الايام نيوز
الايام نيوز

عبدالخالق بادى يكتب:برييلو وسيط أمريكى فاشل

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
برييلو وسيط أمريكى فاشل!
تسبب توم برييلو المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان ، فى وأد مفاوضات جنيف المقترحة فى ال١٤من من هذا الشهر، وذلك بشروطه الغير منطقية التى قدمها لوفد الحكومة الذى اجتمع به فى جدة الجمعة والسبت الماضيين، بخصوص التشاور حولها.
فما اشترطه برييلو لوفد الحكومة أقل ما يمكن أن يوصف به، بأنه استخفاف بالوفد واملاءات لايمكن أن يقبلها أحد مهما كان موقفه التفاوضى، فما بالك بموقف الحكومة الاقوى، فمن غير المقبول أن يشترط المبعوث الأمريكي للسودان على وفد الحكومة بأنه لابد من مشاركة الإمارات والايقاد فى مفاوضات جنيف، فى الوقت الذى وصف فيه برييلو نفسه (وفى لقاء مع قناة الحرة بجدة)،الامارات بأنها دولةمؤججة للصراع السودانى ولاعب سلبى .
ومن شروطه الغرببة التى اشترطها برييلو على الحكومة، أن يرأس وفدها التفاوضى أحد قادة الجيش ، وهو تدخل سافر فى سيادة البلد وقراراتها، ودليل على أن برييلو غير محايد ينفذ أجندة أملتها عليه الدول المتآمرة على السودان، وهذا طبعاً يقدح فى مصداقيته كوسيط، ويؤكد أن مفاوضات جنيف عبارة عن حلقة جديدة من حلقات التآمر على بلدنا.
وبرييلو الذى تحدث (فى لقاء الحرة)عن أن يكون المشاركين في المفوضات من الحكومة والمليشيا أشخاص لديهم قدرة على اتخاذ القرار، فإذا كانت الحكومة الشرعية لديها قدرة على اتخاذ القرار، فمن لديه القدرة على اتخاذ القرار فى المليشيا المتمردة، والتى أقر برييلو بارتكابها جرائم إبادةوتطهير عرقي واستخدام الاغتصاب كسلاح فى الحرب.
ومن تناقضات المبعوث الأمريكي توم برييلو ،اعترافه بأن عدم تطبيق اتفاق منبر جدة فى مايو٢٠٢٣م ،ادى لاتساع رقعة الصراع وزيادة العنف من قبل المليشيا،وانها واصلت الاعتداء على المستشفيات والأعيان المدنية(ومازالت)، وهذا يؤكد أن موقف الحكومة بأن أى مفاوضات لا تستند على المبادىء المتفق عليها فى منبر جدة ، لا جدوى منها وأنها لن تؤدى إلى أى حل أو إتفاق حقيقى.
الخلاصة التى يمكن أن نخرج بها من مواقف المبعوث الأمريكى برييلو وتصريحاته( المتناقضة)، هى أن الرجل واحد من اثنين، أولا: إما أنه غير ملم بتفاصيل الصراع فى السودان والذى يدور بين جيش مسؤول دستورا وقانونا عن حمايةالبلد،مع مجموعة عنصرية إرهابية تريد أن تختطف الدولة بمرتزقة وبدون وجه حق.
وثانيا: أن يكون الرجل مطية للدول المتآمرة يأتمر بأمرها، كما حدث من رؤساء دول إقليمية ومسؤولين بمنظمات أممية، بل من قادة أحزاب ومنظمات سودانية ظلت تدعى الوطنية والقومية لعقود .
أخيراً يمكن أن نقول أن مفاوضات جنيف المقترحة فى ال١٤من من هذا الشهر فاشلة، والسبب هو عدم حيادية أمريكا والعمل بمبدأ الوصاية والاملاءات ،خاصةعلى الحكومة الشرعية، فهى راعى غير مسؤول وضعيف فى آن واحد، والمطلوب أن تعود أمريكا والسعودية إلى منبر جدة،والانطلاق من حيث توقفت المفاوضات السابقة، أما ابتداع منبر جديد فسيزيد الأمور تعقيداً، وإذا كانت أمريكا حريصة كما يقول برييلو على مصلحة الشعب السودانى (الذى تزداد معاناته يوماً بعد يوم)، فنقول لها أن أغلب الشعب السودانى نزح من الولايات التى دمرتها ونهبتها المليشيا المتمردة ،إلى الولايات الآمنة وان أغلب الأسر النازحة إما مقيمة مع ذويها أو فى مراكز إيواء أو معسكرات، ويمكن إيصال المساعدات الإنسانية إليها عبر الطيران أو البر، وإذا كان ماتزال لأمريكا رغبة فى إيقاف الحرب وحل الأزمة، فعليها أن تتحلى بالصدق وتدعم الحكومة الشرعية ، وأن تردع الطرف المعتدى (المتمردين)، والذين اعترفت بأنهم وراء جرائم الإبادة والاغتصاب ولا يرغبون فى السلام ، والدليل هجومهم مؤخراً على الفاشر وقرى بالجزيرة النيل الأبيض،واستمرارهم فى استهداف المستشفيات كالهجوم الذى استهدف مستشفى الدايات بأمدرمان قبل يومين.

التعليقات مغلقة.