الايام نيوز
الايام نيوز

قصيدة مرثاة الربيع بين الزهور والشموع علي مرقد السارد والمترجم أحمد خالص: سعد محمد عبدالله

قصيدة مرثاة الربيع بين الزهور والشموع علي مرقد السارد والمترجم أحمد خالص: سعد محمد عبدالله

أَيُّهَا اَلْبَدْرُ اَلْبَـدِيعُ بِطَيْفِكَ اَلدُّنْيَا تَطِيبُ أَنْتَ اَلْحَبِيبُ إِذَا مَضَيْتُ فَـــــلَا حَبِيب أَنْطِقَ كَفَاكَ اَلصَّمْتُ وَقَدْ كُنْتَ اَلْخَطِيبَ أَقْرَأُ لـَنـَا رُؤْيَاكَ بِمَحْفِلِ اَلْأَدَبِ اَلرَّهِيبِ تشرفت جدًا، وقد خالجني شعور لا يُفسر ولا يمكن وصفه أبدًا؛ فاليوم وضعت أسرة صديقينا الراحل السارد والمترجم العراقي أحمد خالص الشعلان قصيدة (مرثاة الربيع) مع باقة زهور وإضاعة شموع علي مرقده بدولة العراق الشقيقة؛ وأبدء وأختم مكتوبي هذا بأبيات منها، والآن أشعر بصوته الرائع يردد أبياتًا من أعذب وأفخم الأشعار التي إعتاد علي ترجمتها من مختلف اللغات بغية تجسير الطريق بين الشعوب للتواصل وتلاقح الثقافات، وأنصت له بكل الحواس؛ وأتتبع ظله، وأسمع ما يقوله حرفًا تلو حرف، وكأني أقف حيث يرقد الآن، والحقيقة هذا شعورًا مضطربًا إلي حد كبير، ولكن علي كل حال فأنا شاكر إلي حد الشكر للصديقة الصادقة غيداء علي ”أم ديمة“ علي وضعها القصيدة وباقة الزهور والشموع علي مرقد أحمد خالص. حملتنا أجنحة ”طائر الزمن“ فحلقنا فوق الأيام والشهور والأعوام؛ غير آبهين بما هو ماضٍ أو آتٍ؛ فكل ما يجري من حولنا بات مجرد أحداث عابرة مع الزمن الذي ظل يلطمنا دون توقف، ولا فقد ولا رحيل أوجل وأجل مما كان، وقد عبرنا هذه المسافات الزمنية بسرعة البرق ماضون إلي حيث لا ندري؛ ثم توقفنا نتأمل حياة إنسان عظيم كان فكره بحجم هذا الكون، وحينما نضع إرثه النوراني علي الميزان سنجده أثقل من التوقعات، وبعد مرور ثلاثة أعوام نعود من جديد لمطالعة روايات ”رباعية بعقوبة بعقوبيون، وثلاثية السخط، وغيرها من الروائع التي سطرها ”أحب الأصدقاء“ السارد والمترجم أحمد خالص ”أبو ديمة“، وأكثرها جمالاً كتابه ”شعراء وقصائد من الشعر الإنجليزي، وعلم الجمال عند الفيلسوف كانت“، فهذا ساردًا ومترجمًا لا مثيل له، وهو يمثّل عَلم جميل ورفيع وأعظم أعلام الحركة الأدبية العراقية والعالمية.إذا تمكنت من زيارة دولة العراق الشقيقة في يوم من الأيام فأول ما سأفعله زيارة مرقد الروائي أحمد خالص؛ فقد كان وما زال رمزًا مؤثرًا في حياة الملايين من جيلنا حول العالم، وما زلت أتذكر نقاشاتنا معه في بدايات ثورة ديسمبر المجيدة التي قادها جيل الشباب، وفي موجة الإنتفاضة الشبابية العراقية، وكان يطلق علي هذا الجيل عبارة ”فتية النور“، بينما كنت أردد حينها أغنية الفنان محمد وردي ”إلتقى جيل البطولات بجيل التضحيات إلتقى كل شهيدا قهر الظلم ومات بشهيدا لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات“ وقد كتب الصديق أحمد خالص كثيرًا في تحفيز الشابات والشباب للقراءة الأدبية والبحث عن العلوم والمعارف الكونية ومحبة الشعر والفنون والعمل علي زراعة بذور الأمل والتفاؤل في النفوس، ومثّل هذا الإنسان الإنساني قل ما نجده في هذا العصر المظلم في الكثير من جوانبه؛ لذلك يجب علينا فتح نافذة حوارية علي عوالم أحمد خالص من أجل الوصول إلي عالم نوراني.أَفْتَحَ جُفُونِكَ مـَرَّةً وَأَمْنـَحُ اَلرِّيـحَ اَلنُّشُورَ أَكْتُبُ شُجُونُكَ لِلثَّرِِّى شَعَرَ اَلْفَرَاشَةَ لِلزُّهُورِ أَثْمـَارَ حَقْلِكَ فـِي شِـفَاهِ اَلْعَاشِقِينَ بـــِدَوْرٍ أَبْصَرَ هـَوَاكَ يَحـُفُّ قَافِـيَةَ اَلْقَصِيدَةِ نُــورَ 9 يونيو – 2024م

التعليقات مغلقة.