أغلبهم من قبيلة المساليت.. 13 مقبرة جماعية في دارفور
أغلبهم من قبيلة المساليت.. 13 مقبرة جماعية في دارفور
لا تبشر المعطيات الآتية من السودان بقرب انتهاء هذه الحرب الطاحنة التي اشتعلت قبل أكثر
من 5 أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع، هذا ما أكده المبعوث الأممي فولكر بيرتس، معلناً استسلامه واستقالته.
فقد حذر الدبلوماسي المخضرم من قرب تحول الاشتباكات بين الجانبين إلى حرب أهلية مريرة.
ولعل هذا ما أكدته أيضا التقارير التي قدمتها بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) أمس الأربعاء.
فقد أوضحت أن مكتب المنظمة الدولية المشترك لحقوق الإنسان تلقى تقارير موثوقة عن
وجود ما لا يقل عن 13 مقبرة جماعية في الجينية بإقليم دافور والمناطق المحيطة بها.
وقال بيرتس لمجلس الأمن الدولي إن المقابر الجماعية تضم ضحايا هجمات قوات الدعم السريع شبه العسكرية والفصائل المسلحة المتحالفة معها على المدنيين، ومعظمهم من مجموعة المساليت العرقية
كما أكد أن هذه “الأفعال قد تشكل جرائم حرب في حال التحقق منها”.
وكانت الجنينة شهدت منذ أشهر عدة قتالاً عنيفاً وأعمال تصفية، دانتها الأمم المتحدة محذرة
من شبح حرب عرقية وقبلية في هذا الإقليم المثخن بالجراح.
وفي يونيو الماضي اغتيل والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، وأحد رموز قيادات قبيلة “المساليت”
ليزيد التوتر في تلك المدينة، لاسيما أن هذا الاغتيال أتى بعد أيام على مقتل طارق عبد الرحمن بحر الدين، شقيق سلطان قبيلة المساليت.
يذكر أنه منذ اندلاع القتال بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد منتصف أبريل الماضي تصاعدت المخاوف من انزلاق إقليم دارفور في أتون حرب أهلية وقبلية مريرة، لا سيما أن المنطقة تحفل بذكريات أليمة.
إذ يزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته
فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية
المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.
وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى
الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع!
التعليقات مغلقة.