فى مفاوضات جنيف برعاية أمريكا والسعودية:
تناقض فى المواقف ومجزرتى الأبيض وأمدرمان تكذب حرص الجنجويد على السلام
كتب:عبدالخالق بادى
تتواصل اليوم الجمعةبجنيف بسويسرا المفاوضات الخاصة بالحرب بالسودان، فى ظل غياب الحكومة الشرعية، وفى ظل أيضا تناقض واضح وفاضح فى مواقف بعض الأطراف المشاركة فيها.
فأمس الخميس (اليوم الثاني من المفاوضات)، صدر بيان مشترك من قبل الإمارات والولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، جاء فيه:(نقوم بجهود مكثفة وجادة في سويسرا ضمن المساعي الدبلوماسية التي تهدف إلى دعم السودان، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووقف الأعمال العدائية، والامتثال لنتائج محادثات جدة السابقة، بالإضافة إلى المساعي الأخرى، ووفقا للقانون الإنساني الدولي) انتهى البيان.
وفى ذات اليوم صرح توم برييلو المبعوث الأمريكي الخاص للسودان قائلا:(إنهم يعملون بجد لتنفيذ إعلان جدة، ووقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات).
اذا امعنا النظر فى البيان أعلاه وكذلك في تصريحات المبعوث الأمريكي للسودان، نجد أن هنالك تناقضات واضحة فى مواقف بعض الأطراف، فبالنسبة للإمارات (والتى رفضت الحكومة السودانية وجودها بأى صفة فى المفاوضات لدعمها اللامحدود للمتمردين ومسؤوليتها المباشرة عن كل الانتهاكات التي طالت الشعب السودانى )، فهى بوجودها وإصرارها على المشاركة وبموافقة الوسيطين، تتناقض مع أفعالها العدائية ضد السودانيين على أرض الواقع، فهى غير مؤهلة للتواجد فى مفاوضات لحل الأزمة السودانية ، ولأنها المتهم الرئيسى فيما حدث ، وقد قدمت الحكومة السودانية الكثير من الأدلة والبينات لمجلس الأمن وللمحكمة الجنائية الدولية التى تثبت تورطها منذ بدء الحرب فى أبريل ٢٠٢٣م وحتى اليوم، فبأى وجه تحضر الإمارات المفاوضات، فإذا كانت صادقة فى إيقاف الحرب (نشك فى ذلك)، فعليها أن تطلب من عملائها الجنجويد بتنفيذ إتفاق جدة٢٠٢٣مةوايقاف الانتهاكات ضد المواطنين والتى واصلت فيها حتى لحظة انعقاد مفاوضات جنيف.
أما أمريكا ممثلة فى توم برييلو المبعوث الخاص للسودان ، فهى ظلت قبل وأثناء مفاوضات جنيف تؤكد حرصها على تنفيذ الاتفاق السابق بجدة بين الحكومة السودانية والمتمردين ، وتأتى اليوم لتقول :بأن مفاوضات جنيف هى لوقف العدائيات ، طيب على ماذا كان ينص اتفاق جدة ؟ولماذا هذه المماطلة فى التفاوض؟فكل ما يسعى إليه منبر جنيف الم يتم الاتفاق على معظمه بجدة؟،واهمه وقف إطلاق النار والخروج من المدن والقرى المحتلة، هل رأيتم من قبل هكذا تناقض؟ .
أما المليشيا المتمردة والتى يدعى مستشاروها وعملائها بالداخل والخارج(زوراً وبهتاناً) بأنهم مع إيقاف الحرب والسلام، فتناقضاتها تحتاج إلى مجلدات لاحصائها، فلم يحدث أن صدقت ولو مرة فى بياناتها وتصريحاته بخصوص إيقاف الحرب، ولا نذهب بعيدا فبالأمس القريب وأمس الأول وهى تشارك فى مفاوضات جنيف لإيقاف الحرب، ارتكبت مجزرتين فى حق المواطنين فى كل من الأبيض بمقتل عدد من المواطنين بسبب قصفهم لأحياء ومدرسة للبنات ، وكذلك قصفت حى الثورة بأمدرمان الحارة (٧٥)، حيث أفاد السكان بمقتل عائلة بكاملها نتيجة سقوط قذيفة أطلقتها المليشيا المتمردة على منزلها.
فهل من كان جادا فى إيقاف الحرب يذهب ليتفاوض من ناحية،ومن ناحية أخرى يواصل اعتداءاته وجرائمه، ضد من؟ضد المواطنين ، الذين ظل المتمردون يذرفون عليهم دموع التماسيح نفاقا وكذبا، وهم قد اعترفوا على لسان مستشارين بأن الانتهاكات التى تمت من قبل الجنجويد ضد المواطنين ممنهجة ومقصودة.
إن موقف أمريكا من مفاوضات جنيف جعلها محل سخرية ، فهى لم تكن حريصة على حضور وفد يمثل الحكومة السودانية الشرعية ، بدليل الشروط والحواجز التى وضعتها أمام مشاركة وفدها فى المفاوضات، فى الوقت الذى لم نسمع أنها فرضت شروطاً على المتمردين، رغم أنهم خانوا اتفاقاً سابقاً رعته أمريكا والسعودية، وهى و بالتالى وسيط غير محايد ، وعدم الحيادية ستظل ملازمة لها فى هذه المفاوضات ، إلا فى حالة واحدة، أن تلزم المتمردين (وهى قادرة على ذلك)، بتنفيذ مبادىء جدة٢٠٢٣م، وعندها فيمكن أن تغير الحكومة السودانية موقفها من مفاوضات جنيف، ويمكن أن يتوقف إطلاق النار،مما يمهد لسلام واستقرار إن شاء الله.
السابق بوست
التعليقات مغلقة.