بسم الله الرحمن الرحيم
(من اجل مزيد من الوعي)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الضجيج الإعلامي…….
ما هو الضجيج الإعلامي؟
هنالك طريقة للإرجاف وإحداث الهزَّة في قلوب الناس الذين لا يتابعون الأمور متابعة دقيقة، ولا يعرفون ما وراء مظاهرها من حقائق، إنها طريقة (الضجيج الإعلامي) الذي ينتشر في هذا العصر بسبب تطوُّر وسائله المؤثرة بأنواعها وأصنافها وأساليبها.
انواع الضجيج الإعلامي
الضجيج الإعلامي، نوعان:أحدهما وهمي قائم على إحداث الصخب الإعلامي والجَلَبة لإشعار الناس بهيمنة أصحابه، وكثرتهم، وقوتهم، والثاني حقيقي يعتمد على مجموعة من النشطاء والحادبين على امر ما، الذين يجدون صدى أصواتهم القويّ بالغاً أبعد مدى من خلال وسائل الإعلام.
والصَّنف الأوَّل من (الضجيج الإعلامي) وهو (الوهمي) هو الغالب في هذه الفترة، فهناك فئات قليلة تنتمي إلى أفكار محدَّدة، ومفاهيم خاصَّة، وتعتمد على قوى مادِّية ضخمة، تجيد استخدام أسلوب (الضجيج الإعلامي) الذي يهزُّ نفوس عامَّة الناس، ويربكهم، ويحول بينهم وبين الأصوات الصحيحة الصريحة التي لا تمتلك أدوات (الضجيج الإعلامي) وهذا الصنف يقوم على أسلوب التناغم بين أتباعه وأنصاره من خلال تكوين (مجموعة متكاتفة) ذات أهداف مشتركة تتفق على إحداث ضجة إعلامية تجاه قضية معينة، أو شخص معين تأييداً أو رفضاً، في عدد من الوسائل الإعلامية حتى يتخيل عامة القراء أو المستمعين أو المشاهدين أنهم أمام موضوع حقيقي ما دام الحديث فيه بهذه الصورة الإعلامية المتناغمة..
الانتصار بالضجيج الإعلامي
تؤكد التجربة العالمية أن الانتصار بالضجيج الإعلامي انتصار وقتي سرعان ما يتحول إلى هزيمة حقيقية، لأن الناس يزدادون وعيا خلال المراحل اللاحقة، ولأن الضجيج يقوم عادةً على التهويل، ونحن نعلم أن حبال هذه الأساليب قصيرة ضعيفة سريعة الانقطاع، لا تقوى على مقاومة الحقائق الناصعة.
مفهوم الحرية في الإعلام
إن لدينا مشكلة في مفهوم (الحرية) في مجال الكلمة والإعلام والفكر والثقافة، نشأ منها خلاف شديد بين رافضين ومؤيدين أصبحوا يكيلون التهم لبعضهم، ويتهمون النيَّات ويتراشقون بأقسى العبارات.
ولقد نشأ بسبب ذلك عداء إعلامي ثقافي نتجت عنه المصادرةُ للآخر، والإلغاء له، والاستهانة به، مهما ادّعينا غير ذلك.
أين الحقيقة؟
أين الحق؟
سؤال يحتاج منا إلى أن نرفع من شأن (أمانة الكلمة) في نفوسنا حتى لا نضيع مع (الضجيج الإعلامي)
(مقال بقلم الكاتب عبد الرحمن صالح العشماوي نشر بصحيفة الجزيرة الإلكترونية بتاريخ ٨ صفر ١٤٢٧)
تعليق
….يجسد هذا المقال القيم
الاسلوب الإعلامي السائد في عالم اليوم..
….وهو إحداث اكبر قدر من الضجيج الإعلامي سواء كان حقيقي او وهمي بغية الانتصار في الحرب او الترويج لايدولوجية او فكرة او نظام سياسي او شخص ما وغيرها من الاهداف…
……وقد ازداد هذا الضجيج بدرجة كبيرة في وقتنا هذا بسبب تطور وتمدد وسائل الإعلام بكافة انواعها…
….ونحن في السودان وفي ظل حرب الكرامة والعزة الدائرة، لابد من مواجهة الضجيج الإعلامي الوهمي والكاذب من قبل المجموعات المتمردة والمخربة واعوانها وأسيادها ، بضجيج إعلامي صادق و حقيقي…
….يجب ان يكون صوت السودان اعلى من صوت أعدائه
….لان عالم اليوم صار اشبه بالاصم من كثرة هذا الضجيج من هنا وهناك….
…. فلا يسمع إلا الأصوات العالية والعالية جدا ..
…وهذه مسؤولية لا تقع فقط على عاتق الإعلام الرسمي وإنما على كل السودانيين…
…كل حسب موقعه وإمكاناته من اجل:
كشف الحقائق،
وتفنيد الإدعاءات،
ودحض الشائعات،
ونصرة القوات المسلحة
وإعلاء شأن السودان بين الأمم.
د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي
٢٠٢٥/١/٤م
التعليقات مغلقة.