الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبدالخالق بادى. من أجل المزيد من الوعى للدكتور عبد المهيمن عثمان بادى

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
من أجل المزيد من الوعي
اليوم نواصل نشر سلسلة المقالات المهمة التى كتبها الدكتور عبد المهيمن عثمان بادى عن ضرورة زيادة الوعى فى هذه المرحلة،وهى تأتى تحت عنوان (من أجل المزيدا من الوعى) ،فاليكم الحلقة الثانية من هذه السلسلة:
(من أجل المزيد من الوعى)
التفكير .. تعريفه ..أنماطه… واهميته

(…إن أهم ما يميز الإنسان هي قدرته على التفكير ، والحكم الصحيح على الأمور، واتخاذ قراراته بنفسه في كل شؤونه – أو هكذا ينبغي – فإن كان تفكيره سليما، نجح وأفلح،وإلا خاب وخسر. وفي هذا المقال نسلط الضوء – إن شاء الله – على ماهية التفكير وانماطه المختلفة،حتى نميز بين الصحيح والخطأ بين هذه. الأنماط، ونفكر بالطريقة المطلوبة والمناسبة لكل موقف وحال، ونتجنب أنماط التفكير الخاطئة.. وما أكثرها في محتمعاتنا)

ما هو التفكير؟

التفكير هو عملية عقلية تتضمن استخدام العقل من أجل توليد الأفكار والمفاهيم والتوصّل إلى استنتاجات واتخاذ القرارات وحل المشكلات.

أنماط التفكير

للتفكير أنماط عديدة لكل خصائصه ومميزاته نفصلها فيما يلي:

التفكير البديهي او الطبيعي:
(Axiomatic Thinking)

يطلق عليه كذلك التفكير المبدئي والأولي،. واهم سماته التكرار.والنظر إلى العموميات دون الجزئيات. ويحدث التفكير البديهي بالتداعي الحر للأفكار و الخواطر.

التفكير التحليلي:
(Analytical thinking)

يتميز بالتحديد والوصف الدقيق للمشكلة، ثم تحليل عناصرها وأجزائها لإيجاد حل مناسب لها بشكل منهجي، بناء على عدة خطوات تتمثل فيما يلي: الملاحظة و التساؤل والتصنيف والتنظيم و الافتراض، والاستقصاء والتفكّر.

التفكير النقدي
(Critical Thinking)

هو مصطلح يشير إلى استخدام قدراتنا الفكرية للتحليل والتقييم والبحث عن الحقيقة بطريقة واضحة ومستنيرة عبر الأدلة الموضوعية والبحث العلمي بعيدا عن التحيز. وتكمن خطوات التفكير النقدي في: جمع المعلومات+ التحليل + التقييم.

التفكير الإبداعي
(Creative Thinking)

هو التفكير بطرق مبتكرة غير تقليدية. وهو ما يسمى بالتفكير خارج الصندوق لحل المشكلات التي نواجهها. وقد أصبحت مهارات التفكير الإبداعي في غاية الأهمية خاصة مع تطور الذكاء الاصطناعي.

التفكير المنطقي
(Logical Thinking)

يعتمد على أسس منطقية، بما في ذلك: الاستنتاج والاستقراء والحجج والأدلة، من أجل إصدار الأحكام، واتخاذ القرارات وحل المشكلات بطريقة فعالة. والمنطق علم وفن يهدف إلى تجنّب الأخطاء في التفكير، ويعتمد على استخدام القواعد والمبادئ الصحيحة لتحليل الأفكار والمعلومات واستخلاص النتائج بالشكل السليم.

التفكير التبايني:
(Divergent Thinking)

هو التفكير الحر وغير المقيد بأيّة شروط، مما يجعل الأفكار تتدفق بكثرة. ويهدف إلى إيجاد أفكار عديدة حول موضوع معين في مدّة زمنية قصيرة. ويتطلب تفكيك الموضوع إلى مكوناته المختلفة بهدف التعرف على كل جوانبه. وتتمثل أدواته في العصف الذهني وكسر الحواجز (مخالفة بعض الأفكار التقليدية) والكتابة الحرة وتدوين الخواطر.

التفكير التقاربي:
(Convergent thinking)

يُعدّ التفكير التقاربي عمومًا عملية تحليلية تستخدم لحل المشكلات التي تتطلب الوصول إلى حل صحيح ومحدد. ويُستخدم عمومًا في المسائل الرياضية والعلمية والتقنية والمهنية التي تتطلب حلولًا محددة وصحيحة. ويهدف التفكير التقاربي إلى التوصّل إلى إجابة واحدة ومتينة لمشكلة معيّنة، ويتميز بالتركيز على السرعة والدقّة والمنطق.

التفكير التأملي
(Reflective Thinking)

عادةً ما يكون التفكير التأملي عملية بطيئة ويستغرق الاستنتاج والجمع وقتًا طويلاً وهو أشبه بالتفكر.

التفكير المجرّد:
(Abstract Thinking)

يدور التفكير المجرّد حول إدراك العلاقات والصلات بين الأشياء وتجميع الأفكار وربطها ببعضها، بهدف الكشف عن المعاني الخفيّة وراء المفاهيم، ويُعدّ أسلوب التفكير المجرّد مفيدًا في حلّ الألغاز لأنّه يتميّز في التعامل مع اللغة التصويريّة والرموز والربط بينها، كما أنّ التفكير المجرّد يساعد في حلّ المشكلات ورؤية الأمور من وجهات نظر مختلفة، والبحث عن روابط بينها.

التفكير المحسوس:
( Concrete Thinking)

يُركّز التفكير الملموس على العالم الماديّ، ويتميّز بقدرته على فهم وتطبيق المعرفة الواقعية المرتبطة بالأشياء والأفكار كعناصر محددة، لذلك فإنّ هذا الأسلوب ينظر إلى المشكلات والأفكار بشكل حرفيّ ودقيق دون الانجراف إلى التحليل والعصف الذهني، ويهدف بشكل أساسيّ إلى إيجاد أبسط الحلول في أسرع وقت ممكن وأفضل مثال لذلك حل المسائل الهندسية.

التفكير الشامل:
(Comprehensive Thinking)

يم من خلال استقصاء كل جوانب الموضوع في نفس الوقت للخروج بنتائج شاملة.

التفكير الجزئي:
(Partial Thinking)

وهو النظر إلى الموضوع من جانب واحد للخروج بنتائج محددة فيه، أي برؤية أو حل جزئي.

التفكير الواقعي
(Realistic Thinking)

الواقعية النظر الأمور كما هي دون تضخيم أو تقليل، و يعتمد التفكير الواقعي على الحقائق الموجودة على أرض الواقع وتحليلها وبناء النتائج على ذلك.

التفكير الخيالي:
Imaginative Thinking

يتمثل التفكير الخيالي في خروج أفكارنا من حدود الحاضر إلى الماضي أو المستقبل، ويكون التفكير الخيالي احيانا مفيدا لاستشراف المستقبل والاستعداد له، ولكن في كثير من الأحيان يتجاوز ما هو حقيقي أو محتمل، ويصبح مجرد تخيلات لا جدوى منها.

التفكير العميق:
(Deep Thinking)

هو التفكير. من خلال استبدال الأفكار السطحية والضحلة بأفكار أكثر عمقا، من خلال الوصول إلى مستوى أعلى من اليقظة الذهنية للخروج بأكبر قدر من النتائج.

التفكير العلمي:
(Scientific Thinking)

وهو التفكير الموضوعي الذي يربط الحوادث بأسبابها ويضع الفروض للوصول إلى الحلول ويقوم هذا التفكير على أركان محددة تشمل: الملاحظة والافتراص والتجربة والنتائج.

التفكير الجماعي أو التناغم الجماعي
(Group Think)

هو نوع من التفكير تحاول فيه مجموعة ما تقريب وجهات النظر في محاولة منهم لتجنب الدخول في صراع، مما يحافظ على روح الجماعة ويتجنب بعض المشاركين في الحوار طرح وجهات النظر التي قد تؤدي إلى عدم توافق الآراء، وهي إحدى مساوئ التفكير الجماعي حيث لا تطرح الأفكار المعارضة لكي لا يبدو الشخص شاذا أو غير متعاون.

أتماط التفكير الخاطئ

هناك أنماط عديدة من التفكير الخاطئ التي تتنافي مع كل طرق التفكير السليم، إما لعدم اتباع القواعد الصحيحة للتفكير أو تأثر التفكير بعوامل أخرى لا علاقة لها به، نلخصها في الآتي:

التفكير الجامد الذي يكون بطريقة كل شيء أو لا شيء، وأسود أو أبيض. اي التفكير الذي لا مرونة فيه.

التفكير التعميمي المبالغ فيه، مما يجعل الحكم تعميميا وخاطئا لانه لا ينطبق على كل الحالات المتعلقة بالموضوع.

التفكير السلبي:
بالتركيز على السلبيات وتناسي اوتجاهل الإيجابيات.

التفكير الادعائي: بادعاء قراءة أفكار الآخرين والحكم عليهم وعلى أفكارهم بناء على ذلك، او بادعاء النبؤ بالمستقبل، أو ادعاء المعرفة.

التفكير التهويلي:
وذلك بتهويل الأمور وتوقع الأسوأ، مما يتسبب في نشر الذعر بين الناس دون مبرر.

التفكير العاطفي:
الذي يعتمد على الشعور العاطفي لا العقل، مما يفقد التفكير منطقيته وموضوعيته.

التفكير التصنيفي:
ويعنى وضع الناس والآراء تحت مسميات معينة وتصنيفها والحكم عليها مسبقا على هذا الأساس.

التفكير الإقصائي:
ويعنى الاعتداد بالرأي وإلغاء آراء الآخرين.

التفكير من خلال شخصنة الأحداث والمواضيع والأفكار, فيكون الأشخاص محور التفكير وليس الموضوعات والاحداث.

التفكير السطحي:
وهو الذي لا تكتمل فيه اركان التفكير أو تكون فيه المعلومات ناقصة، وينظر إلى ظاهر الأمور دون جوهرها.

التفكير عبر المقارنات غير العادلة، مما يؤدي إلى نتائج خاطئة.

التفكير الأحادي:
وهو النظر إلى الأمر بزاوية واحدة وتجاهل الزوايا الأخرى أوعدم إدراكها.

التفكير العشوائي:
وهو التفكير دون اتباع أي نمط معين، مما يؤدي إلى التخبط وعدم الوصول إلى أي نتائج.

التفكير الانصرافي:
وهو تجاهل القضايا الأساسية للموضوع والانصراف إلى قضايا أخرى هامشية..

واخيرا تفكير القطيع أو عقل القطيع أي التفكير التبعي الأعمى ضمن الجماعة، حيث يتعطل التفكير في هذه الحالة.

تعليق

من خلال التصنيفات السابقة لطرق وأنماط التفكير يتبين لنا أن التفكير عملية عقلية وذهنية مرتبطة بجوانب نفسية واجتماعية ومعرفية، منها ما هو سليم وإيجابي وبناء، ومنها ما هو خاطئ وسلبي وهدام.

والمعلوم أن العديد من آيات القرآن الكريم دعت البشر إلى التفكير السليم، ونهت عن عدم التفكير، اوالتفكير الخاطئ الذي يؤدي إلى نتائج كارثية للفرد والمجتمع..

وذلك كقوله:

﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ سورة النحل، الآية: ٤٤

وقوله: ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ سورة البقرة، الآية: ٢١٩

وقوله: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ سورة يوسف، الآية: ٢

ومدح الله المؤمنين الذين يعملون عقولهم و يتفكرون في خلق الكون، كما في قوله:

﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ سورة آل عمران آية: ١٩١

وذم الكافرين الذين لم يعملوا عقولهم كما في قوله:

(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) سورة محمد آية: ٢٤

الخلاصة:

إن طريقة تفكير الإنسان هي النقطة الأولى التي تحدد فهمه وحكمه على الامور، ونمط حياته، بل ومصيره في النهاية، لذلك فإنه في غاية الأهمية أن ندرك كل هذه أنماط التفكير السليم ونستخدم كلا منها في المقام المناسب، ونتجنب طرق التفكير الخاطئة لما ينتج عنها من شرور كبيرة. ونحن – معشر السودانيين- نعانى ما نعاني من أنماط التفكير الخاطئة، خاصة التفكير الإقصائي والتفكير الإدعائي والتفكير العاطفي والتفكير العشوائي والتفكير التهويلي، والتفكير المبني على الشخصنة وغيرها، والتي يجب علينا أن نتجنبها تماما سواء كان في حياتنا الخاصة أو العامة، حتى تستقيم أمورنا ونتفادى الكثير من الإخفاقات والأزمات بل والكوارث التي ماهي إلا نتاج للتفكير الخاطئ.

نسأل الله أن يلهمنا حسن التفكير ويجعلنا من الذين قال فيهم:

(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)

د.عبد المهيمن عثمان حسن بادي

ابوجا – نيجيريا
٢٠٢٤/٥/١٢م

التعليقات مغلقة.