الشعاع الساطع
توتي والهوي العذري ورمضان
الصيام بتوتي يعد فرحة من فرحات الصايم!! لما لا وتوتي هي تلك الجزيرة الساحرة بوطني ترقد بطمانينة وسط العاصمة المثلثة(الخرطوم وبحري وامدرمان) محاطة بسوار النيل!!
وتقول الروايات المتسلسلة انها ترقد حقا علي صخرة فتي النبي موسي عليه السلام والذي نسي الحوت عند الصخرة (توتي) ومنذ ذاك الحين ماذكر الغداء الا وذكرت معه الرغبة الملحة للنبي موسي وهو يخاطب فتاه كما قص القرأن الكريم ذلك (آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) قرآن كريم سورة الكهف !!
اقول هذه المعلومات وقد استمعت لتعضيد لها واشارات من البروف والخبير الاستراتيجي وهو ابن البروف ووزير الخارجية سليمان ابوصالح في جلسة فكرية بالخرطوم وقد قص لنا نتائج حواره مع احد علماء الاديان وكان ذلك فراغ الخرطوم من شعبها والذي يشبه لحد بعيد فراغ فؤاد ام موسي بعد القائه في اليم !!
كنت اعبر الي توتي العريقة باهلها من الخرطوم بعزيمة المشتاق ليكون علي استقبالي بالضفة الاخري من نهر النيل الأزرق احد عباقرة كرة القدم صديقي كابتن السودان والمريخ عمار خالد وهتاف الجماهير( أشعلت النار ياعمار) بدلا عن أشعلت الحرب يا( خلوها مستورة)!! الصديق عمار والمقيم حاليا بعاصمة الضباب (لندن) !!
عنوان وعلم من عناوين واعلام توتي لن انساه
ولن انسي ابدا الاخ م.اسحق والذي يحمل اسمه ايضا دلالة من دلالات الانبياء من بني إسرائيل اسحق عليه السلام !!
حتي انني بدات اشعر ان بتوتي رسل في شتي المجالات الرياضة والفن والفكر والثقافة!!
كان الاستمتاع مع الكابتن عمار و م.اسحق الذي حكت مكتبته الغنية بامهات الكتب والمخطوطات تحكي عن جوار مختلط مابين العلم والفهم والكرم بتوتي !!
والتي يتجافي عن اهلها الجهل والخراب والذي اصبح عنوانا لوطننا منذ ١٥ابريل ٢٠٢٣م بعدما ان علت اصوات البنادق والمدافع متجاوزة اصوات المنطق والحوار والاخذ والرد !!
ذلك لان اطنانا من الجهل كانت تغطي رؤسا لاتقرأ (سير العظماء) ولاتستمع للاذاعة و(صديق احمد حمدون وبروفسير عبدالله الطيب) و(لسان العرب لفراج الطيب )او تعرف شيئا عن برنامج (احداث القرون لعبد الجبار المبارك )او حتي تتابع(عالم الرياضة) او (مايطلبه المستموعون) او برنامج عمكم( مختار) للاطفال ليخرجوا من كل ذلك بشيء مفيد !!
فطغي الجهل حتي خرج علينا من يقول جهلا ( مهما مهمة العربة) وكان يقصد ( ماهي مهمة العربة) انه زمان العبث بالمعرفة!!
كان عمار خالد الي جانب شهاداته العلمية العالية في التدريب الكروي والممهورة بتوقيع امهر المدربين في عالم المجنونة يحمل اروع القصص واجمل الذكريات ويقرأ للاديب الطيب صالح بنهم!!
وخصني قبل ايام بمقال رائع عن شهر رمضان خطه قلم الرائع الاديب الطيب صالح يعج بحلاوة السرد وتفوح من معانيه روائح الابري وتجمعات السودانيين علي الموائد الرمضانية بعدما ان فرقت بهم الاعيب السياسية واخطأ الحفدة الموغلة في الاهمال تحت عباءة حسن الظن بالدرجة التي تقود لضعف الاستقراء وتيبس الاحساس ( حتي اذا لم يري شيئا ظنه رجلا) في التحليل والحسم !!
الي جانب انعدام البصر والبصيرة بدرجة ان يصبح الحل الحاضر عندهم براي البصيرة ام حمد ( قطع راس التور ثم تكسير البرمة) !!
ليصبح الكل علي العدم ضياع البرمة وفقد الثور!!
وكان بالامكان ضرب ظهر الثعبان وقطع راسه بيسر وسهولة !!
ولاتزال اصوات(توتي) ومآذنها تطرق اذني وهي تنطلق عقب الافطار تدعوا الجميع للذهاب لاداء صلاة العشاء والتروايح بمعية قوم ينشطون في العبادة بذات نشاطهم في العمل والانتاج !!
وعمار خالد الذي ياتيني صوته البارحة من لندن كصوت ايوب صديق (هنا لندن ) يسالني وانا بعيد كيف الاخبار عندكم!!
فاقول له ( هنا امدرمان إذاعة جمهورية السودان ) غير انني اخبره بان الاذاعة التي كانت تذيع علينا بالامس اخبار الانقلابات والثورات هي الآن (تحتاج) الي من يذيع لنا خبر ماحدث علي موادها التسجيلة وارثها التليد وما اذا كان بقي منه شئ ام احترق بسبب ضراوة الحرب فهل من شئ لكرومه والنعام ادم وخليل فرح وعبدالرحمن عبدالله وابوالسيد !!
او بمقدورنا ان نسمع نقلا تسجيليا لهجمة منظمة يسندها الهتاف الجماهيري بصوت الرشيد بدوي عبيد اوعلي الحسن مالك تنتهي بهدف ذهبي يسجيله لصالح السودان وشعب السودان يحرزه بشارة او قاقرين لنغني بالطول بالعرض سودانا يهز الارض !!
او ان هجمة خطرة علي مرمي السودان يتصدي لها سبت دودو او حامد بريمة!!
وكم نحن نحتاج اليوم الي تلك النصيحة الغالية التي قدمها كابتن سبت دودو لاحد المدافعين وقد ولجت شباكه ثلاثه اهداف نتيجة فشله في القيام بمهامه الدفاعية وسبت حينها يقول له بحسم بعد نهاية المباراة ( بطل الكورة) اي اتركها لمهنة اخري !!
وما احوجنا اليوم لنصيحة سبت دودو لقادتنا وساستنا واحزابنا ان يسمعوا من يقول لهم( بطلوا سياسة ولعب علي الدقون )!!
تري هل تحتاج الخرطوم اليوم الي ذلكم الخدرجي الماهر الذي يحضر باكرا للسوق بلندن لينظم حركة البيع ويطمئن علي أن المعروضات هي الاصلح لشعبه المطمئن لاخلاصه وهمته!!
مثلما انه مطمئن ان الجميع يؤدون اعمالهم بذات الهمة في جميع المواقع ولايخلطون الجذر والكمثري بالشطة والفلفلية!!
… وياوطن اخرج الله جميع شرورك…
عمرالطيب ابوروف
١٩مارس٢٠٢٤م
التعليقات مغلقة.