الايام نيوز
الايام نيوز

أنا أقاتل بعد إكمالي السرقة إذن أنا صاحب قضية ! بقلم إبراهيم عثمان

أنا أقاتل بعد إكمالي السرقة إذن أنا صاحب قضية !
إبراهيم عثمان
( خلال خمسة أشهر لم تبق سيارة في الخرطوم، شاشة، مخزن، هاتف، ملاية، كباية شاي، ثلاجة، ستارة…. الخ. أوكى؟ بمعنى أنه لم يبق في الخرطوم مغنم فلماذا يقاتلون، على فرض أن دافعهم هو الغنائم ولذائذ الخرطوم وكدا يعنى؟ الخبراء لا يقتربون من هذا السؤال.) .. ( النظام الذى تم تصميمه للدولة الموروثة إنجليزيا، لا يستطيع أن يستوعب الشباب المقاتلين في الدعم السريع، والذين سيحلون محلهم في حرب طويلة لا تبقى ولا تذر…يتوجب إعادة بنائه. ذلك لأنه سيظل يفرز – باستمرار – مقاومات بأشكال مختلفة. سيتغير بالعنف الذى لا مهرب منه .. فالتغيير – أي تغيير جذري – يصاحبه عنف طاغ، كما يقول فرانز فانون…ولا يمكن تجاهل العنف الذى سيزلزل البلاد طويلا، قبل أن ترضخ للتغيير، وإن كره البلابسة ) – لأستاذ عبد الحفيظ مريود

▪️ نعلم أن الدعم السريع، بإرتكاباته الممنهجة الفظيعة، يضطر كثير من مناصريه إلى دفاع شديد السوء، لكن مهما ساء ظنك بهم فلن يخطر على بالك أن أحدهم يمكن أن يفكر في استخدام توسعه في السرقات، إلى درجة إخلاء العاصمة، لمصلحته !!
▪️ من الواضح أن الأستاذ مريود يريد أن يقول إن “القصية العادلة” لمقاتلي الدعم السريع هي ما يجعلهم يواصلون القتال بعد إكمال سرقة العاصمة، وهي عدم “استيعابهم” فيما يسمونه “دولة ٥٦” !
▪️ وأن الحل هو القيام بإعادة البناء هذه أو فرضها ( بالعنف الطاغي ) الذي لا مهرب منه، والذي “سيزلزل البلاد” طويلاً إلى أن ( ترضخ ) بواسطة مقاتلي الدعم السريع، أو من يأتون بعدهم !
▪️أي قضية هذه التي لا يلوثها القيام بسرقة العاصمة كلها، وكثير من المناطق غيرها، بحيث تتوسع السرقات مع توسع أصحاب القضية في احتلال مناطق جديدة ، ويثبتون شرعيتهم “الثورية” بالاستمرار في القتال بتمسكهم بالمدن التي سرقوها ؟
▪️ استخدم الأستاذ مريود مغالطة رجل القش ( Straw mam Fallacy ) التي احتاج لها كثيراً بعد تمرد الدعم السريع، وهي تقوم على تعديل أو تشويه أو تغيبر قول الطرف الآخر لإضعافه ثم الرد على هذا القول الضعيف، إذ لم يقل أحد إن الدعم السريع قد خطط للانقلاب وتمرد من أجل سرقة الأموال، بل قيل أنه خطط لسرقة السلطة كغنيمة كبرى، وأن المال غنيمة فرعية وحافز إضافي للمقاتلين، ولجذب مزيد من المقاتلين من داخل الخرطوم وخارجها ومن خارج السودان، ولجذب معتادي السرقة واستخدامهم كمتعاونين ، وهي أيضاً كما يقول مريود نفسه حل لمشكلة: ( تستمر فى دفع رواتب منسوبيها، أو تتركهم ”يشفشفوا” ليأكلوا عيشهم، فقد منع منهم الكيل من خزينة الدولة ) !
▪️حتى لو سلمنا – جدلاً – بأن تفريغ الدعم السريع للعاصمة مما يمكن أن يُسرق واستمراره في القتال بعد اكتمال التفريغ يثبت أنه له قضية عادلة، فهذه الحجة فاشلة لأنه لا زال هناك ما يُسرَق، ولا زالت عبن اللصوص عليه، فالسرقات لم تتوقف بعد في مناطق “سيطرة” اللصوص !
▪️ الغريب في الأمر أن الأستاذ مريود كان قد قال في أحد مقالاته ( قبل التمرد ) إن الدليل على عدم عمله كمستشار للدعم السريع هو وجود ( الكثير الذى يجب فعله لتغيير صورة الدعم السريع )، بما يعني أنه لو كان مستشاراً لتغيرت الصورة ولما بقي هناك ما يحتاج إلى تغيير ! تُرى هل ستساهم مرافعته هذه في تغيبر صورة الدعم السريع أم ستؤثر سلباً على صورته هو ؟!
▪️ الجدير بالذكر أن ( البلابسة ) الذين يتوعدهم مريود بالمزيد من العنف الطاغي من أجل ( بناء نظام جديد يستوعب شباب الدعم السريع) هم كل الذين سُرِقت أموالهم، وكل المهددين بسرقة أموالهم إذا تمدد الدعم السريع إلى مناطقهم، إذا وقفوا ضد الدعم السريع، ما عدا القلة من المشاركين في السرقة، أو المتلقين للغنائم، أو الذين يعتبرون أن سارقهم هو حامل قضيتهم، ولعل مريود من هذه الفئة الأخيرة فقد اعترف بسرقة منزله !

التعليقات مغلقة.