(من اجل مزيد من الوعي)
الولايات السودانية المتحدة
….هذا المقال يكشف خطط الصهيونية العالمية في السيطرة على السودان في إطار مشروع إقامة الدولة اليهودية من النيل إلى الفرات,كما يزعمون ( والسودان جزء منها).
….فهذه ليس مجرد أحلام بل هو مشروع تحت التنفيذ بدأ بفلسطين ثم العراق ثم لبنان ثم سوريا واخيرا السودان ومن سيتجه إلى مصر والأردن والسعودية، لتكتمل الحلقة الخبيثة.
….ويتم تنفيذ هذا المشروع عبر تكتيكات ومراحل وأساليب مختلفة و باستخدام دول عميللة ومجموعات محلية خائنة لتحقيق هذا الهدف.
…هذه هي الابعاد الحقيقية والحوهرية للحرب الحالية في السودان التي بدأت في ١٥ ابريل ٢٠٢٤م.بغض النظر عن التفاصيل أو الشكليات.
….فما دولة الٱمارات وما يسمى بالدعم السريع والمجموعات العميلة الداعمة له إلا مجرد أدوات سيتم رميها في سلة المهملات متى تحقق هذا الهدف.
….. بل إن الصهيونية العالمية تستغل حتى الولايات المتحدة ودول الغرب عامة وغيرها لتحقيق أهدافها التوسعية.
…كل هذا المخطط يتم في السودان تحت مظلة ما يسمى بمشروع (الولايات السودانية المتحدة).
فما هي الولايات السودانية المتحدة؟؟؟
….هى فكرة يروج لها البعض على انها نموذج مدني للحياة الديموقراطية التي يحلم بها الشعب السوداني. وتهدف إلى الآتي:
…إقامة اتحاد كونفدرالي يجمع الولايات السودانية: اي تقسيم السودان بناء على حق تقرير المصير، واقامة رابطة تجمع دول مستقله ذات سيادة دولية وفقا للقانون الدولي مثل الاتحاد الاوروبي الذي لا يملك سياسة خارجية موحدة او جيش موحد وانما تعاون اقتصادي قد لا تلتزم كافة اعضائه بتوصياته وسياساته. هذا يعني أن التصور يقوم على تفتيت السودان لدويلات صغيرة تتعاون اقتصاديا فيما بينها وفق “مخطط برنارد لويس او عوديد بينون” لتقطيع أواصر الدولة السودانية.
…سلخ السودان من محيطه العربي باعتبار أن الانتماء العربي امر مرتبط بالثقافة وليس العرق او التاريخ، حيث تتوافق هذه المقولة مع مقولة الصهيونية حول وصف القومية العربية والشعب العربي بأنها امر زائف ومجرد ادعاء، فلا يوجد شيء مشترك يجمع الشعوب العربية وتحديث الشخصية العربية يتم عبر تلاشي الشخصية العربية نفسها. وهكذا تتبخر الهوية الجامعة للعرب وتظهر دويلات اثنية ودينية على النمط الإسرائيلي.
( ولا شك أن المقصود بذلك سلخ السودان عن انتمائه الاسلامي تدريجيا وليس العربية فقط)
… يتم الترويج للفكرة عبر المطالبة بخروج السودان من الجامعة العربية بحجة أن السودان لم يستفد من الجامعة التي كانت تحابي نظام البشير كما يدعون. لذا وجب المطالبة بالخروج من الجامعة العربية.
وهنا لابد من الإنتباه إلى أن الجامعة العربية هى الرابطة المؤسسية الوحيدة التي مازالت تؤسس للنظام الاقليمي العربي رغم ما يعتريها من ضعف ولكن الخروج منها بداية لتحلل المنظومة العربية بصورة كاملة (تمهيدا لتحلل العالم الإسلامي.)
… يتم تعاون السودان مع الدول العربية بشكل ثنائي،وهو نفس المنطق الصهيوني والاستعماري الرافض للتعاون العربي الشامل، وانما عن طريق التعاون الثنائي كبديل للتعاون الجماعي.
…اعتبار ( مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الاحمر ) الذي تم تأسيسه بقيادة المملكة العربية السعودية عام ٢٠٢٠م أهم من الجامعة العربية وأكثر جدوى للسودان، حيث يهدف المجلس إلى تنظيم الملاحة به اي لتحقيق النفع العربي وحمايته من الخطر الايراني.
ولكن نظرا لاهتمام دولة الاحتلال الإسرائيلي بالمنطقة لتقاطعها حيويا مع ميناء ايلات. فهي تحاول السيطرة على هذا الاتحاد.
….هنا علينا أن نتسائل حول نقاط التقارب بين الفكر الصهيوني ونظرته للمنطقة العربية ودعاوي الولايات السودانية المتحدة وإذا استخدمنا المنهج الشبكي نجد وجود رابط بين إسرائيل والمخطط المطروح.
فهل هى مصادفة أن يكون أحد مؤسسي صفحة يهود السودان Jews of Sudan على الفيسبوك حول أحد مؤسس صفحة الولايات السودانية المتحدة،خاصة أن الصفحة الاولي يشترك المؤسس السوداني فيها مع مؤسسين من داخل إسرائيل وهما רחל גורגיה راشيل جوريا و חיים שכנז حاييم شاناز.
….واذا سلمنا بالمصادفة فهل المقصود من الاتحاد الكونفدرالي للولايات المستقلة أن تكون خطوة للقبول بالولايات المتحدة الابراهيمية المستندة على وجود ولايات مقسمة اصغر تعجز عن ادراة التحديات التي تقف أمامها ومن ثم تتجه للقبول بتشارك الموارد عبر ما يسمى بالولايات المتحدة الابراهيمية المنبثقة عن “صفقة القرن” التي لم يعلن إلا عن الفصل الأول لها المتعلق بإجهاض القضية الفلسطيني؟؟؟
تعليق
…تؤكد هذه المعلومات المخطط الصهيوني في السودان الذي بدأ بفصل الجنوب وإثارة القلاقل في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق، ومحاولات التطبيع وتغيير المناهج والخطاب الديني ، وصولا إلى محاولة المجموعات المتمردة الاستيلاء على السلطة في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م.
….ويهدف المخطط إلى تفتيت السودان وتقسيمه ألى دويلات علمانية وهمية تسيطر عليها القوى الصهيونية واتباعها باسم ( الولايات السودانية المتحدة)، وتتم بذلك محاصرة مصر ثم الانقضاض عليها وهذا ما يسعون إلي تحقيقه الآن. وما محاولات إقحام مصر في الحرب الدائرة في السودان إلى جزء من ذلك
الخلاصة
علينا أن ندرك الامور على حقيقتها ولا ننخدع كما حدث في العديد من الدول التي سقطت في شباك الصهيونية
…علينا ألا نستمع وتصدق ما يقولون عبر الاتحاد الافريقي أو الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة أو اي جهة اخرى، أو من خلال المؤتمرات المختلفة.
هذه مجرد.حبائل للوقوع في المصيدة.
…علينا أن ننظر إلى جوهر الأمور وليس ولا نكتفي بمظهرها.
…فالقرآن الكريم يكفينا لفهم كل ذلك بما ورد فيه من آيات عديدة حول مكائد ودسائساليهود واعوانهم من المنافقين.
..ليس أمامنا الآن إلى التوكل على الله والمضي قدما في هذه الحملة حتى يتم تطهير البلاد تماما وفي اسرع وقت من هذا الوباء، إما بالقوة أو الاستسلام.
…ومن ثم نجلس ونتوافق حول كافة قضايا الوطن ونسد كل الثغرات، وننطلق إلى الامام بمشيئة الله سبحانه وتعالى.
د. عب المهيمن عثمان بادي
٢٠٢٤/١٠/١٣م
المصدر:
مقال بعنوان ( إسرائيل والسودان….من برنارد لويس إلى الولايات السودانية المتحدة ..فصل آخر من صفقة القرن )، المركز العربي للدراسات والبحوث، ٢٠٢٠/٤/١٥م
التعليقات مغلقة.