رغم تأخره…إشادة بقرارالوالى بتكوين لجنة علياجديدةللاستنفاروالمقازمة
كتب:عبدالخالق بادى
يعتبر قرار الاستاذ عمر الخليفة والى ولاية النيل الأبيض رقم ٥٨ لعام ٢٠٢٤م والذى أصدره الأربعاء الماضي بتكوين لجنة عليا للاستنفار والتعبئة والمقاومة الشعبية ، من القرارات التى كانت منتظرة منذ أشهر.
فالمقاومة الشعبية السابقة بالولاية لم تكن على قدر التحدى والخطر المحدق بالولاية ، فهى كما وصفتها سابقا بأنها مقاومة شعبية (من منازلهم)، فشلت فى إقناع المواطن بأنها أهل للثقة، صحيح كانت لها انجازات ولكنها محدودة لا يكاد يحس بها المواطن ، فمعظم نشاطها وبرامجها كانت تتم خلف الأبواب المغلقة.
والشواهد كثيرة ،كشفتها أحداث كثيرة ومهمة غابت عنها المقاومة الشعبية ، مثل احداث الهشابة وود الزاكى والصوفى وقوز البيض والهلبة والشقيق، فلم تتحرك لنصرة أبناء هذه المناطق حتى ولو بالبيانات ، بل حتى الدعم الإنسانى عجزت عن تقديمه للأسر التى نزحت من تلك المناطق.
أعتقد أن اللجنة العليا للمقاومة الشعبية الجديدة بقيادة اللواء معاش سيف اليزل محمد ، مطالبة وبالتشاور وإشراف قيادة الفرقة ١٨ بكوستى ،بوضع نهج جديد وخطة للعمل خلال هذه المرحلة، مبنى على التواصل مع القيادات الأهلية الوطنية بمواقعها، من أجل إعادة الأمن والاستقرار للقرى التى هجر أهلها بفعل انتهاكات المليشيا المتمردة.
يجب أن تضع القيادة الجديدة للمقاومة الشعبية بالنيل الأبيض برنامجا للالتقاء برجالات الادارةالاهلية والاستماع لافكارهم، فهم أدرى بما يدور بمناطقهم وقادرين على حمايتها إذا ما وجدوا الدعم المناسب.
نعم فالحرب الآن تحولت إلى حرب بين المواطن من ناحية وعصابات نهب واغتصاب يقودها بعض أبناء المناطق(أغلبهم من المجرمين والحاقدين على مجتمعاتهم) التى تتواجد فيها المليشيا المتمردة، والذين استغلوا الفوضى التى احدثها الجنجويد فى مناطق شمال ولاية النيل الأبيض، فخاضوا معهم فى الفساد وارتكبوا الجرائم بحق أهلهم وعرضهم.
فلا يخفى على أحد وأولهم الإدارات الأهلية بالولاية،من أن الكثير من المقاتلين في صفوف الجنجويد بشمال النيل الأبيض فى الأشهر الأخيرة،هم أبناء لقبائل معروفة بالولاية، وقد اعترف نظار وعمد بذلك، ولكنهم وللأسف لم يحركوا ساكناً، فقد أعمتها المصالح وتجارة الأزمات والجشع .
لذا فإن اللجنة العليا للمقاومة الشعبية بالولاية يجب عليها أن تضغط على الإدارات الأهلية الصامتة على انتهاكات وعمالة بعض شباب قبائلهم ، لأن دفن رؤوسهم فى الرمال كان سبباً واضحاً فى إطالة أمد الحرب وتمددها، خصوصا الإدارات الأهلية التى تتبع لأحزاب متورطة مع المليشيا المتمردة.
أخيراً نتمنى أن تستفيد اللجنة العليا للمقاومة الشعبية الجديدة من سلبيات و ايجابيات سابقتها، كما نتمنى أن يوفق المدراء التنفيذيون بالمحليات والوحدات الإدارية فى إختيار قيادات للجان المقاومة قادرة على القيام بدورها.
القادم بوست
التعليقات مغلقة.