الايام نيوز
الايام نيوز

سائغةً “للديمقراطيين” !! بقلم إبراهيم عثمان

سائغةً “للديمقراطيين” !!
إبراهيم عثمان
فسر المفسرون قوله تعالى ( من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغاً للشاربيين ) بقولهم: ( يتخلص الدم بياض اللبن وطعمه وحلاوته من بين فرث ودم في باطن الحيوان ، فيسري كل إلى موطنه ، الدم إلى العروق ، واللبن إلى الضرع والبول إلى المثانة، والروث إلى المخرج ، وكل منها لا يشوب الآخر ولا يمازجه بعد انفصاله عنه، ولا يتغير به ).

▪️ بالمشابهة، مع الفارق طبعاً، يمكن القول بأن خطاب قحت المركزي – في جملته، وفي غاياته النهائية – يهدف إلى إثبات أنه سيخرج من بين فرث ودم إجرام المتمردين وتخريبهم ديمقراطية دقلوية/قحتية خالصةً سائغةً “للديمقراطيين” .
▪️ لإثبات ذلك يتبعون عدة طرق منها تصوير جرائم المتمردين وكأنها من لوازم الحرب الطبيعية الهينة التي لا تلوث الهدف “الديمقراطي” للمنمردين، ولا تغيره، بل وتنفصل عنه طبيعياً .
▪️ بذل مجهود إضافي للقيام بعمليات فصل مصنوعة عن طريق التشويش والتغبيش وصرف الأنظار والتغطية والاتهامات المضادة .
▪️ القول، صراحةً أو ضمناً، بأن بعض الجرائم، أي تلك التي تستهدف خصومهم السياسيين، تزين الأهداف السياسية للمتمردين ولا تشوهها !
▪️ تصوير مناصرة الجيش كباطل مطلق وجريمة خالصة لا يُرجى منها خير ولا يُدفَع بها شر ولا تسلم البلد من شرها، وبالتالي تزيين الموقف المقابل، أي مناصرة المتمردين، فالمواجهة “الجذرية” للباطل المطلق هي بالضرورة خير نسبي إن لم تكن خيراً مطلقاً !
▪️ أما ما لا تسعه عمليات التهوين والتسويغ من التخريب والإجرام فلن يعجزهم إيجاد مسالك تصريفه، إدانةً باهتةً أو عفواً ونسياناً، أو مطالبةً، تحمل موتها في جوفها، بالمحاسبة ( للطرفين ! ) بعد اتفاقهما ( الشامل ) في المفاوضات !

من كل هذا نستخلص :
▪️ لو لم تكن ديمقراطيتهم مزورة ومدنيتهم رثة لما انتظروا مناصرتها من القائمين بأكبر عمليات تخريب وسرقة ونهب في تاريخ السودان وإفريقيا .
▪️ الفرق بين المتمردين والذين ينتظرون الديمقراطية الدقلوية الخالصة هو ذاته الفرق بين “مشفشفي” المنازل والأسواق والمؤسسات العامة والخاصة وأولئك الذين يستقبلونهم، وغنائمهم، بالاحتفالات و( الكرامات ) !
▪️ هذه المشابهة القائمة الآن بشكلها التقريبي هذا، قائمة أيضاً بشكل أقرب إلى التطابق عند الذين يستلمون رشاوي المتمردين المليونية بالفرح الشديد وهم يعلمون مصدرها الملوث وغاياتها الأكثر تلوثاً .

التعليقات مغلقة.