الايام نيوز
الايام نيوز

كابوية خطأ فادح كلف الشعب السوداني كل هذا العناء…

كابوية

خطأ فادح كلف الشعب السوداني كل هذا العناء…

إنسان دارفور أذكى وأقوى سيفعل ما عجز مواطنو الخرطوم عنه…

الأيام القليلة القادمة سيتحول المشهد في دارفور وستعود سيرتها الأولى خالية من دنس التمرد…

           ثقوب كثيفة في جدار الشخصية السودانية كلفت الوطن الكثير وأخرته اللحاق بمصاف الدول الكبار أو حتى اللحاق بدول كن أقل منه وسامة وموهبة وحضوراً.

لست بصدد أن أعدد تلك الثقوب أو أن أعالجها.. ليس هذا هو موضوع المقال، فقط يكفينى الإشارة إلى واحدة منها أنها: شخصية انفعالية تحركها اللحظة حيث ينتهى الأثر بذهاب المؤثر،، يصدق هذا في كل مناسباتنا العامة والخاصة على سبيل المثال يمكن لفنانة أن تسحر القلوب بأغنية حماسية تخلع عليها ملايين الجنيهات بنظام ((النقطة وكدة)) لأنها خاطبت بدواخلهم مناقب الكرم والسخاء والجود ((الكنداكة والنعيم ود حمد وخليل العازة أه بتخيل قصاد أم در..نموذجاً لتلك الأغنيات ))..
ذات المتبرع بعد أقل من نصف ساعة يمكن أن يرفض منح مليماً واحداً لموضوع أكثر أهمية وأشد ضرورة …
يبدو أن مخابرات العالم درست ذلك جيداً واشتغلت عليها في استغلال طيش الشباب وتحشيدهم في الخروج للشارع العام تظاهرات ضد استقرارهم وتطلعاتهم ومستقبلهم بعد أن خدعتهم بشعارات براقة ((حرية سلام وعدالة)) حتى أوصلتهم درجة اعتناق الشعارات العدمية ((تسقط بس)) ،، دون التفكير الجاد في مرحلة ما بعد ((تسقط بس)) فقد ثبت أنه لم تكن جزءاً من تفكير أي واحد من هؤلاء الهوانات،،فكان طبيعياً أن يكون نصيبهم حصاد الهشيم يتقلبون في مضاجع الأسى والخزي والخسف،، يعضون أصابع الحسرة والندم من فرط تفريطهم في الإنقاذ حكومة كثيفة الإنجازات عظيمة الأخطاء شأنها شأن كل حكومات الدول المحترمة التى تجتهد فتصيب تارة وتخطئ تارة لم تزعم قيادتها الرشيدة العصمة والتبروء من كل عيب.
عيب كلف شعبنا عدم الاستفادة من تجارب الآخرين فلو كان قد استفاد من التجارب الماثلة لاتخذ من ثورات الربيع العربي تونس واليمن ومصر وليبيا وسوريا قدوة صالحة يقتدى بها أنها ما جنت من (ربيعها المزعوم) غير الدمار والصراخ والفقر وسوء المصير..
ولو كان يحسن الاستفادة من تجارب الآخرين لاستفاد من الشعب المصري العظيم كيف استطاع أن يحافظ على أصوله الخاصة وأمواله وهو يتعرض لأشرس هجمة من عتاة المجرمين سفاكى الدماء بعد أن تم إطلاق سراحهم غداة الثورة على الرئيس حسنى مبارك؟؟!!! يوم هجم معتادو الإجرام على ممتلكات المواطنين فتصدوا لهم بكل شجاعة وبسالة وصلابة دفاعاً عن الأعراض والأموال والممتلكات ما جعل هؤلاء المجرمون يلوذون بالفرار خوفاً من أن يفتك بهم الشعب السوداني…
إن الحقيقة المرة التى يجب أن تقال وأن نعترف بها جميعاً أننا أخطأنا يوم تركنا منازلنا لهؤلاء الهوانات الأوباش الأوغاد عربان الشتات…
فلو أن الشعب السوداني تصدى لهم مثلما ما فعل يوم الاثنين المشؤوم في أعقاب مقتل جون قرنق وهو يواجه تلك الشرذمة الباغية من اللصوص لما صمدت هذه المليشيا المجرمة ساعة …
يبدو أن إنسان دارفور لثراء في تجربته وشكيمة في نفسه رفض أن يغادر أراضيه ودياره وقرر أن يقاتل من أجلها..
صحيح أن كثيراً من الأسر هاجرت لتشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى لكن الأصح أن ضميراً وطنياً خالصاً ووعياً باذخاً بدأ يتشكل عند أهل دارفور بضرورة مواجهة عربان الشتات الجنجويد..
نرى ذلك في التحام جميع الحركات المسلحة التى تداعت وتنادت للانضمام صفاً واحداً خلف قواتنا المسلحة للقضاء على المليشيا المتمردة وتطهير دارفور من عربان الشتات مهما كلف الأمر…
ونراه في انخراط أعداد كبيرة من الشباب المستنفرين في معسكرات التدريب …
ستتحول دارفور إلي بركان يغلى في وجه هذه المليشيا المتمردة المجرمة
ولهب يكوي جباه عربان الشتات هؤلاء الهوانات المرتزقة الكلاب..
فدارفور البسالة والقوة والكبرياء أقوى من أن تستباح وأعظم من أن تلين لها قناة ..
أجزم أن الأيام القليلة القادمة سيتحول المشهد الميدانى لصالح قواتنا المسلحة رأساً على عقب بعد أن يتم استئصال هذا العفن بهروب عربان الشتات إلي دولهم التى جاءوا منها ..
ساعتها ستكون قد أفادت دارفور من تجربة الخرطوم التى تبكى مواجعها بعد أن خذلها مواطنوها فما وجدت من يكفكف دمعها الهتون غير قواتنا النظامية وكتائب البراء الأشداء الأقوياء…
لن يقبل فرسان دارفور أن يتركوا شبراً من أرضهم لغازٍ مغتصب ناهيك أن يتركوه لعربان شتات أقذر من النتانة نفسها…
عمر كابو

التعليقات مغلقة.