دولة القانون كمال الجزولي بقلم د. عبد العظيم حسن
دولة القانون
كمال الجزولي
أكثر ما لفت انتباهي عن الشاعر والأديب الأستاذ الكبير والمحامي القدير كمال الجزولي قوله عنه نفسه أنه قرأ وتأثر بعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. فمن الإمامين الجليلين، رضي الله عنهما، يبدو أن الأستاذ الجزولي تبنى القوة في الفكرة والصلابة على المبدأ بحيث لا يحيد عنهما إلا إذا اكتشف أن رأيه لم يحالفه الصواب. فمحجوب شريف بعد أن تغنى لنميري “يا حارسنا وفارسنا” آب ناقداً نفسه قائلاً “لا حارسنا ولا فارسنا”. كذا كمال الجزولي عاد وبات عدواً لكل الدكتاتوريات ومصادمها الأول فكراً وقلماً وأدباً وحضوراً أمام المحاكم ومنصات الرصد والتوثيق ضد كافة انتهاكات حقوق الإنسان.
بالأستاذ كمال الجزولي جمعتني قضيتان كل واحدة منهما تجربة أعظم من الأخرى. ففي الأولى كانت لائحة الاتهام قد طالت جهابزة في القانون طراز دفع الله الرضي وغازي سليمان وآخرين فاختاروا للدفاع عنهم كل من الأستاذ صادق شامي والأستاذ كمال الجزولي عليهم الرحمة والمغفرة جميعاً. أما في الثانية فقد قابلته ادعاءً وكان قد انبرى دفاعاً. كمال الجزولي، في كل مرة، وكما كان يحكي عن نفسه، بأنه يهوى القضايا الصعبة والمهام الشاقة دون أن يلين، وإذا شعر بأن القاضي الذي يقف أمامه غير عادل، فكمال الجزولي لا يتوانى في أن يطلب منه تدوين رأيه ثم ينسحب.
بجانب إرثه الثقافي والسياسي والحقوقي الوطني لكمال الجزولي مشاركات علمية وعملية مبذولة على الصعيدين الإقليمي والدولي. لهذا السبب سينعى كمال لجزولي رفقاء درب وزملاء نضال ومهنة. لن ينسى الجزولي أصدقائه ومن توافقوا معه وقدرهم ممن خالفوه الرأي والفكرة بكل رحابة صدر. فحسن العزاء موصول لهم وللأجيال العظيمة من الطلاب والمحامين والمحاميات الذين تتلمذوا على يده ومدرسته الثرة حافظين جميله وتجاربه التي لن ينساها له وعنه التاريخ، فله الرحمة والمغفرة.
عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
6 نوفمبر 2023
التعليقات مغلقة.