22/ أطباء السودان من أجل حقوق الانسان Sudan’s Doctors for Human Rights
23/ منتدى بنيان
24/ منبر حرية سلام وعدالة
25/منظمة وعي
26/جماعة الفيلم السوداني
27/منظمة منتدى الشباب
28/منظمة بانا للسلام
29/معهد السودان للديمقراطية
30/التحالف العربي من أجل السودان- القاهرة
31/الشبكة العربية لاعلام الأزمات
32/ محاميات بلا حدود.

    ٢١ يوليو ٢٠٢٣م 







       (  ٥  )

السفير / عبد الله الأزرق يكتب:

“عرب الديفا”.. وحربهم في السودان ..

{{ .. النيجر تحديداً يتمتع بموارد نادرة ومهمة.

ففرنسا مثلاً، تعتمد مفاعلاتها بنسبة 35 % على اليورانيوم النيجري، وتمثل الكهرباء المستخرجة من المفاعلات 75% من احتياجات فرنسا للكهرباء، وبالنيجر الذهب والحديد والفوسفات والفحم …

أكبر قبائل النيجر هم الهوسا (50%) والجرما (18%) والطوارق (9%) والفولاني وهم الفلاتة (8%).

ويقطن في منطقة ديفا شرقي النيجر عرب من الرزيقات يعرفون في النيجر بعرب ديفا وتبلغ نسبتهم أكثر من 1% بقليل من مجموع سكان النيجر.

وفي النيجر لا يجد عرب الرزيقات هؤلاء قبولاً، للحد الذي قررت فيه الدولة عام 2006م ترحيلهم إلى تشاد؛ بحجة أنهم ليسوا من أهل البلاد أصلاً.. والإيحاء بطردهم جاء من فرنسا التي ترغب في الخلاص من القبائل الشبيهة في مناطق نفوذها.

والحقيقة أنه نزح أكثر هذه القبائل العربية إلى النيجر في ثمانيات القرن الماضي. ولم يجدوا قبولاً اجتماعياً هناك.

وينتمي رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم للمجموعة العربية، لكن فرعه (أولاد سليمان) جاؤوا قبل ذلك من ليبيا.

وبازوم من الموالين لفرنسا، ودعم الانقلاب الذي رتبته فرنسا على الرئيس محمد تانجا عام 2010.. وكان يساري النزعة منذ أن كان في جامعة داكار حيث درس الفلسفة.

ولأن “الطشاش في بلد العِمِي شوف” فأهله العرب يسمونه الفيلسوف!!!.

كانت جريمة الرئيس محمد تانجا بالنسبة لفرنسا، أنه طالب الشركة الفرنسية المسيطرة على اليورانيوم في النيجر زيادة أسعار الخام !!! ..

ونظراً لأن محمد بازوم رجل فرنسا، فقد توعدت الحكام الجدد، ويتوقع أنها ستخلق كثيراً من التوترات ضد العسكر الذين أطاحوا به، خاصة أن لها خمس قواعد عسكرية بالنيجر.

ولأميركا وجود عسكري هناك أيضاً.

وكلا البلدين يتحججان لوجودهما بمحاربة الإرهاب (داعش وبوكو حرام). هذا إضافة لتنامي الطموح الروسي في المنطقة.

وقد خلق فوز محمد بازوم بانتخابات الرئاسة في النيجر عام 2021، حالة من النشوة لدى قبائل الشتات العربي في أفريقيا الغربية عامةً.

ومع تنامي دور حميدتي في السودان وتمكنه من تجنيس مليون شخص من هذه القبائل المنتشرة في كل دول الساحل الأفريقي Sahel وكلاً من ليبيا وموريتانيا شمالاً، تكرس لديها الشعور بإمكانية تحقيق حلمها لإنشاء (دولة الجنيد الكبرى).

وبسبب التشابك العشائري دعم حميدتي حملة بازوم بالمال .. وخلال حملته كان مناصروه يوزعون النقود على الناخبين علانيةً. وذلك يشبه أسلوب حميدتي في استخدام المال السياسي لاجتذاب دعم الشيوخ والكثير من الفاعلين في مجالات شتى. وكان حميدتي يعد العدة ليكون رئيساً من ثلاث سنين .

تتّسِم الدولة بالهشاشة في كل دول الساحل الأفريقي Sahel، وتتمدد هذه الهشاشة لتشمل السودان .

ومع طغيان الانتماء العشائري على الانتماء الوطني تتفاقم الهشاشة،
وتتّسم دارفور بخاصة بطغيان الانتماء القبلي.

وقد استغل متعلمو دارفور هذا العامل لتحقيق مكاسبهم الذاتية، فظلوا يشتكون من “التهميش” حتى في زمن البشير الذي مكّنهم من الوظائف العليا بنسبة تفوق نسبة دارفور إلى عدد السكان في كثير من الأقاليم.. والإحصاءات تؤكد هذا .

أن وضع محمد كاكا غير مستقر في تشاد خاصة بعد التصفيات الكبيرة التي قام بها في الجيش والأمن. وقد مسّت هذه الإجراءات أجزاءً من قبائل الزغاوة والقرعان (أهل والدته) ومجموعة السارا ومجموعة التبو .

والحال كما وصفنا، فالمخاوف موجودة من تدفق عرب الديفا لفزع مليشيا حميدتي من النيجر ومن رزيقات تشاد، وكذلك بدافع ما يسمونه الغنائم التي أصبحت ممكنة في الخرطوم، يغريهم بذلك ألوف السيارات ، والأموال والأثاثات التي جلبتها الموجة الأولى من الغُزاة .

وعرب الديفا تحديداً أشد حرصاً على الاستقرار في السودان؛ لإحساسهم بالرفض من قبل قبائل الأكثرية في النيجر، ولا يزال شبح محاولة طردهم في 2006 يطاردهم .

وتدهور أوضاع النيجر (وربما تشاد) يزيد من وتِيرَة تدفقهم على السودان .

تُرى هل تطيل تداعيات ما وقع في النيجر من أمد الحرب في السودان؟،
هذا ما ستكشف عنه فعالية Effectiveness مكافحة المليشيا وجواسيسها وداعميها من ملأِ قحت (والملأ دائماً قِلّة)، وما يُحدثه فيهم الجيش من مَقَاتِل في الخرطوم خاصة .

السفير / عبد الله الأزرق
31 يوليو 2023م

       (   ٦  ) 

تقرير عالمي عن الجنجويد
شو تايم نيوز

حقيقة الجنجويد :-

١- الجنجويد هم مجموعة عصابات نهب مسلح تنتشر فى دولة تشاد فى مناطق ام حجر و ام التيمان و السنيط و اتيا و البطحة .

٢- زعيم الجنجويد فى تشاد اسمه أصيل احمد كان الرجل الثانى فى حكومة تامبل الباى فى سنة 1977م .

٣- فى عام 1980 غدر زعيم الجنجويد بالحكومة التشادية و نهب الاموال من البنوك و المتاجر ودمر مرافق العاصمة انجمينا و هرب الجنجويد بالأموال إلى النيجر و مالى و أفريقيا الوسطى.

علما لا وجود للجنجويد فى النيجر الا بعد قدومهم إليها من تشاد .

٤- الحكومة التشادية حسمت الجنجويد و أصدرت ضدهم أحكام إعدام قاسية مما أدى إلى تراجع جرائمهم في تشاد.

٥- فى عام 1983 تجمع الجنجويد بقيادة ابن عمر و بدعم ليبى لاجل الانقلاب على حكومة الرئيس التشادى حسين حبرى ولكن تم دحرهم و هربوا إلى ليبيا.

٦- عندما اندلعت الحرب الليبية التشادية حول منطقة اوزوا شمال تشاد كان الجنجويد يقاتلون فى صفوف الجيش الليبى بقيادة خليفة حفتر ضد وطنهم تشاد .
استطاع الرئيس التشادى حسين حبرى هزيمة الجيش الليبى و تم اسر خليفة حفتر وبعدها تبعثر الجنجويد داخل العمق الليبى و النيجر مرة أخرى

٧- فى عام ١٩٩٧ حاول الجنجويد إسقاط حكومة الرئيس إدريس ديبى لكنهم فشلوا و هرب بعضهم إلى السودان ولم يعودوا إلى تشاد.

٨- فى عام 2005م استعان البشير بحميدتى لتكوين مليشيا لدحر التمرد فى دارفور فكانت فرصة ثمينة للجنجويد قطاع الطرق و المشردين فى النيجر و تشاد و أفريقيا الوسطى و مالى فجاءوا إلى السودان فى دفعات كبيرة و كانت أول دفعة ستة الف مجند ثم تسعة الف و استمر جلب المرتزقة الجنجويد بشكل منظم إلى بلغ عددهم اربعون الف من خارج الحدود.

٩- حميدتى اغتنم فرصة حرب اليمن بالاستثمار فى الجنجويد الذين يجلبهم من خارج السودان و يسفرهم إلى اليمن بمقابل عمولة مزدوجة وهى النسبة الرسمية بالإضافة إلى العمولة عن كل رأس من المجند و هذا مما زاد من حجم ثروته .

١٠- عندما شعر حميدتى بكثرة عدد المرتزقة المجندين فى مليشيا الدعم السريع بالإضافة الثروة الكبرى التى حققها من تجارة الذهب و الاتجار بالبشر أصبح طموحه حكم السودان.
هنا دخلت الإمارات على حميدتى و آخرين ووجدت فيهم فرصة سانحة لعمل مستقبلى داخل السودان و الدول المجاورة .

ففتحت الإمارات خزائنها و مولت حميدتى بكل مال لشراء السلاح و التدريب بواسطة فاغنر الروسية. و ربط كل هذا باستخراج و تجارة الذهب و زراعة الفشقة.
أيضا استثمرت الإمارات فى خلق حاضنة سياسية لدعم حميدتى وخططها فانشأت و دعمت قحت. و كلنا شاهدنا رحلات الربيع و الصيف و الشتاء من قادة قحت و تنظيم المهنيين للامارات.

١١- فى عام 2019 دخل حميدتى القصر الجمهورى نائبا لرئيس مجلس السيادة فكان تفكيره يكون الرجل الاول ومن ذاك الوقت بدأ يجهز الخطط بهدف الاستيلاء على السلطة فجلب إعداد كبيرة من العربات و الأسلحة والذخائر و المدرعات و جلب المرتزقة بكثافة حتى وصل عددهم 120الف مجند.

١٢- قام حميدتى بنشر قواته فى المواقع الاستراتجية و الحيوية قبل ثلاثة أشهر لكى تسهل عملية السيطرة عند ساعة الصفر كما حدث فى يوم 15ابريل الانقلاب الفاشل و تبددت احلام الجنجويد.

١٣- انقلاب حميدتى هو نسخة طبق الأصل لانقلاب الجنجويد فى تشاد عام 1980 حيث ارتكبت مليشيا الدعم السريع جرائم النهب و السرقة و الاغتصاب و احتلال منازل المواطنيين و تخريب المنشآت العامة و الخاصة .

١٤- هذه الحرب بالرغم من قساوتها لكنها أنقذت السودان من أكبر مؤامرة اختطاف الدولة السودانية لصالح مليشيا الجنجويد الممتدة فى تشاد و النيجر و مالى و لبيبا و موريتانيا و نيجيريا.

        (   ٧  ) 

الحديث ادناه منقول عن بروفسير من احدي الدول الاسكندنافية المتقدمة في مجالات التعليم يحذر من عواقب هذه الحرب علي التعليم وعلي الاجيال القادمة اليكم نص ترجمة حديثه لعلنا نبحث في مجتمعنا عن حلول لهذه المشكلة

لابد لاسر الاطفال بالسودان ان يهضموا هذه الحقيقة ويتصرفوا عاجلاً عاجلاً، الوضع الآن يؤثر على الأطفال و يدمغ علي مستقبلهم بانه مهدد وغامض جداً.

و اذا استمر الحال فسيدخلون في الغالب في حلقة مفرغة من التشتت و اعتبار المدرسة مسألة ثانوية ليست ذات اهمية ، ولاحقًا سيعانون من العمالة غير العادلة والفقر .

كما قد يكونوا عرضة للانتهاكات المتعددة والانضمام لجماعات سالبة التأثير او إجرامية ، او ارهابية..خاصة اصحاب الأعمار الحرجة. وهم في غير الحرب يصعب السيطرة عليهم في ظل العوالم المفتوحة للخير والشر .

و بمرور الوقت ينمو الطفل عقليا وجسدياً مترسخاً في فهمه توافه نتجت عن جرائم الحرب فينحرف السلوك ويصعب على البعض الرجوع الى المدارس والتعليم لوجود دليل عدم منفعة العلم بعد هذه الأحداث المؤسفة.

أري قد توفر “المدارس” مكان آمن للأطفال كي يكونوا صداقات ويتعلموا فيها ويلعبوا، حيث تُمكن الطلاب من خلال منحهم صوتا ومكانا آمنا للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم، و يساعد فيها الكبار بمحاضرة التلاميذ وعكس الدور الايجابي الذي ينتظرهم عند قيادة الوطن في المستقبل، وهذا يملأ عليهم الوقت بعيدًا عن ترهات الحرب.

كما ويلعب التعليم دوراً وقائياً، حيث يسمح التثقيف و المعرفة بمعرفة حقوقهم واحترام حقوق الآخرين، كما ويلعب التعليم عن السلام و الانتماء والمواطنة المسئولة دورا في تعزيز السلام و بسط الطمانينة واحترام الآخرين فينمو الطفل ايجابيا.

اما عن التعلم بعيدًا عن دور المدارس او المنزلي للابناء اثناء الحرب هو الحل الأنسب للكثير من ضحايا الحرب ان وجد، فهو يحافظ على الرابط بين الطفل والتعليم ويضيف بعض ملامح الطمأنينة حول مستقبله.

كي نلفت الانتباه يجب علينا مخاطبة أولياء الامور على أن يلتزموا بخطط دراسية داخل المنزل، تمكن الطفل من مواكبة المرحلة التعليمية قدر المستطاع من خلال تطوير المهارات الحسابية والادراك والمهارة اللغوية الأساسية، وإن استطاعت المدارس الإتصال بالأسرة لاغتناء كتب المناهج التعليمية الرسمية فيمكن الارتقاء و المواكبة التامة للمستوى المطلوب دون صعوبات. فيكون الكل كسب الوقت وانتصر على كل الظروف..

فانتبهوا سادتي فالحرب تأثيرها غير المنظور خطير جداً
اتمني ان تجد هذه الارشادات طريقها للاسر السودانية والعمل عليها عاجلاً اكرر عاجلاً عاجلاً .

       (   ٨   ) 

السودان في اخطر المراحل علي الإطلاق..

خليل محمد سليمان

بعد سقوط الجنجويدي رئيس النيجر امام عرب شتات النيجر واحداً من خيارين..

تشاد :

و هذا الخيار يبدو صعب في هذه المرحلة في الشكل الظاهري، لأن النظام في تشاد متماسك بعض الشيئ و مدعوم دولياً بشكل فعلي بجيوش علي الارض.

ايضاً النظام التشادي يمثل قبيلة، و هذا يُعتبر تحدي في القتال، و المواجهة، مما يصعب المهمة بعض الشيئ.

تشاد تُعتبر هدف إستراتيجي بالنسبة لهم، و تمثل العمق، لذلك خيار المواجهة يظل مؤجلاً، و المعلوم ان وجودهم هناك مؤثراً، و ظاهراً في كل المستويات.

السودان:

السودان بالنسبة للجنجويد ” عرب شتات الصحراء” هو الميدان، و الجبهة، يعني الخيار الاسهل لأنه يمثل مواجهة مفتوحة بالامر الواقع.

لذلك سيكون كل تركيزهم علي الحرب في السودان، و هذا يمثل كرت البقاء او الفناء بالنسبة لهم، اما معركتهم في النيجر فهي خاسرة لذلك كانت عينهم علي الخرطوم و إنتصار حميدتي قبل سقوطهم هناك.

نعم طرنا فرحاً بسقوط رئيس الجنجويد من حيث الظاهر، و لكن في الحقيقة سيمثل ذلك ضغطاً علي السودان، و سيكون السودان وجهتهم الحتمية للإنتصار فقط.

الإنقسام السياسي، و الصراعات، و تصدع الجبهة الداخلية في السودان سيسهل مهمتهم كثيراً..

ستشهد الايام القادمات تدفقات كبيرة للجنجويد علي السودان، و سيرموا بكل ثقلهم في حرب الخرطوم.

عامل آخر يعزز ثقتهم في التركيز علي السودان، هو فاغنر، و ما ادراك ما فاغنر حيث ظهر قائدها في قمة روسيا، و افريقيا مبشراً بعودة قوية الي افريقيا، بعد ان تم تجميد عمله في أوكرانيا.

من الآخر..

لم تعد هذه الحرب مجرد تمرد لقوات الدعم السريع علي الجيش، او كما يرى بعض الحالمون!

المسألة اكبر من ذلك، فهي صراع دولي كبير تُستخدم فيه آليات لا تعرف القسمة او انصاف الحلول، و اكرر خذوا العبرة من منهجية التدمير الشامل للخرطوم التي تمثل الدماغ، و الرئة بالنسبة للسودان.

اختم بنداء عله يجد آذاناً..

الإخوة السياسيين، و العسكريين، و الشعب السوداني قاطبة، من لم يرى منكم هذه الحقائق فهو واهم..

ابحثوا و بوجه السرعة علي صيغة تلم شملنا لمواجهة خطر وجودي يهدد بقاء الدولة التي نختلف علي تفاصيل فيها..

سيذهب ريح السودان، و هذه ليست إستنتاجات، او توقعات.. الواقع الآن و تفاصيله تقول ذلك.

اكرر.. نحتاج الي مبادرة تقفز علي كل الخلافات السياسية، و التباينات العرقية، و الثقافية، و الدينية، و الحزبية، لننتصر اولاً للدولة السودانية التي تحتضر الآن، و بموتها سيُعلن موت الجميع، و الي الابد. }}
( أنظر : مقال خليل محمد سليمان .. السودان في اخطر المراحل على الإطلاق )

       (   ٩  ) 

بيان من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) حول الوضع في دارفور

تعبر بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) عن قلقها البالغ إزاء التأثير الخطير للقتال بين قوات الدعم السريع المدعومة من الميليشيات العربية والقوات المسلحة السودانية على المدنيين في منطقة دارفور.

تدين يونيتامس بشدة الاستهداف العشوائي للسكان المدنيين والمرافق العامة من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة، ولا سيما في محلية سِربا، على بعد 45 كيلومترًا شمال الجنينة في غرب دارفور، في الفترة من 24 إلى 26 يوليو 2023. كما تعبر البعثة عن قلقها إزاء حوادث مماثلة في نيالا بولاية جنوب دارفور، و زالنجي بولاية وسط دارفور.

وقال فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للسودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس): ” إنني قلق من التقارير التي تشير إلى منع المدنيين من المغادرة الى المناطق الآمنة، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا. هذه التقارير تذكرنا بانتهاكات تمت في الجنينة، غرب دارفور، في يونيو الماضي.”

       (   ١٠  )

المخابرات الفرنسية : الدعم السريع يفقد ٨١ الف جندي مابين ٤٦ الف قتيل ٢٦ الف هروب و ٩ الف إصابات و ما شابه ذلك… على رأسهم محمد حمدان دقلو نفسه الذي تم دفنه في ٢٠ مايو من هذا العام

بل هناك مخابرات أجنبية أخري تؤكد الشي ذاته …
وتبرر ذلك بالأتي …
قوات الدعم.السريع تعرضت للإستنزاف الشديد لأنها كانت دائما منذ بدء المعارك في حالة هجوم .بينما اتخذ الجيش السوداني موقفا دفاعيا يعرف تكتيكيا بالدفاع الثابت ….وهو احد.صور الدفاع يهدف الي التمسك برقعة جغرافية حيوية ….
هجمات قوات الدعم السريع المكثفة علي نقاط عسكرية محددة أفقدت هذه القوات أهم عناصر نجاح الهجوم..

اولاً : ضياع عنصر المفاجأة .وهو عنصر حاسم في النصر …

ثانياً : تناقص سرعة الهجوم وهذا العامل يرتبط بالعامل الأول…..تسبب في إحداث خسائر كبيرة في القوات المهاجمة …
ثالثا : إنخفاض قوة النيران المؤثرة والتي تعمل كغطاء فاعل في الاقتحام….

هذه التكتيك العسكري في صالح الجيش السوداني لأنها يقاتل من مواقع ثابتة في عدو لايملك غطاء جوي في تحركه ….

تدريجا فقدت هجمات الدعم السريع أهدافها العسكرية من رغبة في السيطرة علي مواقع إستراتيجية هامة الي أهداف سياسية إعلامية اي ان الهجوم علي سلاح المدرعات رغم فقدان عناصر نجاحه العسكرية ولكنه يعني لقوات الدعم السريع أنهم ما زالوا في أرض المعركة وانهم.لم يستسلموا بعد

       (   ١١  )

● تجمع الصيادلة
تم نهب ٢١٦ صيدلية بواسطة الدعم السريع

● خلافات حادة بين الرزيقات ولواء في الدعم السريع طالب بسحب القوآت من الخرطوم ..

● اكتمال ترتيبات تجهيز 255 الف مقاتل للانضمام للجيش..

● 23 ضابط من الدعم السريع انضموا للجيش وتم تسكينهم في رتبهم من عميد لملازم..

● تجمع الصيادلة ..
الدعم السريع نهب واتلف 41 شركة دواء ..

● الجيش يضبط 67 بندقية قناصة في البطانة في طريقها للدعم السريع.

● شركة السهم الذهبى تعلن عن فقدان 1192عربة و173 شاحنة من معارض الشركة.

● عناصر من التمرد تسلم سلاحها لمسجد بشرق النيل ثم تغادر ..

● شرطة كرري تنزل الميدان وتداهم سوق دقلو ..

        (   ١٢  ) 

الجلابة في أدب التمرد السوداني، هم مجموعات من المجرمين، أغتصبوا حقوق أهل الهامش، و إحتكروا السلطة في البلاد حتى بات السودان سجن كبير للإثنيات؛ بدأ تداول هذه المفاهيم عن الجلابة، منذ التمرد الأول في جنوب السودان في توريت اغسطس ١٩٥٥م، ( حركة الانانيا ١ ، ٢ )، ثم تعمق فكرياً من قبل حركة تحرير السودان بقيادة جون قرنق؛ لينتقل إلى حركات دارفور المسلحة، ثم الحركة الشعبية شمال، الحلو، و الآخرى مالك عقار، ليترسخ كمفهوم تميزي عنصري إقصائي إبتزازي لكل مكونات الشمال و الشريط النيلي و وسط السودان و الخرطوم ( المركز )؛ … حتى جاء الدعم السريع ليتلقف المصطلح الجاهز المعلب و المعد للتصدير للهامش لتعبئة و تحفيز المقاتلين ضد الجلابة كأخر إصداراته الفكرية اللافكرية و المستهلكة و الممجوجة حتى بليت .

من هم الجلابة ؟ .. ماهي قبائلهم ؟ .. ما دورهم في السودان سياسياً، إقتصادياً، إجتماعياً، و ثقافياً ؟ .. لماذا ينسب لهم الهامش كل الإخفاقات في تاريخ السودان؟ ..

معنى جلابة لغةً و إصطلاحاً :
جَلاَب
جَلاّبيّة: (اسم)
الجمع : جلاّبيّات و جلالِيبُ
جَلاّبيّة: ثوب فضفاض يلبسه عامَّة الشَّعب السوداني، وهو بمعنى الجِلْباب .

الجلب: (اسم)
صوت الغيث ؛ صوت صياح الإنسان
جَلَب: (اسم)
الجمع : أَجلاب .

الجَلَبُ : ما جُلِبَ من إِبلٍ وغنمٍ ومتاعٍ للتجارة .

الجَلَبُ: الذين يجلُبون الإِبلَ وغيرَها للتجارة .

جَلَب : جمع جَلَبة
جَلَبَ: (فعل)
جلَبَ يَجلُب ويَجلِب ، جَلَبًا ، فهو جالب .
جَلَبَ البَضَائِعَ مِنَ الخَارِجِ : اِسْتَوْرَدَهَا .

قول جرير :
أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافِي *** فَلا عِيّاً بِهِنَّ، ولا اجْتِلاب

أَي لا أَعْيا بالقَوافِي ولا اجْتَلِبُهنَّ مِمَّن سواي، بل أَنا غَنِيٌّ بما لديَّ منها .

انْجَلَب الشيءُ واسْتَجْلَب الشيءَ: طلَب أَن يُجْلَبَ إِليه والجَلَبُ والأَجْلابُ: الذين يَجْلُبُون الإِبلَ والغَنم للبيع والجَلَبُ: ما جُلِبَ مِن خَيْل وإِبل ومَتاعٍ .

وفي المثل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ أَي انه إِذا أَنْفَضَ القومُ، أَي نَفِدَتْ أَزْوادُهم قَطَّرُوا إِبلَهم للبيع .

والجمع: أَجْلابٌ
الجَلَبُ: ما جَلَبَ القومُ من غَنَم أَو سَبْي، والفعل يَجْلُبون، ويقال جَلَبْتُ الشيءَ جَلَباً، والـمَجْلوبُ .

أَيضاً: جَلَبٌ والجَلِيبُ: الذي يُجْلَبُ من بَلد إِلى غيره .

وقال اللحياني: امرأَة جَلِيبٌ في نسوة جَلْبَى وجَلائِبَ
والجَلِيبةُ والجَلُوبة ما جُلِبَ .

والجَلُوبةُ: ما يُجْلَب للبيع نحو الناقة والفَحْل والقَلُوص، فأَما كِرامُ الإِبل الفُحولةُ التي تُنْتَسَل، فليست من الجلُوبة
ويقال لصاحِب الإِبل: هَلْ لك في إِبلِكَ جَلُوبةٌ؟ يعني شيئاً جَلَبْتَه للبيع .

الجَلُوبة، بالفتح، ما يُجْلَبُ للبَيْع من كل شيءٍ، والجمعُ الجَلائِبُ؛ وقيل: الجَلائبُ الإِبل التي تُجْلَبُ إِلى الرَّجل النازِل على الماءِ ليس له ما يَحْتَمِلُ عليه، فيَحْمِلُونه عليها .

قال ابن الأَثير: هكذا جاء في كتاب أَبي موسى ص:269 في حرف الجيم .

قال: والذي قرأْناه في سنن أَبي داود: بحَلُوبةٍ، وهي الناقةُ التي تُحْلَبُ
والجَلُوبةُ: الإِبل يُحْمَلُ عليها مَتاعُ القوم، الواحد والجَمْع فيه سَواءٌ .

وجَلُوبة الإِبل: ذُكُورها وأَجْلَبَ الرجلُ إِذا نُتِجَتْ ناقتُه سَقْباً
وأَجْلَبَ الرجلُ: نُتِجَت إِبلُه ذُكُوراً، لأَنه تُجْلَبُ أَولادُها، فَتُباعُ، وأَحْلَبَ، بالحاءِ، إِذا نُتِجت إِبلُه إِناثاً للحلب .

يقال للـمُنْتِجِ: أَأَجْلَبْتَ أَم أَحْلَبْتَ؟ أَي أَوَلَدَتْ إِبلُكَ جَلُوبةً أَم وَلَدَتْ حَلُوبةً، وهي الإِناثُ

عن اللحياني والجَلَبُ والجَلَبةُ: الأَصوات
وقيل: هو اختِلاطُ الصَّوْتِ .

وقيل جَلَبَ القومُ يَجْلِبُون ويَجْلُبُون وأَجْلَبُوا وجَلَّبُوا .

والجَلَبُ: الجَلَبةُ في جَماعة الناس، والفعْلُ أَجْلَبُوا وجَلَّبُوا، من الصِّيَاحِ .

وفي حديث علي، رضي اللّه تعالى عنه: أَراد أَن يُغالِط بما أَجْلَبَ فيه
يقال أَجْلَبُوا عليه إِذا تَجَمَّعُوا وتأَلَّبوا
وأَجْلَبَه أَعانَه .

وأَجْلَبَ عليه: إِذا صاحَ به واسْتَحَثَّه وجَلَّبَ على الفَرَس وأَجْلَبَ وجَلَبَ يَجْلُب جَلْباً، قليلة: زَجَرَه .
وقيل: هو إِذا رَكِب فَرساً وقادَ خَلْفَه آخَر يَسْتَحِثُّه، وذلك في الرِّهان .

و للكلمة معانٍ آخرى كثيرة …

و في الإصطلاح :

كتب :عبد المنعم عجب الفيا
في ٨ أكتوبر ٢٠١٦م

حفريات لغوية: في كلمة “جلابة”

{{ كلمة جلابة مشتقة من الفعل جلب يجلب جلباً فهو جالب وجلاب والاخيرة صيغة مبالغة وإليها نسب فقيل جلابي وجلابة. واصل الجلب هو سوق البهيمة الى السوق لبيعها.

ومن ذلك ما ورد بكتاب الطبقات في قوله: “ان رجلا.، جلب سعية الى سنار فباعها”. وقوله أيضا في موضع آخر: “فان الشايقية الجالبين الخيل قالوا هو الفقيه، شيخ”. ص 227 . أي الذين يسوقون الخيل الى الأسواق لبيعها.

ومعنى الجلب هذا ومشتقاته لا يزال متداولاً حتى الآن. يقولون ( شمال كردفان): لاقيت ناس فلان في السوق جالبين غنم.

وهو المعنى الذي ورد بالمعاجم. جاء بمعجم لسان العرب : “جلب: الجَلْبُ: سوق الشيء من موضع الى آخر. والجلَب: ما جُلب من خيل وابل ومتاع. وما جلب القوم من غنم وسبي. والأجلاب: الذين يجلبون الإبل والغنم للبيع. يقال جلبت الشيء جلبا فهو مجلوب. والجليب الذي يجلب من بلد الى غيره”.

ومع دخول حياة الحضر شيئا فشيئا وتطور التجارة بدا الجلب يطلق على جلب البضاعة بواسطة التجار من مكان الى مكان وصار يطلق على التجار لفظ جلابة والذين كانوا يتنقلون ببضاعتهم من قرية الى قرية على الدواب.

والتجار الكبار كانوا يجلبون البضاعة من بلاد الريف اي مصر. وقد وردت كلمة جلابة بمعنى تجار في كتاب الطبقات أكثر من مرة ومنها قوله : “قال نحن طلاب نقرا القرآن في خلوات الشيخ بدوي ختت جلابة بين المغرب والعشاء فيها ستماية جمل بلا الزمل والخيل. قلنا هذه الليلة البوابين يبيتوا القوا من كثرة الأضياف”. ص 120.

وقوله في مكان آخر: “الجلابة تبيت عنده في العيلة فونج وتقيل عنده في الجديد وتبيت في ألتي”(121). وقوله كذلك في موضع آخر: “فلما دخلنا ابو حراز الجلابة شالت مدني. قلنا نزور الحاج عبد الله ونلحق الجلابة”. ص 229 . شالت مدني أي سارت الى مدني .

وهكذا كانت كلمة جلابة في زمن ود ضيف الله تعني جماعة التجار دون زيادة او نقصان ومن غير اي ظلال اثنية أو جهوية.

أما مع مطالع القرن العشرين فتغيرت دلالة كلمة “جلابة” من المعنى العام الى معنى خاص لتدل في ولايات الغرب (دارفور وكردفان) على التجار من قبائل الشمال النيلية مثل الشايقية والجعليين والدناقلة الذين يمتهنون التجارة ويقيمون بمدن كردفان ودارفور.

ومن اغاني البنات التي وثقت لصعود طبقة التجار الجلابة في مدن غرب السودان في الثلاثينات أغنية “سيرة” تؤديها عائشة الفلاتية وهي أغنية:
*الدار الما داري انا مالي بيه * * * بس خلاص يا بلالي انا مالي بيه. وفيها بيت يقول: “بشاور أمي كن ترضى كن تابا *** ببني لي بيت في حي الجلابة”.

فهي تتمنى لها زوجا من اولاد التجار الجلابة حتى لو رفضته امها لتكون من سكان حي التجار الراقي بالمدينة .

ولا شك عندي ان الفلاتية قد اخذت هذه الأغنية نصا ولحنا من دار الجوامعة بشمال شرق كردفان. فالجوامعة معروفين بغناء الدلوكة والسيرة وقد انتقل التم تم من ديارهم عن طريق سواقي اللواري الى كوستي المجاورة ثم الى ام درمان في الثلاثينات.

وفي الاغنية بيت يقول: ” يا يمه، يا إيا، الجمال شالت وماشه البديرية“. إيا حرف نداء بمعنى يمه. وهو من لهجة الجوامعة. يقولون: يمه ويقولون إيا. كما انهم يقولون: يبا، بمعنى يابا كما هي عند الخليجيين. وقد انقرضت هذه الكلمات الآن.

والبديرية ديارهم غرب الابيض بينما تقع ديار الجوامعة شرق الابيض.
ولكن مع توسع التعليم والهجرة من الريف الى المدن ومع انفتاح القوميات على بعضها البعض وتحقيق قدر من الاندماج، اخذت كلمة جلابة في التراجع مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين حتى كادت ان تتلاشي في الربع الاخير منه.

غير ان بروز مظالم التهميش والصراع بين المركز وحركات الهامش المسلحة أدى إلى احياء الكلمة من جديد في الخطاب السياسي في فترة من الفترات، ليتجاوز مدلولها التجار الشماليين المقيمين بمدن الغرب، ليشمل كل العناصر النيلية بشمال السودان . }}
( راجع :عبد المنعم عجب الفيا – حفريات لغوية: في كلمة “جلابة” )

و في سياق آخر يقول فتحي مسعد حنفي :
الجلآبة مصطلح قديم أصبحنا نسمعه كثيراً في الفترة الأخيرة .

أولا نحن ضد استعمال أي مصطلحات عنصرية للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد فلا فرق بين شمالي وجنوبي أو بين أبناء دارفور وباقي القبائل المنتشرة في باقي بقاع السودان .

معظم المتناولين لهذا الموضوع أفتوا بأن كلمة الجلآبة تأتي من جالب ومجلوب ويخصونها

بجلب الرقيق من جنوب السودان فالجلابي هو من يجلب الرقيق من الجنوب والمجلوب هو
من تم جلبه بغرض البيع للقادرين من أعيان الشمال أو للتصدير الي مصر

الغريب في الأمر هو ربط هذا المصطلح بتجارة الرقيق وكأن الغرض هو زيادة الهوة بين الشمال والجنوب… حتي تلقف الفرصة بعض ضعاف النفوس من مثقفي دارفور فاصبح
ابن الشمال هو العدو وليس حكومة الانقاذ ولعمري هذه دعوة صريحة للانفصال وليس
نضال من أجل اسقاط نظام دكتاتوري يعاني منه الشعب السوداني بأسره…أو رفع الظلم
عن المهمشين في كل بقاع السودان قاطبة..

تصوروا ان الأمر وصل ببعضهم للاستدلال بالموردة كمركز لتجارة الرقيق باعتبارها مورد يستقبل المراكب المحملة بالعبيد ولذا سميت بالموردة وكأن هذا المرفأ قد انشئ
فقط لاستقبال مراكب الرقيق ..

نعود لموضوع الجلآبة وما هو أصل الكلمة والموضوع أبسط من كل هذه الفلسفة المشكوك
في أهدافها…يا اخوتي هذه الكلمة جاءت من اللباس المعتاد الذي كان يرتديه التجار
الشماليين في الجنوب وفي مناطقهم التي جاءوا منها وهي الجلابية وكل من يرتديها فهو جلآبي بالنسبة للمواطن الجنوبي فهل رأيتم يوما أحد أبناء الجنوب يرتدي جلابية حتي
وان كان قد أمضي معظم حياته في الشمال…لا أظن….

ان كان المقصود بالكلمة هو من يجلب أي الجلب فمن من أبناء الجنوب له المعرفة بمفردات اللغة العربية حتي يستعمل هذ المصطلح بمعناه المشار اليه..

اذا لو كان المصطلح قد بدأ استعماله من قبل الشماليين فمن هو مبتدعه وما الغرض
من نشره وكيف وصل الي الجنوب حتي صار الصفة الوحيدة للشمالي في جنوب السودان . }}
( راجع : مقال فتحي مسعد حنفي – على الفيسبوك )

و يقول الدكتور فضل الله أحمد عبد الله، أحد أبناء دارفور النجباء :
{{ دعا السلطان على دينار التجار من شمال السودان وشجعهم ليجلبوا إلى الفاشر خيرات الشمال من الثمرات والبقول ومستلزمات الحياة الحديثة .

فاتجه صوب الفاشر جموع الأدباء والشعراء وكل حكاء مبدع الحكايات رصين القول متقاطرين إلى جناب سلطنة دارفور التي أصبحت موطنا جاذبا للناس ، ولا غرو في ذلك ، إنه المزاج السوداني ، والوجدان الجمعي المشترك ، جميعهم توحدهم قيم المروءة والشهامة والفروسية ، وتهزهم إيقاعات ” الدلوكة ” و” الفرنقبية ” وتعلو بهاماتهم ضربات ” النقارة” }}
( أنظر : مقالة الدكتور فضل الله أحمد عبد الله، على و سائل التواصل الإجتماعي )

و نختم هذه الفقرة بما أورده العالم و المؤرخ د. محمد سعيد القدال : {{ الجلابة هم صغار التجار من مختلف الجنسيات و لكن أغلبهم هم من قبائل شمال السودان، و الذين يمتلكون رأس مال محدود و يسعون إلى زيادته بارتياد مجالات عسيرة و يتحملون مشاق السفر بالقوافل . راجع : ت . وولز ، ص ٧١ و ما بعدها .

و يضيف د. القدال عن علاقة الحكم التركي بالجلابة؛ قائلاً : قادت سياسة الحكم التركي إلى تحولات في الخريطة الإجتماعية للبلاد . فقد أدى النشاط التجاري الصاعد إلى تزايد نفوذ الجلابة إقتصادياً و عددياً ، حتى غدو فئة ذات شأن . فقد وجدوا في المجالات الجديدة لتراكم رأس المال التجاري، و فتح مجالات جديدة للمغامرة التجارية في الجنوب ميادين خصبة لتوسيع نفوذهم المالي … }}
( راجع : د. محمد سعيد القدال – الإمام المهدي – محمد أحمد بن عبد الله
” ١٨٤٤م – ١٨٨٥م ” – دار الجيل بيروت – الطبعة الأولى ١٩٩٢م – ص ١٨ )

صفوة القول :
أن كلمة جلابة تعني صغار التجار من الشمالين الذين إرتادوا مغامرات التجارة في كردفان و دارفور و جنوب السودان، و ان الظل السياسي للكلمة لم يعرفه أهل السودان إلا بعد بروز حالات التمرد في جنوب السودان و دارفور حالياً، وهو تحوير للمعنى الحقيقي للكلمة بغرض الإساءة لأهل الشمال و الشريط النيلي أو النخبة النيلية كما يمضغها أدب التمرد السوداني و يجترها ليبتز بها أهل دار صباح .

يتبع بإذن الله تعالى ،،،

محمد الطيب عابدين
بري أيقونة الخرطوم
الإثنين ٧ أغسطس ٢٠٢٣م

التعليقات مغلقة.