للحديث بقية
عبد الخالق بادى
مفاوضات أم إذعان للجيش؟
الكثير من الناس خصوصاً المتمردين والعملاء وأعوانهم وصف ما يتم فى جدة سرا بين قادة من الجيش وممثلين للمليشيا المتمردة بأنه مفاوضات جديدة، مع أنه فى الحقيقة ليس كذلك ،وذلك من واقع الموقف القتالى للطرفين والذى يصب فى صالح قواتنا المسلحة ،ومن جهة ثانية فإن هنالك اتفاق سابق فى ٢٠٢٣/٥/١٥ وقع عليه الجيش والمتمردين يقضى بخروج المليشيا من بيوت المواطنين والمباني المدنية ،والذى نقضه المتمردين مرارا وتكرارا، وهو ما استندت عليه آلية منبر جدة هذه المرة،وبناء عليه قرروفد الجيش والحكومة الجلوس لإعادة تطبيق هذا الإتفاق الموقع عليه.
إعلام المليشيا المتمردة وأفاكيها سارعوا إلى تسمية ما يحدث سرا بجدة بأنه تفاوض جديد ، فهم كعادتهم يزورون الحقائق ويحاول أن يصوروا أنفسهم والمليشيا بأنهم راغبون فى التفاوض والاتفاق (الذى سبق ونكثوا عنه)، وبأنهم دعاة سلام ،رغم أنهم وحلفائهم من بعض منسوبى الحرية والتغيير ،هم من روجوا لها قبل فترة من اندلاعها ونفخوا فى نارها التى أطلقوا شرارتها الأولى فى ال١٥من ابريل ٢٠٢٣م، وبعد أن أفشل الله مخططهم الخبيث (على يد الجيش) والذى هدف لتهجير السودانيين كافة وتوطين عرب الشتات والمرتزقة ، وبعد أن تيقنوا من أنهم باتوا إلى زوال وأن هلاكهم مسألة وقت ليس الا، جاؤوا ليقولوا لنا(بإيعاز من المعتدين الاماراتيين طبعا) بأنهم يريدون وقف الحرب .
هل رأيتم وقاحة أكثر من هذه، مجرمين يعيثون فى السودان فسادا ولعام كامل،فقتلوا الآلاف واغتصبوا الآلاف وهجروا الملايين ودمروا مدناً وقرى بأكملها، ثم يأتوا ليقنعونا أنهم مع السلم ، وهو كذب وافتراء يضحكون به على البسطاء والسذج ،الذين يصدقون شائعاتهم.
لقد قالها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش مراراً وآخرها في مروى قبل يومين : بأنه للتفاوض مع القتلةوالمجرمين ، وأن على المرتزقة الخروج من بيوت المواطنين والأعيان المدنية والتجمع فى أماكن خارج الولايات التى اعتدوا عليها ، وهذا يشير إلى أمر مهم قد يفوت على الكثيرين ، وهو بأن ما يتم فى جدة الآن ماهو إلا اذعان من المتمردين المهزومين لشروط الجيش التى ذكرناها آنفا. فيجب أن تسلم المليشيا المتمردة سلاحها أولا ثم الخروج من كافة الولايات التى اعتدت عليها والخضوع للمحاسبة على الجرائم والانتهاكات التى ارتكبتها فى حق المواطنين والبلد ،ثم يتم تسريح كافة قواتها خصوصاً أن هنالك قرار صدر من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة بحل المليشيا المتمردة.
نعود ونقول أن كل من يجمل أو يروج أكاذيب وشائعات المليشيا المتمردة حتى ولو بدون وعى يطعن الجيش من الخلف ويكون قد ارتكب جرماً عظيماً، أما الذين يتعمدون تبنى ما يقوله المتمردون من العملاء والخونة والمنافقين المندسين فى الكثير من (قروبات الواتساب) و(الفيسبوك) والمواقع الإلكترونية، فإن أمركم مكشوف وسيأتى اليوم الذى ستحاسبون فيه على نشركم وترويجكم الأكاذيب والتستر على المجرمين والخونة والخلايا النائمة، بالذات الذين يتعلقون بحبال الحياد العنكبوتية، وهم فى الحقيقة عملاء كاملى الدسم، نسال الله ان يسحق المتمردين والجنجويد وينصر جيشنا الوطنى،وينعم على بلدنا بالأمن والاستقرار.
التعليقات مغلقة.