كابوية مدنى: في طياتها المنح : كشفت عمق المؤامرة مأسأة أدمت قلوب الشباب… أظهرت بجلاء تفاهة ووضاعة هوانات قحط ((سلك نموذجاً صارخاً…))
كابوية
مدنى: في طياتها المنح :
كشفت عمق المؤامرة مأسأة أدمت قلوب الشباب…
أظهرت بجلاء تفاهة ووضاعة هوانات قحط ((سلك نموذجاً صارخاً…))
أشعلت بارود المقاومة الشعبية دفاعاً عن شرف الأمة وعزة نفس لا تضام…
هي إذن محنة الحرب في مدنى وكذا السودان مثلما تأذت منها الأسر قتلاً ونهباً وأسراً واغتصاباً ودماراً لكن في المقابل حملت في طياتها عديد المنح التى لا تحصى ولا تعد،، يأتى في مقدمة ذلك أن مؤامرة دخول مليشيا الجنجويد المتمردة لمدنى أشعلت زناد المقاومة الشعبية وأطلقتها صرخة عمت الآفاق ما من قادر على حمل السلاح إلا وقد حدثته نفسه بالجهاد والدفاع عن شرف أهله وعرضه وماله وولده وأرضه،،وما من رجل بر وإحسان يملك المال إلا وجاد به سخياً حتى رأينا الواحد منهم يتبرع بعدد فاق ((٦٠٠)) سيارة دفع رباعي...
مقاومة شرسة أفرغت غضبتها المضرية في وجه هؤلاء الكلاب الخونة العملاء مثلما فعلت بعض قرى الجزيرة:( الشرفة ؛؛أم مغد)) التى تصدت بالسلاح الأبيض لأوغاد المليشيا الإماراتية الأجنبية المتمردة فلم يجدوا مسلكاً غير الفرار من جحيم الهلاك المحقق…
فيما رأينا الاحتشاد المهيب والحماس الرهيب تدافعاً إلي معسكرات التدريب وحمل السلاح في نهر النيل والشمالية والقضارف وبورتسودان وسنار والنيل الأبيض إئذاناً بالتحول من خانة الدفاع لمباغتة هؤلاء الأجانب بالحصار والقتل والموت الزؤام….
من تلك المنح أن كثيراً من شباب المقاومة بدت تتكشف لهم خيوط المؤامرة على نحو ما حكى ((محمد عيسى عبدالله/ لجان مقاومة حى الزمالك مدنى)) أنه تم إيهامه حسب إفادته أن المليشيا ستهجم على مدنى من أجل القضاء على ((الكيزان)) وطلبوا من الاجتماع الذي كان هو أحد حضوره أن يقوموا بوضع حرف (( ج)) علامة تميز منازل الخلايا النائمة حتى لا يتم التعرض لها.. فكانت المفاجأة التي حولته لكائن تعيس بائس ينضح حسرة وندامة وخذلاناً وهو يعود مساءا لمنزله ليجده قد تم نهبه تماماً،، هنا تجرع حنظل الخديعة كاملة وسمها الزعاف حين انطلت عليه وحولته لأحد ضحايا الجنجويد ،،قالها بحسرة:((أنه في تلك اللحظة احتقر نفسه وهو يقود سيارة كان قد قام بنهبها ليحمل على ظهرها أسرته خارج مدنى معلناً انحيازه لجيش السودان قناعة منه أن المعركة تستهدف الشعب كله وليست قصراً على(الكيزان) …
ذاك مثال لآلاف الشباب الذين قد غرر بهم…
وتبقى منحة كشف الزيف والخداع والاحتيال الذي ظل السمة المميزة لهوانات قحط منحة تستحق التقدير والاحترام لأنه من ناحية قد كف أذاهم عن الوطن ودق بينهم وبين الشعب السوداني فسطاطاً حاجزاً يحول دون أن يتمكنوا من العودة للسودان مرة ثانية ليعيشوا أذلة صاغرين لاجئين في المنافى تتربص به العيون وتشيعهم اللعنات…
إن الضمير الوطنى فجع فجيعته الكبرى وهو يرى عبيط السياسة الوضيع الخسيس المنحط سلك يسارع باستئجار بص لإنقاذ أهله وإخراجهم من فداسى دون أن يفكر في مصير بقية أهل القرية التي هجمت عليهم المليشيا هجوماً مدبراً لم تترك سيارة في القرية لمواجهة الحالات الطارئة،،قبل أن يضغط لإعادتها لهم دون أن يكترث أو يفكر في استرداد الأموال المنهوبة من بقية قرى الجزيرة الأخرى…
تصرفه الأخرق هذا جلب له السخط من جميع أهل الجزيرة وهو يغفل عن إبداء أي مجهود في قضيتهم العادلة مثلما فعل مع ذويه…
هم هوانات قحط مذ جثموا على صدر الوطن ظلوا ((دأب)) أنفسهم تتحكم فيهم مشاعر الانتهازية والأنانية والمصلحة الخاصة،، لم يحققوا إنجازاً واحداً طوال أربعة أعوام حكموا فيها السودان…
بالعكس سعوا بما أتوا من قوة لضرب استقرار البلاد تتريساً للشوارع وتحريكاً للمواكب وتصريخاً وضجيجاً فارغاً زاد من حدة التوتر والاحتقان…
لو أراد المرء أن يحصي الخير المحض المستفاد مما حدث في مدنى لما استطاع لذلك سبيلاً…
إن يقيناً ثابتاً لا يتطرق إليه الشك أن هذا الشعب منصور بعون الله وبركة أوليائه الصالحين،،، فمدنى محنة ضخت ألف منحة لو خطط لها لما جنى الوطن الحبيب منها مثلما تحقق،، وما تحقق التفاف شعبى كبير خلف الجيش ومقاومة شعبية تتجاوز كل الأطر والمؤسسات لتتحول بقدرة المولى القدير إلي طوفان هادر مرعب قضى على أي بارقة أمل للمليشيا في تحقيق وعدها لسيدتها دويلة الإمارات التى كل يوم تكتشف أنها أخطأت التقدير… وأصبح من رابعة المستحيلات أن تسيطر على السودان ومع ذلك تصر على ((ركوب الرأس)) حماقة أعيت من يداويها….
عمر كابو
التعليقات مغلقة.