كبري شمبات
كبري شمبات
في نهاية عقد الثمانينات زار عمنا صاحب القصه الخرطوم لاغراض الاستشفاء وكان مزهولا بالتطور العمراني الذي طرا على الخرطوم لان اخر عهده به كان في منتصف عقد الستينات
في إطار اجترار ذكرياته وتجاربه بالخرطوم حكي لي انه من ضمن العاملين الذين عملوا في تشييد كبري شمبات الذي ما زال شامخا ويمني نفسه ان يمر به خلال فترة تواجده بالعاصمة.
حكى ان تسعين في المية من العمل كان يدويا وشاقا جدا يقوم المهندسون بإنزال علب مجوفة ضخمة حتى قاع البحر ثم يتم شفط المياه المحصورة في العلب ثم يتم انزالهم كعمال داخل هذه العلب للحفر حتى بلوغ الطبقة الثابته وآخرين في الخارج يسحبون التراب .بعدها يتم انزال قصاصات السيخ ويتم ربطها بوجود المهندس ثم يبداوون الصب الخرساني الي ان يخرجو وكان العمل شاق وطويل لان العلبة الواحدة يجب أن يصب في يوم واحد حتى لا يحدث فواصل .
وكان العمل في غاية من الخطورة حتى لو سقط عامل في البحر كانوا يقولون لهم انه مسمار او ألة حتى لا يفزع الآخرين إذ فقد الكثير من العمال حياتهم بالسقوط في البحر أو اختناقا داخل العلب عندمايقل الأكسجين الممدود.
ويقول انهم استمروا في هذا العمل زهاء الاربع سنوات اي من وضع حجر الأساس الي الافتتاح.
وبقول العم انه جني مالا كثيرا من هذا العمل وعاد به الي البلد واشترى به جمل ناقة اختار له اسم (شمبات) وبهائم نمت وتوسعت اغناه عن العودة الي الخرطوم اي ( الدندرة).
رحم الله عمنا اسحق وكفل له من عمله في هذا الكبري صدقة جارية.
عندما طالعت خبر تدمير هذا الكبري العملاق الذي كان يرمز للجهد و الإبداع الإنساني في أسمى مراقيه.
أيقنت تماما ان هذه الحرب لعينة وعبثية وان جانب الشر في التطور السلوكي لطرفي الصراع هو الغالب.
لا ملاذ لنا الا ان بقول اللهم لا نسألك رد القضاء ونسألك اللطف فيه
عمر…………فروك
التعليقات مغلقة.