للحديث بقية
عبدالخالق بادى
مؤتمر باريس…ولد ميتا
كما هو متوقع فقد خرج مؤتمر باريس لدعم السودان (زوراً) بدون توصيات ،بل إن مخرجاته أقل وصف لها ،أنها حبر على ورق بلا جدوى وبلا أى مضمون يمكن أن يغير من الواقع فى شىء، فهو لا يعدو أن يكون مؤتمرا لتجديد حلف المتآمرين على السودان، ولوضع مزيد من الخطط التخريبية لبلدنا.
إن فرنسا التي خرجت ذليلة من مالى والنيجر وغينيا بسبب نهبها لثروات تلك الدول لعقود طويلة مقابل تجويع شعوبها، تريد أن تعوض ماخسرته هناك بإيجاد موطىءقدم فى السودان لنهب ثرواته،وذلك بالتضامن مع دولة الإمارات والعملاء من بعض اتباع الحرية والتغيير وتنظيمات وحركات لاوجود لها على أرض الواقع، وتحاول بهذا المؤتمر والمؤتمر الذى استضافته قبل سنوات ، أن تقنع العالم بأنها تعمل من أجل استقرار السودان، والكل يعلم دورها فى الحرب التى بدأها المتمردون قبل عام ، بالمساهمة الفنية اللوجستية عبر النيجر(قبل الانقلاب) وتشاد .
فالمخطط واضح للعيان فمن خلال هذا المؤتمر الذى يرفع (زورا) شعارات إنسانية تريد فرنسا أن تقنع بعض الدول بأن المشاركين فى المؤتمر(اتباع الحرية والتغيير والمليشيا المتمردة) هم حكام السودان المستقبليين، ولكن جاءهم الرد الحاسم من حيث لا يحسبون.
فقد سرقت التظاهرة الصغيرة التى قام بها شباب وطنيون إمام مقر المؤتمر بباريس الاضواء من المؤتمر ،فاصبحت حديث القنوات العالمية ، وهذه ضربة أولى للمؤتمر جعلته دون الاهتمام العالمى والاقليمى، والضربة ثانية جاءت من أمريكا حيث طالب مجلسى النواب والشيوخ أمس الأول الرئيس بايدن بإصدار عقوبات عاجلة على المليشيا المتمردة بسبب الانتهاكات الفظيعة التى ارتكبتها فى حق الشعب السودانى ،وهذه المطالبة من المؤكد أنها تمت بعد تحريات ومعلومات دقيقة حصلت عليها اللجان المختصة بالمجلسين خلال عام من الحرب والتدمير الممنهج للإنسان والمنشآت .
ومطالبة مجلسى النواب والشيوخ الأمريكيين بعقوبات عاجلة على المليشيا المتمردة ، كان بمثابة رصاصة الرحمة على المؤتمر وعلى خطط باريس والامارات وعمليتهما (تقدم ) ، كما يدعم فى نفس الوقت موقف الحكومة الشرعية والتى يحاول المتآمر ون والخونة أن يبعدوها عن المشهد السياسى ،بدليل عدم دعوتها للمؤتمر ، فى حين دعت المليشيا المتمردة ممثلة فى حاضنتها (تقدم) ويعتقدون أنه وبدونها يمكن أن تحقق مثل هذه المؤتمرات (المفبركة) نجاحاً ، هيهات .
لقد ضحكت كثيرا(وشر البلية ما أضحك) إعلان دويلة الإمارات عن دعمها للسودان بمائتى مليون دولار ، عليكم الله هل رأيتم لؤم و(رزالة) كهذه ،دويلة تقتل السودانيين وتغتصب بناتهم وتدمر بلدهم وتكبدهم خسائر تقدر بمئات المليارات من الدولارات ،ثم تأتى وبكل بجاحة لتقنع نفسها قبل غيرها،بانها تريد الخير للسودانيين والسودان ، (وبعطيةومزين) ، سبحان الله، واضح أن حكام هذه الدويلة لا يعرفون السودانيين جيداً ، ويظنون أن هؤلاء العملاء من (تقدم) هم صفوتهم ، وأن تقديم العطايا والمكرمات يمكن أن تنسى السودانيين مافعلته الإمارات بهم وببلدهم وأنها قابلت العطاء بالجحود والجميل بالنكران، فكما رفضت الحكومة والشعب سابقا المساعدات الغذائية التى أعلنت عنها الإمارات فى بدايةالحرب، فلا يمكن للحكومة أو أى سودانى وطنى أصيل أن يقبل أى دعم من دولة لا خير فيها للسودان بل صارت عدوة له.
إن رفض مشاركة دويلة الإمارات فى أى وساطة أو منبر تفاوضى بخصوص السودان (والذى أعلنه مندوب السودان فى الأمم المتحدة) ، قرار فى محله ،وهو يؤكد بأن من تمرغوا فى أموال العمالة لا يمثلون إلا أنفسهم وأن الشعب السودانى الحر حكم عليهم بالاعدام السياسى ،وقد رأى العالم ردة الفعل الصادقة من قبل بعض السودانيين المقيمين بفرنسا تجاه من باعوا أنفسهم وأهلهم وعرضهم بدراهم معدودة ومقابل وعود لا يمكن أن تتحقق.
أخيراً يمكن أن نصف مؤتمر باريس وما تمخض عنه ، بأنه عبث وضحك على العقول ، ولن يكون له أى أثر ،بل سيرتد على كل من شارك فيه ، أما الحديث عن تفاوض أو مباحثات فى المستقبل القريب ، فهى أمانى المليشيا المتمردة وحلفاءها من (تقدم ) وغيرها، بعد أن باءت كل خططهم بالفشل وأصبحت المليشيا والمرتزقة مجرد مجموعات خائفة لو محاصرة ،فى ظل التقدم الملحوظ والكبير للجيش وفى عدة محاور، وهلاك الآلاف من الجنجويد الإرهابيين ، نصر الله جيشنا الباسل.
التعليقات مغلقة.