بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على النبي الامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(..بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لاستقلال بلادنا العزيزة السودان،في الاول من شهر يناير عام ١٩٥٦م…
…وفي ظل هذه المناسبة الوطنية العظيمة..
…وقواتنا المسلحة وكافة اطياف الشعب السوداني يخوضون معركة العزة والكرامة للسودان..
…ضد الخونة والمتآمرين من الداخل والخارج ..
حري بنا إن نقف هنيهة عند مفهوم الاستقلال بمختلف جوانبه ومجالاته، بما يحقق السؤدد والتحرر الكامل لبلادنا على كافة الصعد….إن شاء الله)
الاستقلال …
…..حرية كاملة
…ومسؤولية متكاملة
الاستقلال ليس مجرد ذكرى يحتفى بها كل عام، وإنما هو حالة نعيشها او ينبغي ان نعيشها في كل يوم بل كل لحظة.
حالة تنضوي على الحرية والعزة والسؤدد والكرامة والنهضة للسودان والسودانيين على مستوى الشعب والدولة….
فما هو الاستقلال؟
لغويا:
جاء في لسان العرب، لابن منظور “ يعني استقلال الطائر في طيرانه/ نهض للطيران وارتفع في الهواء… كما تعني ذهاب قوم ورحيلهم” لأجل ذلك حصر المعجم الوسيط (مجمع اللغة العربية بالقاهرة) معاني هذه الكلمة في: “استقل طائر في طيرانه، واستقل القوم، أي مضوا وارتحلوا”/ واستقل فلان، أي انفرد بتدبير أمره أو استقل بأمره”
واصطلاحا:
(الاستقلال هو استكمال الدولة سيادتها وانفرادها بتدبير شؤونها الداخلية والخارجية بنفسها لا تخضع في ذلك او وصاية أو رقابة دولة او جهة أخرى عليها)
من هذا التعريف يتضح أن الاستقلال هو عملية شاملة ينبغي ان تغطي كافة جوانب الدولة، وتتكامل فيه كل اركانها وانشطتها..وإلا كان منقوصا ومسلوبا او غير حقيقي، كما هو حال الكثير من الدول اليوم.
فما هي انواع الاستقلال؟
كما اسلفنا تشمل عملية الاستقلال كل جوانب الدولة والمجتمع والتي تتمثل فيما يلي:
الاستقلال العقدي او الإيديولوجي:
وهو راس الاستقلال، أي ان تكون الدولة متمسكة وملتزمة ومعتزة بعقيدتها ودينها الذي تؤمن به دون اي تاثيرات او مداهانات او تنازلات.
الاستقلال الفكري:
ان يكون الدولة فكرها الخاص دون الخضوع لفكر اي دولة او شعب آخر ، وذلك عبر استنهاض وتعزيز الفكر المحلي في كافة المجالات.
الاستقلال السياسي:
وذلك بتحقق السيادة الكاملة للدولة وعدم خضوعها لهيمنة او وصاية اي دولة او سلطة اجنبية باي شكل كان ولاي درجة كانت، وان يكون لها قرارها الخاص والمستقل وسياسة خارجية قوية ترفض اي تدخل اجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد.
الاستقلال العسكري والامني:
ان تكون الدولة قادرة على حماية وتامين نفسها والدفاع عن كيانها ومواطنيها وادابها ومقدراتها وذلك عبر تطوير قواتها واجهزتها الامنية والاعتماد على تصنيعها الحربي المحلي بشكل اساسي حتى لا تخضع للابتزازات العسكرية من قبل الدول الكبرى.
الاستقلال الاقتصادي:
وذلك بتحقق السيطرة الكاملة على موارد البلاد الاقتصادية واستغلالها، واتخاذ السياسات والإجراءات وتبني النظريات الاقتصادية الخاصة بها دون الخضوع لأي تدخلات او إملاءات خارجية او اتفاقيات مجحفة في حقها، مع تعزيز التعاون الاقتصادي المحلي والدولي بناء على المصالح المتبادلة.
الاستقلال الاجتماعي:
ان يكون للدولة نظمها الاجتماعية الخاصة بها بما يناسب معتقداتها وقيمها بعيدا عن التاثيرات والعلاقات والمفاهيم الاجتماعية الوافدة التي تتعارض مع هذه المعتقدات والقيم.
الاستقلال الثقافي:
وهو تميز الدولة بثقافلتها الخاصة دون تاثر بالغزو الثقافي الخارجي ومن ثم ذوبان ثقافاتها في هذه الثقافات الدخيلة، وهذا لا يمنع تلاقح الثقافات ولكن مع الاحتفاظ بثقافات الدولة الخاصة والاعتزاز بها.
الاستقلال الإعلامي:
إن يكون للدولة حضورها الإعلامي الخاص والقوي والمستقل دون انسياق او تاثر بالإعلام الخارجي وأجندته الخاصة، أو الدوران في فلكه، وذلك عبر تطوير اجهزتها الإعلامية والانفتاح على كل العالم من اجل التحرر من الاستعمار الإعلامي.
الاستقلال العلمي:
وهو من اهم انواع الاستقلال في عصرنا هذا في ظل التقدم العلمي والتقني الكبير في كافة المجالات والتخصصات .فلابد إن يكون للدولة علماؤها ومؤسساتها العلمية والتعليمية المتطورة والمواكبة بل والمتقدمة حتى لا تخضع للاستعمار والتبعية العلمية والتقنية كما هو حاصل الآن
الاستقلال الحضاري:
إن يكون للدولة حضارتها وإرثها وانجازاتها الخاصة في كافة المجالات دون الذوبان في حضارات أخرى او تقليدها.
الاستقلال النفسي:
اي الشعور بالاستقلالية والاعترار بالوطن على مستوى الافراد والجماعات وعدم الشعور بالدونية والتبعية او الانهزامية لاي جهة او دولة اجنبية في اي مجال من المجالات.
وبعد،
فهذه نقاط عامة تشير إلى اهمية تحقيق الاستقلال الكامل والمتكامل عبر تضافر كافة الجهود في كافة المجالات وذلك من اجل النهوض ببلادنا وتحقيق كرامتها وعزتها ومنعتها، بمشيئة الله سبحانه وتعالى.
هنيئا للسودانيين بذكرى استقلال سوداننا العزيز …
واتم الله النصر لقواتنا المسلحة وكافة المجاهدين في معركة العزة والكرامة والاستقلال التام ..وحفظ اهلنا وبلادنا والمسلمين عامة.
د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي
غرة يناير ٢٠٢٥م
التعليقات مغلقة.