خطاب البرهان ألجم العملاءوالانتهازيين والفلول
كتب:عبدالخالق بادى
جاء خطاب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش فى ال١٩من نوفمبر الحالى أمام المؤتمر الاقتصادي ببورتسودان ، ليضع النقاط على الحروف و يلجم ألسن الكثير من تجار الحرب واعداء الوطن والانتهازيين والفلول،والذين مافتئوا ينشرون شائعات تخدم مصالحهم الشخصية والحزبية والجهوية ، وساهمت فى إطالة الحرب ، وذلك بعكس صورة غير حقيقية عن سير العمليات على الأرض والحديث عن بطولات زائفة.
إن أول ما أكده رئيس مجلس السيادة الإنتقالي في كلمته أن الحرب مع المتمردين تشارف على النهاية، و أنه لا مجال للتفاوض والهدنة مع أعداء الشعب، وهذه حقيقة قياسا بالوضع الميداني،حيث تتقدم القوات المسلحة والقوات الأخرى يوماً بعد يوم، فى كافة المحاور، وهذا مما جعل المتمردين يلجأون للقصف بعيد المدى للأحياء بالخرطوم والفاشر، مما يتسبب فى عملية نزوح للمواطنين، وبذلك يوهم الجنجويد الناس بأنهم مسيطرون ، وهم فى الحقيقة أصبحوا مجرد عصابات نهب وانتقام.
وبالنسبة لحديث البرهان عن أنه ليس هناك أي فرصة للتهادن مع أعداء الشعب السوداني، فهذا يعود للموقف الحربى، والذى ومنذ أشهر هوفى صالح الجيش والبلد، بينما أصبحت المليشيا المتمردة إما هاربة من بطش القوات المسلحة أو محاصرة.
أما فيما يتعلق برفض البرهان للتدخل والإملاءات الخارجية على السودان، فالرجل يؤكد وكما يعلم الكثيرون أن أغلب المجتمع الدولى بمنظماته ودوله ومؤسساته، لاجدوى منه وغير آبه بانتهاكات وجرائم المتمردين، بدليل عدم إدانتها حتى الآن من قبل الكثير من المنظمات والدول التى تدعى كذبا رعايتها لحقوق الإنسان ،بل هنالك من يتآمر على السودان ويدعم الجنجويد بصورة مباشرة وغير مباشرة.
(ليس هناك مستقبل أو وجود للدعم السريع وداعميه في السودان)، هكذا تحدث البرهان، وهذا أمر بديهى، فلايعقل أن تبقى هذه المليشيات العائلية والعنصرية والغير قانونية، بل يمكن أن نقول انها أجنبية فى أغلب تكوينها، فهى قد حكمت على نفسها بالفناء منذ أن خططت وأشعلت هذه الحرب فى ال١٥من أبريل ٢٠٢٣م، والتى استهدفت بها المواطن بصورة أساسية وممنهجة، لذا فإن ماقبل الحرب لن يكون ، بما فى ذلك التحالفات والعلاقات الدولية والإقليمية مع السودان،فهى ستبنى على موقفها من الحرب.
ومن أهم ما ذكره رئيس مجلس السيادة رفضه عقد الحزب المحلول لاجتماع مجلس شورى، والذى وصفه بأنه عملا سياسيا يشكل تهديدا لوحدة البلاد.
ولا أدرى بأى وجه وأى فهم يتعامل بعض رموز ومنسوبى الحزب المحلول ، أليس ما يعانيه الشعب السودانى لعام ونصف من قتل وتشريد واغتصاب ونهب هم تسببوا فيه؟ ، وذلك بتكوينهم للمليشيا المتمردة بقرار من رئيس حزبهم المخلوع (المطلوب للعدالة)، ثم يأتوا الآن ليمثلوا على الشعب دور البرىء و يكذبوا عليه(كما ظلوا) دائماً.
فليعلموا أن كل قطرة دم سالت خلال الحرب وقبلها ،وكل صرخة ألم وكل جريمة قتل ارتكبها الجنجويد وكل أملاك نهبت ، هم مسؤلون عنها فى الدنيا والآخرة ، والله يمهل و لا يهمل.
(المقاتلون في الميدان لا ينتمون لأي جهة لا “المؤتمر الوطني” ولا غيره)، هذا ماقاله البرهان في ختام كلمته ، وهذا الحديث مرتبط بماجاء فى الفقرة أعلاه ، حيث درج رموز وأتباع الحزب المحلول وأبواقه ، على تضليل الرأى العام، وذلك بادعائهم أنهم يقاتلون مع الجيش، وهى كذبة تضاف لأكاذيبهم ونفاقهم المعهود، بدليل أننا لم نرى أو نسمع عن موت أى من رموزهم فى هذه الحرب، والمستغرب أن من يروجون حديث الإفك هذا قابعون فى بيوتهم خارج وداخل السودان، لم نراهم يوماً فى ميدان المعركة، فهم يظهرون فقط فى المواقع الاسفيرية، والأغرب أن الكثير من رموزهم بالولايات هربوا إلى الخارج، فلماذا يهربون؟، إلا يحبون أن يموتوا شهداء كما كانوا يدعون زورا فى ملماتهم ومواقعهم، وهنا قفز إلى ذهنى سؤال ،وهو إذا كانوا يقاتلون مع الجيش ، فلأجل ماذا يقاتلون؟ هل من أجل البلد التى دمروا اقتصادها بفسادهم؟ أم من أجل المواطن الذى سرقوا أمواله وهربوها إلى الخارج وبنوا بها القصور وأسسوا بها الشركات والمصانع؟ أعيدوا للشعب ماله الذى اخذتموه بغير حق ،بل بظلم ممنهج، ثم تعالوا وقولوا لنا نحن مع الجيش ، فيكفى استهزاء بالمواطن والبلد ومؤسساته، حتى لا ينطبق عليكم قوله تعالى (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون* الله يستهزىء بهم ويمدهم فى طغيانهم يعمهون* أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فماربحت تجارتهم وماكانوا مهتدين).
عموماً فإن خطاب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة أمام المؤتمر الاقتصادي ببورتسودان والذى انعقد في الفترة من ١٩ إلى العشرين من هذا الشهر ، كان خطابا مهماً ، أزال الغشاوة التى حجبت الرؤيا عن الكثير من الحقائق، وقضت على فزاعة المتآمرين والخونة ، الذين اشاعوا (وما زالوا) أن حرب الجنجويد والمرتزقة هى حرب ضد الفلول والكيزان ، وهى حقيقة ضد المواطن الغلبان، وهم يعلمون أين يتواجد الكيزان ورموزهم ، والذين هربوا إلى الخارج ، تماماً كما فعل عملاء المتمردين ، النصر المؤزر لجيشنا الهمام وللقوات النظامية والمشتركة التى تقاتل معه ،وكذلك للشباب المخلصين من أبناء هذا الوطن ، والذين نراهم فى كل محاور القتال ، يدافعون عن العرض والأرض يبتغون فضل الله.
.
السابق بوست