الأزمة في السودان …
….بين الحقيقة…. والوهم
بقلم:عبد المهيمن عثمان بادى
٠٠٠الأوضاع الراهنة في السودان تتأرجح ما بين الحقيقة والوهم….
٠٠٠فبعض من هذه الأحداث والمواقف والأقوال والأفعال حقيقية وواقعية، والكثير منها مجرد أوهام لا حقيقة ولا وجود لها على أرض الواقع وهي إما خاطئة أو مفتعلة….
٠٠٠لذلك علينا أن نفرق بين ما هو حقيقي وما هو متوهم، وما هو واقعي وماهو خيالي، حتى نستطيع أن نفهم ونشخص كل ما يحدث في بلادنا تشخيصا سليما، ،ومن ثم نتعامل معه بالصورة الصحيحة ونتمكن من معالجته، وتجاوز هذه الأزمة إن شاء الله.
فالوهم
هو التقليل من شأن هذه الأزمة، وتمني الأماني، وانتظار انجلائها هكذا، دون فعل ما ينبغي فعله وبذل كل جهد مطلوب من أجل تجاوزها.
والحقيقة
أن السودان يمر بأزمة حقيقية وغير مسبوقة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ولابد من عمل مخلص وجاد على المستويين العسكري والمدني، حتى نتمكن من تجاوز هذه الازمة، وصون بلادنا وتحقيق أمنها واستقرارها.
الوهم
أن نعتقد هذه الأزمة ما هي ألا مجرد مؤامرات إقليمية ودولية ومكائد خارجية حيكت ضد السودان.
والحقيقة
أن الأزمة في الأساس نابعة من أنفسنا وأخطائنا وإخفاقاتنا وغفلتنا التي استغلها أعداء السودان لتحقيق اجندتهم ومطامعهم الخبيثة.
الوهم
أن نعتقد أن أي جهة أجنبية إقليمية أو دولية تستطيع أن تحل أزماتنا أو تساعدنا في حلها أو أنها صادقة في ذلك، او أن حلها يمكن أن يتم خارج السودان.
والحقيقة
أنه لا يمكن أن يحل الأزمة السودانية إلا السودانيون أنفسهم وفي داخل السودان عبر توافقهم واجتماع كلمتهم، لأن الأطراف الخارجية تعمل فقط وفق مصالحها واجنتدها الخاصة.
الوهم
أن نعتقد أن هذه الأزمة تعني فقط بعض الولايات والأقاليم دون الولايات والأقاليم الأخر ى في السودان، أو تعني فقط السودانيين داخل السودان بشكل اساسي.
والحقيقة
أن الازمة تعني كل السودان ، لأن الأمن والسلام كل لا يتجزأ، ولن تأمن أي بقعة من بلادنا إلا إذا أمنت كل بقاع البلاد، كما أن الازمة تعني كل السودانيين في الداخل والخارج بنفس الدرجة، لأن الوطن لا بديل له، والإنسان اينما كان ومهما كان سيظل مرتبطا بوطنه فإن عز وطنه عز ، وإن ذل وطنه ذل.
الوهم
أن نظن أن الأزمة تنحصر في مجموعات عرقية أو جهوية معينة في السودان، دون المجموعات الأخرى.
والحقيقة
أن هذه الأزمة ليست مرتبطة في جوهرها بأي مجموعة عرقية أو جهوية معينة، وإنما بعناصر مخربة ومفسدة وعميلة توجد في جميع بقاع السودان وخارجه.
الوهم
أن نصدق كل ما نسمع أو نشاهد من أخبار وتصريحات وفيدويهات وتحليلات تبث في مختلف الوسائط الاعلامية.
والحقيقة
ان كثيرا من هذه الأخبار والتصريحات والفيديوهات محض كذب و لا علاقة لها بواقع الأحداث، وإنما يتم بثها لخداع الناس أو تحقيق أجندة معينة. فعلينا أن نفرق بين ماهو صادق وحقيقي، وماهو كاذب ومغرض، حتى لا نقع ضحايا لهذا الخداع.. وماأكثره!
الوهم
ان نعتقد أن شخصا ما أو حزبا او مجموعة أو جهة ما تستطيع أن تحل هذه الأزمة بمفردها، دون توافق عموم السودانيين.
والحقيقة
ان الأزمة لن تحل إلا بتضافر جهود كل السودانيين وتلاحمهم وتوافقهم بمختلف مكوناتهم واطيافهم, على كل قضايا السودان.
الوهم
أن نظن أنه يمكن للأزمة أن تنجلي دون أن نغير ما بأنفسنا من أفكار وسلوكيات وممارسات خاطئة ومنحرفة وسلبية.
والحقيقة
أنه لابد لنا من تغيير كل هذه الأفكار والسلوكيات والممارسات السلبية حتى تنجلي الأزمة وتنكشف الغمة إن شاء الله.
الوهم
ان نهول من الأزمة ونضخم هؤلاء المجرمين والمفسدين، ونعتقد ان السودان هو الدولة الوحيدة التي ألمت بها مثل هذه الأزمات، فنيأس ونحبط ونستسلم.
والحقيقة
أن هذه المجموعات اهون مما نظن وأنها تتقوى بضعفنا وتشتتنا وهروبنا، والشعوب طالما تعرضت وتتعرض لمثل هذه الأزمات والنكبات، وتجاوزتها بفضل قوة عزيمتها ومثابرتها واتحادها،
ومن ثم انطلقت إلى الأمام.
الخلاصة
لابد لنا من….
الأوبة إلى الله سبحانه وتعالى،
وتغيير ما بأنفسنا من سلبيات وانحرافات،
وفهم الأمور على حقيقتها،
واخذ الامر على محمل الجد،
والثبات والتضامن وجمع الكلمة،
ونبذ الذعر والهلع والهروب من الواقع.
ومن ثم …
التوكل على الله،
وجمع الكلمة،
ومواجهة المجرمين والخائنين والمفسدين في الأرض بكل قوة وصلابة….
…..حتى يتغير حالنا وحال بلادنا،
ونخرج من هذه الأزمة إلى آفاق الأمن والاستقرار والازدهار،
بمشيئة الله تعالى.
بارك الله فيكم
د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي
ابوجا – نيجيريا
٢٠٢٤/٧/١٠م
التعليقات مغلقة.