بسبب تأخر فتح المدارس بالنيل الأبيض:
*ظهور حالات اكتئاب حادة وسط بعض الطلاب والطالبات
*فتح المدارس الخاصة دون الحكومية قرار غير موفق
*الطلاب في انتظار فتح المدارس خلال عشرة أيام
كتب: عبدالخالق بادى
حضر إلى قبل أيام ولى أمر إحدى طالبات المرحلة الابتدائية بالدويم، حيث حدثنى عن معاناة ابنته والحالة النفسية السيئة التى وصلت إليها ،وذلك بسبب عدم فتح المدارس الحكومية حتى الآن ، و ذكر بأن هذا الأمر ترك فراغاً كبيراً فى حياتها وصارت حالتها تتدهور يوماً بعد يوم،حيث قال أنها أصبحت كثيرة السرحان تعانى من اكتئاب حاد، وهو الآن يعمل على علاجها وإخراجها من هذه الحالة ، وأن ذلك كلفه الكثير.
من المؤكد أن هنالك الكثير من حالات الاكتئاب وسط طلاب وطالبات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ، ومما زاد الأمر سوءاً هو السماح للمدارس الخاصة بالعمل ، فتحول انتظار طلاب وطالبات المدارس الحكومية إلى يأس.
اعتقد قرار فتح المدارس الخاصة دون الحكومية قرار غير موفق، فمن ناحية ادخل الإحباط فى نفوس طلاب وطالبات المدارس الحكومية ، ومن ناحية ستواجه وزارة التربية والتعليم مشكلة فى توقيت عقد امتحانات الشهادتين الابتدائية والمتوسطة ، حيث لم ينتظم الكثير من الطلاب والطالبات بالصفين السادس ابتدائي والثالث متوسط بالمدارس الحكومية فى الدراسة حتى اليوم، وحتى الذين انتظموا فى الدراسة متأخرين كثيرا عن رصفائهم بالمدارس الخاصة.
اجتماعات عديدة شهدتها ولاية النيل الأبيض بخصوص ايجاد حل للوافدين الموجودين بالمدارس الحكومية بمحليات كوستى ،ربك والدويم ، آخرها اجتماع اللجنة العليا يوم٢٠٢٥/١/٢٣م برئاسة الأستاذ عمر الخليفة والى الولاية المكلف ، وبحضور د.الطيب على عيسى وزير التربية والتعليم المكلف ،ود.عبدالسميع موسى مفوض العون الإنساني بالولاية ، وما يدعو للتفاؤل أن الاجتماع حدد موعد لفتح المدارس ، بأن تستأنف الدراسة خلال عشرة أيام من تاريخه.
الاجتماعات التى تمت خلال الأسبوع الماضى ، كشفت عن قصور من بعض الجهات فيما يتعلق بتجهيز معسكرات لايواء الوافدين ، من ناحية توفير الخيام الكافية وكذلك الخدمات الضرورية.
الصحيفة ومن خلال جولة لها على بعض المدارس بوسط مدينة الدويم ، اكتشفت أمرا مهماً ، وهو أن عدد الوافدين بها قد قل ، وأنه يمكن أن يتم إخلاء بعض المدارس بتجميع الوافدين فى مدارس أخرى ، هذا طبعا اذا لم يتم تجهيز معسكرات الايواء فى الوقت الذى حددته اللجنة العليا (خلال عشرة أيام)، ومسألة إخلاء كل المدارس فى فترة وجيزة ببرنامج العودة الطوعية،فهذا مستحيل ، علما بأن الكثير من الوافدين قدموا من مناطق لاتزال يحتلها الجنجويد خصوصاً القادمين من الخرطوم وامدرمان.
خلاصة القول فإن ملف الوافدين بمدارس النيل الأبيض لم يدار بطريقة مثلى، فقد شابه العديد من الإخفاقات ، والدليل التأخر الغير مبرر فى إستئناف الدراسة، مع أن كل الولايات التى نجحت في استئناف الدراسة ومنذ عام ، واجهتها نفس المشكلة التى تواجه ولايتنا الآن ، بل هنالك ولايات مثل نهر النيل والشمالية ، استقبلت أضعاف اعداد الوافدين بالنيل الأبيض ، واكتظت مدارسها بهم، إلا أنها استطاعت أن تتغلب على المشكلة بحلول ذاتية ودعم بعض المنظمات ، وقد أكملت عامها الدراسى٢٠٢٤م منذ فترة،وهى الآن بدأت عامها الدراسى الجديد ٢٠٢٥م، فلماذا تأخرنا نحن ؟ .
السابق بوست
التعليقات مغلقة.