الايام نيوز
الايام نيوز

عبد الخالق بادى يكتب:نقاط ياسرالعطا على الحروف

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
نقاط ياسرالعطا على الحروف
ماتزال أصداء تصريحات الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش وعضو مجلس السيادة التى أدلى بثها التلفزيون القومى السبت الماضى تتواصل ، مابين مؤيد ورافض لها.
ولكن أعتقد أن أهم ما قاله ياسر العطا هو قوله :إن المليشيا المتمردة قامت باستيعاب كل الضباط الإسلاميين الذين تمت احالتهم للتقاعد في فترات سابقة،و أن ٧٥% من قيادات المليشيا ومستشاريها الذين يتحدثون باسم قائدها هم من حزب المؤتمر الوطنيةالمحلول، بعضهم يشغلون مناصب قيادية في ولاياتهم.
ماقاله الفريق أول ركن ياسر العطا حقيقة يعلمها القاصى والداني ويعلمها الكيزان قبل غيرهم، الا المكابرين من رموز واتباع وابواق الحزب المحلول أو المليشيا وعملائها من الأحزاب والكيانات المتآمرة معها ، وهذا يثبت ويوضح أمرا مهما ، أن الحرب صنيعة الفلول بالطرفين ، صراع للإبقاء على مصالح أطاحت بها ثورة ديسمبر المجيدة.
ولكى تحبك المؤامرة من الفلول بالحزب المحلول والفلول بالمليشيا المتمردة (وجهان لعملة واحدة)، أدعى أحدهم أنه يقاتل مع الجيش (وهو كذب وافتراء)، فيما أدعى الآخر أنه يقاتل فلول الحزب المحلول ، وهى أيضاً كذبة مفضوحة.
والحقيقة أن الفلول بالطرفين يقاتلون الشعب السودانى الذى قاد ثورة ديسمبر المجيدة وقضى على عهدهم الذى مارسوا فيها كل انواع الفساد ، وكلكم تعلمون أن المواطن المسكين هو أول من دفع ثمن هذه الحرب ،فمات الآلاف واغتصب المئات وشرد الملايين من بيوتهم، وهذا أكبر دليل على أن فلول الحزب المحلول(من الناحيتين) كانوا مبيتين النية للانتقام من الشعب الذى لفظهم وأباد عهدهم.
وهناك من قد يتساءل ما موقف الجيش مما يحدث؟ ونقول أن الفلول ولكى يصلوا لمخططهم الخبيث باسترجاع السلطة بقوة السلاح كما فعلوها فى ال٣٠من يونيو١٩٨٩م ،( إلا أن هذه المرة معهم أحزاب قحط)، فكان لابد من استهداف الجيش ، لسبب نعلمه ويعلمونه، وهو أن الجيش جاء من صلب الشعب وأنه المؤسسة الوحيدة التى تمتلك شرعية الدفاع عن البلد وصونها من الأعداء والمتآمرين ضدها، وأن كل محاولات إخضاعه الفلول باءت بالفشل، لأنه يضم الكثير من المخلصين للوطن ،الذين عاهدوا الله بأن يدافعوا عن المواطن والوطن، كما أن استقلال السودان لم يتحقق إلا بعد أن تحقق شرط المستعمر بمشاركة قوة دفاع السودان معهم فى الحرب العالمية الثانية، وقد كان حيث استشهد الآلاف من أبناء البلد ومهروا الإستقلال بدمائهم، فلم تجد الأحزاب غير إجراء شكلى تمثل فى انزال علم المستعمر ورفع علم السودان .
لذا كان لابد الفلول (من الجانبين)أولا الزج بالجيش فى المعركة ، وثانيا العمل على القضاء عليه فى جميع الولايات ، وان تستولى قوات المليشيا على كل الفرق والمناطق العسكرية ، وقد نجحوا فى ولايات وفشلوا فى أغلبها، وبالتالى يتلاشى وجود الجيش كمؤسسة وتصبح المليشيا هى الجيش الذى سيعترف به الفلول وأحزاب قحت (تقدم) ، والدول المتآمرة بدءاً بالإمارات وفرنسا وبعض دول الجوار ، وطبعا كان سيتم إقناع معظم أعضاء مجلس الأمن (الضعيف والمخترق) وكذلك الكثير من مناديب الدول بالأمم المتحدة (الأضعف)، وبذلك يكتمل سيناريو المؤامرة ،التى تستهدف كما كررنا واكدنا المواطن المتجذر فى هذه البلد ، وهذا ليس قولى أنا فحسب،فقد أكد أحد مستشارى الجنجويد ذلك ، بقوله:أن الانتهاكات والجرائم الفظيعة التى ارتكبتها المليشيا المتمردة ضد المواطنين منذ اشعالها للحرب فى ال١٥ من أبريل ٢٠٢٣م ممنهجة ومقصودة .
نعود ونقول أن تصريحات الفريق أول ركن ياسر العطا مهمة ،يجب أن نضعها نصب أعيننا لأنها حقيقة ، ولنعلم حجم التآمر ضدنا كأبناء بلد وضد جيشنا حامى البلد الشرعى والمسؤول الأول والأخير عنها، كما أن قوله بأنه لن يتم تسليم البلد للمدنيين إلا عبر انتخابات حرة وحقيقية ،يجب ان يجد الدعم منا، لانه وفى الظرف الراهن لا توجد أحزاب بالمفهوم السياسى الحقيقى، فهى منقسمة مابين خائنة للمواطن والبلد، ومابين خاضعة لشخص او أشخاص معينين وأخرى تائهة ، فأغلبها فاقدة للشرعية والمؤسسية ، وتحتاج إلى إحلال وابدال وإعادة صياغة من جديد ، وأن تنعتق من الطائفية والتبعية ، والأهم أن تتحلى بروح الوطنية الحقيقية ليس بالشعارات والبطولات الزائفة التى كان بعض قادة الأحزاب يضحكون بها على البسطاء لعقود طويلة.
إن كانت لنا كلمة أخيرة ،فهى موجهة للشباب المخلصين لهذا البلد ، الذين ضربوا أروع الامثال فى الزود عنها ورسموالوحات بطولية سيخلدها التاريخ ، بأن يوطنوا أنفسهم ، وأن يكونوا يقظين لما يحاك ضدهم وضد بلدهم من مؤامرات ، ونقول لهم إن البلد محتاجة إليكم ، فلا تتركوها للخونة والمتآمرين ليسرقوا خيراتها ، التى نحن أولى بها ، ويجب أن ندعم الجيش ونقف معه بما استطعنا من قوة، ونصر الله جيشنا الهمام.

التعليقات مغلقة.