للحديث بقية
عبد الخالق بادى
عفواً حمدوك..لقداستنفدت أغراضك!
الإفادات التى أدلى بها د.عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية تقدم (الحرية والتغيير سابقا)، أمس السبت لبرنامج (بلاقيود) الذى يذاع على قناة (BBC)، اثبت فيها ما هو مثبت مسبقاً ، وهو أن الرجل وزمرته عبارة عن أداة لدولة الإمارات ، بدليل أنه تحاشى الإجابة على سؤال عن الدول التى تدعم أحد الأطراف بالسلاح والعتاد والمؤن وتوفر له الغطاء السياسي.
وأكثر ما استغربت له فى هذا اللقاء هو التناقض الكبير فى تصريحات حمدوك، ففى الوقت الذى يقول فيه أن شغله الشاغل هو إيقاف الحرب ، يتغاضى عن الحديث عن من يدعمون المتمردين وتسببوا فى قتل وتشريد السودانيين وإطالة أمد الحرب، كما أنه عاد لتناقضه القديم وهو يردد كلمة(شعبنا)، وهو الذى سبق وقال إن الحريةوالتغيير هى من أتت به وليس الشعب السودانى، والذى حكم عليه بالاعدام السياسى بعد أن اتهمه علنا بخيانة ثورة ديسمبر المجيدة عندما وقع اتفاقاً مع المكون العسكرى .
ويمكن أن نقول وبكل وضوح أن حمدوك وزمرته مازالوا على حالهم القديم ، ومامؤتمر القاهرة الا حلقة من حلقات التآمر وتأكيد لفشل تقدم ورهن قرارها لربائبها، فهولم يأت بجديد ، وأغلب الموقعين على توصيات مؤتمر القاهرة، اما عملاء للإمارات والمليشيا أو فلول ، وهم لا يمثلون الا انفسهم ،فليس لديهم أى وزن سياسى أو اجتماعى وسط الشعب السودانى، والأهم أن المؤتمر عبارة مؤامرة جديدة ومحاولة من الامارات (التى أعدت له ومولته) للظهور بدور المصلح (زورا)، مستغلة عمالة البعض لها والضعف الذى يعانى منه النظام الحاكم في مصر، والذى أضعف دور مصر الإقليمى ، فحتى معبر رفح الذى يقع تحت إدارته وعلى أرضه ،عجز نظام السيسى عن التحكم فيه،وفشل فى إيصال المساعدات الإنسانية عبره للفلسطينين الذين يموتون جوعاً وقتلا.
إن حلقة برنامج بلا قيود التى أعيدت أمس و استضاف فيها الزميل محمد عثمان مراسل قناة(BBC) المتواجد بالقاهرة، د عبدالله حمدوك، رغم برودة الأسئلة(على عكس فكرة البرنامج)، كشفت للكثير من السودانيين بأن تنسيقية تقدم عبارة عن جسد له خوار، بلا جدوى ، ولاترى إلا فى المنابر المعدة والمرتبة مسبقاً بواسطة دول التآمر على السودان، أما على أرض الواقع فلا وجود لها إلا وسط من خانوا البلد وباعوها بثمن زهيد.
نعود ونقول أن إيقاف الحرب فى السودان (الذى أدعى حمدوك أنه يعمل عليه)،لن يتم بمؤتمرات تعدها وتمولها الإمارات المعتدية على الشعب السودانى هنا وهناك ، أو عبر لجان يكونها الاتحاد الأفريقى أو حتى المفاوضات التى تستضيفها الأمم المتحدة (الغائبة عن المشهد السودانى).
فايقاف الحرب بالسودان والمفاوضات لها منبر واحد،وهو منبر جدة(باعتراف حمدوك)، والذى سبق وأن وقع فيه الجيش والمتمردين اتفاقاً يقضى بخروج الجنجويد من المساكن والمدن، إلا أن المليشيا لم تلتزم به وخانت العهد، قبل بد من تنفيذ هذا الشرط ، ومساعد وزير الخارجية السعودي الذى زار السودان مؤخرا أمن على ذلك، بأن منبر جدة يبدأ من حيث توقفت المفاوضات،وذلك بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه أولا،ومن ثم مناقشة بقية القضايا، والتى تفضى فى النهاية إلى زوال المليشيا ووجود جيش واحد .
السابق بوست
القادم بوست
التعليقات مغلقة.