المبادرة التركية:
شروط استعمارية.. استخفاف بالسودانيين.. تعميق للأزمة
كتب:عبدالخالق بادى
كل من يطلع على بنود المبادرة التى سميت مجازاً تركية(وهى فى الحقيقة عبارة عن شروط إماراتية)، لا يرى فيها أى بارقة أمل لحل الأزمة السودانية أو وقف الحرب ، فهى عبارة عن شروط غير منطقية وضعتها دولة الإمارات المتآمرة على السودان.
*فمن ضمن بنود المبادرة بند يطالب بسحب السودان شكواه فى مجلس الأمن ضد الامارات وضمان عدم تصعيدها مستقبلاً.
أى ببساطة أن يعفو السودانين للإمارات كل جرائم القتل والاغتصاب والنهب التى ارتكبت فى حق المواطنين المساكين منها ومن حلفائها الجنجويد والمرتزقة، هكذا وكأن شيئاً لم يكن، ولا عزاء لمن ضحوا بارواحهم ، ومن انتهكت اعراضهم ومن شردوا من ديارهم .
*احد البنود جاء فيه ، تلتزم الإمارات بدعم السودان فى المنابر الدولية.
وهل نحن نحتاج إلى دعم الإمارات فى المحافل الدولية ، وهل دولة تاريخها كله انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية وفى مناطق كثيرة حول العالم ، ننتظر منها أن تقف بجانب الحق ؟، وهل ثمن ماعاناه السودانيون من تقتيل واغتصاب وتشريد هو أن تقف معنا دولة المؤامرات فى المنابر الدولية ؟ ما هذا الاستخفاف.
*وفى بند آخر طالبت الإمارات بتكوين لجنة إعمار مشتركة بينها والسودان.
والمقصود من هذا البند هو أن تحتكر الإمارات عملية الإعمار سواء بشركات إماراتية أن وجدت، أو شركات أجنبية ترتبط بمصالح معها ، والتمويل يكون من موارد السودان وعلى رأسها الذهب، لأن الإمارات لن تدخل يدها فى جيبها لكى تعمر السودان ، لأن مواردها ضعيفة.
* وفى بند مكمل للبند بعاليه ، طالبت المبادرة بدفع الاستثمار الاماراتى بالسودان .
والمقصود بدفع الاستثمار أى أن تمنح الإمارات النصيب الأكبر على الأقل من مشاريع الاستثمار داخل السودان ، أى أن تتربح من ارضنا وتتمتع بخيراتها (كما تفعل فى اثيوبيا) ولا يصيبنا نحن أهل البلد إلا الفتات.
*البند القادم من الغرابة التى تثير الضحك(شر البلية ما أضحك)، فقد دعى للحفاظ على نسبة من قوات الدعم السريع.
والله لست أدرى كيف يفكر هؤلاء القوم؟ وهل يعتقدون أننا شعب بلا نخوة أو قيم اوكرامة؟ أم يظنون أن كل السودانيين مثل بعض منسوبي الحرية والتغيير أو مثل من باعوا أهلهم وبلدهم وعرضهم بثمن بخس ؟ فشرط الإبقاء ولو على فرد واحد من الجنويد ،لن يقبل به أى سودانى وطنى غيور على عرضه وبلده، فمن قتلوا النساء والأطفال ، ومن اغتصبوا بنات السودان ، ومن شردوا نصف الشعب ، مصيرهم الفناء غير مأسوف عليهم وعلى من تآمر معهم داخلياً وخارجياً.
إن ما استعرضناه من بنود لما سميت ب(المبادرة التركية) ، كافية لنسفها ووأدها فى مهدها ، فهى تعبر عن نظرة استعلائية استعمارية ، كما أنها تعمق الأزمة وتخطط لكى تصبح دويلة الإمارات وصية على البلد والشعب ، كما هو الحال فى جنوب اليمن .
إننا يمكن أن نقول وبالفم المليان أن المبادرة التركية لإيقاف الحرب فى السودان ، مرفوضة وغير قابلة للتفاوض ، ولا أعتقد أن هناك مسؤول يقبل بالجلوس لمناقشة بنود هزيلة وبلا قيمة كهذه بل استعمارية، فهى لا تستحق أن تجد مجرد التفاتة ناهيك عن دراساتها ، وعلى الحكومة أن تفرضها وتظل على موقفها السابق بعدم قبول أى مبادرة غير مبادرة منبر جدة ، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الحكومة والمليشيا ، بانسحابها وخروجها من المدن والمنازل والأعيان المدنية ، فلا بديل لمنبر جدة ولا مبادرة غير مبادرة منبر جدة.
السابق بوست
التعليقات مغلقة.