للحديث بقية
عبد الخالق بادى
البرهان يسير في الاتجاه الصحيح
ماجاء فى خطابى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ، يؤكد أمرا مهما ،وهو أن الرجل وبقية قيادات الجيش يسيرون فى الإتجاه الصحيح.
فاللاءات الثلاث التى أعلنها البرهان بأن لاعودة لماقبل ٢٠٢٣/٤/١٥ ولاعودة لما قبل ٢٠٢٢/١٠/٢٥ ولاعودة لماقبل ابربل٢٠١٩م، هى بداية لإعادة صياغة الوضع السياسي بالسودان والعودة لمربع التأسيس ، وهى لها مايبررها ،خصوصا بعد فشل كل التجربة المدنية الأخيرة ( تجربة الحرية والتغيير) والتى يمكن أن نصفها بالكذبة الكبرى .
فلاعودة لماقبل أبريل٢٠١٩م أى لاعودة للعهد المنهار ولايمكن أن ولايمكن أن يكون لاتباع الحزب المحلول دور فى الترتيبات السياسية المقبلة، لأنهم ارتكبوا ما ارتكبوا من جرائم وانتهاكات طالت كل مفاصل الدولة وتسببت فى أضرار جسيمة للشعب.
وقوله بأن لاعودة لماقبل ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢م ،المقصود بها،بانه لن يكرر الجيش خطأه السابق بتوقيع شراكة مع الحرية والتغيير ووبالتالى لاعودة للوثيقة الدستورية ، والسبب معروف للجميع ، فقد فشلت معظم أحزاب الحرية والتغيير فى إدارة الفترة الانتقالية وكررت ذات أخطاء الكيزان باتباع سياسة للتمكين لأحزاب معينة ،وسرقت ثورة الشعب وكذبت عليه بأنها مع الحكم المدنى الديمقراطي ،وفى ذات الوقت تحالفت مع المليشيا المتمردة وتريد أن استولى على السلطة بقوة السلاح كما فعل الترابى والبشري قبل عقود.
أما اللاء الثالثة وهى لاعودة لماقبل الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، فهى تؤكد بأن لا عودة لذلك الوضع الشائه بوجود المليشيا المتمردة وقوات شبه عسكرية بجانب القوات المسلحة،فلن يقبل أى شخص وطنى غيور بأن تكون هنالك قوة موازية للجيش.
وإذا عدنا لخطاب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش فى أول أيام العيد،والذى يعتبر مكملا للخطاب الذى سبقه بيوم ، فإنه أكد بأن كل من تآمر على الشعب السودانى لن يكون له دور فى هذه المرحلةوالمستقبل، كما أشار إلى أن معركة الجيش ضد المتمردين واعوانهم تمايزت فيها الصفوف وعلمنا من هو الخائن والعميل الذى باع أهله ووطنه بدراهم معدودة،ومنهم من يدعى الشرف ،لذا فإن الجرائم والانتهاكات التى ارتكبتها المليشيا المتمردة بحق المواطن والوطن، مسؤوليتها تضامنية تشمل كل من كان له ضلع فى الحرب على السودان، أولها المليشيا طبعا وقياداتها،ورموز الحزب المحلول الذى أصدروا قراراً بتكوينها،ومعظم أحزاب الحرية والتغيير التى تحالفت معها وبعضها خطط وتآمر، وكذلك كل من قدم دعما بأى شكل من الأشكال أو كتب أو روج أو أخفى معلومة، أو أيد المرتزقة بأى صورة من الصور،فدرجة الجرم واحد وعليه فالعقوبة أيضاً ستكون بدرجة متساوية.
ما نخلص إليه من خطابى البرهان وما يجب قوله،هو أن هذه القرارات ستضع السودان وبعد أكثر من سبعة ستون عاماً من الاستقلال فى الطريق الصحيح لنيل استقلاله الحقيقى ، لأن ماتم فى ١٩٥٦م(مع تقديرنا للآباء المؤسسين) لم يحقق الاستقلال الحقيقى السودانيين، صحيح أننا تخلصنا من الإستعمار،ولكن تعرضنا لاسوأ نوع من الاستغلال بسبب التركيبة الطائفية للأحزاب الرئيسية حينها،والتى احتكرت موارد ومقدرات البلد لصالحها، وهى التى ادخلتنا بأنانيتها وسياسة التمكين الحزبى والطائفى الذى مارسته خلال فترات حكمها،بل كان لبعضها ضلع وتخطيط واضح فى الانقلابات التى شهدها السودان منذ الاستقلال ، وحتى نتمكن من الوصول للاستقلال الحقيقى والتمتع بثروات بلادنا نحتاج إلى فترة انتقالية لسنوات لا تقل عن أربعة،يتم فيها بناء المؤسسات التي ترسخ لحكم مدني ديمقراطي حقيقى،ليس مدنى دكتاتورى كما عايشنا سابقآ، وفى ذات الوقت إعادة صياغة الأحزاب بعد التخلص من الخونة والعملاء بداخلها، فلا يمكن أن يسلم الجيش السلطة لأحزاب يبيع قادتها الشعب والوطن ويقبضون ثمن خيانتهم شققا هنا وهناك وأموال تودع فى حسابتهم، ولا اعتقد أن قادة الجيش وعلى رأسهم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان فى غفلة من هذا،فقد أكدوه مراراً وتكراراً بأنه لن يسلموا السلطة لأحزاب وتنظيمات فاقدة للأهلية والديمقراطية، والله المستعان.
السابق بوست
القادم بوست
التعليقات مغلقة.