الايام نيوز
الايام نيوز

د.عبدالمهيمن بادى يكتب: العلمانية دين الدهرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبيه الامين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العلمانية …دين الدهرية……….

(نعيد نشر هذا المقال …ردا على الذين تنادوا بميثاق العلمانية في السودان….
…والذي يكشف بصورة واضحة ان هدفهم الاساسي هو محاربة الدين الإسلامي الحنيف اتباعا لأهوائهم وخدمة لاهداف الصهيونية العالمية واشياعها من المنافقين واتباعهم. وخدامهم.
…فالحرب ضد السودان هي في المقام الاول حرب ضد الإسلام، قبل ان تكون سياسية او اقتصادية او حتى عسكرية.
…وإنه لمن الاهمية بمكان ان نعي بكل هذه الايدولوجيات الباطلة ونفضحها ونفضح كل من ينادون بها باسم الحرية والمدنية والديموقراطية لخداع الناس، لاسيما ونحن في هذه المعركة الفاصلة ضد دعاة العلمانية واللادينية وما يليها من إلحاد وفسوق و فجور،. وما يشوبها من طعن في الدين وهتك للاغراض وانتهاك للقيم والاخلاق وإهدار لكرامة الإنسان. واوضح مثال لذلك ما نراه في الدول ( العلمانية) من زنذقة وتحلل اخلاقي فاحش وما يسمى بالمثلية والشذوذ والمتحواين وانتشار الفواحش والعنف والقتل وجميع الموبقات …
نسال الله الحفظ والصون لديننا وقيمنا واهلنا ووطننا والمسلمين عامة)

بسم الله الرحمن الرحيم

(من أجل مزيد من الوعي…)

العلمانية… دين الدهرية

ما هي العلمانية؟

العلمانية اصطلاح لا صلة له بكلمة (العلم) التي اشتُقَّت منها، ومعناها الأقرب إلى الصحة هو الدنيوية) و”اللادينية”، وهي دعوة إلى إقامة الحياة بكافة جوانبها على العلم الوضعي والعقل البشري وحساب المصلحة فقط، بعيدا عن الدين الذي يبقى حبيسا في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه؛ فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسيم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما فقط.

ويبدو أن الأوائل الذين أدخلوا هذا المفهوم إلى اللغة العربية بدا لهم المصطلح صادما بحمولته هذه التي تلغي الدين من حياة الناس؛ فاختاروا ترجمة تقترب من العِلم وتُيسر انسيابية المفهوم إلى داخل المجتمعات المسلمة.

والعلمانية تشمل كل جوانب الحياة، ففي جانبها السياسي تعني فصل الدين عن الدولة، والحكم بالقوانين الوضعية.

وفي الجانب الاقتصادي تعني فصل الاقتصاد عن القيم الدينية والأخلاقية.

وفي الجانب التعليمي تعني الفصل بين العلم الكوني والعلوم الدينية.

وفي الجانب الاجتماعي تعني فصل المجتمع عن القيم الدينية والأسرية.

وفي جانب الفن والأدب والثقافة تعني عزل كل أشكال الفنون والثقافة والآداب من الدين واستخدامها لإعادة صياغة مفاهيم المجتمع وفق النظرة العلمانية للحياة.

وفي جانب الرياضة تعني ممارستها بعيدا عن أي ضوابط دينية أو قيم مجتمعية.

أهم منظِّري العلمانية

– الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا: وهو يهودي، ويعتبر رائد العلمانية باعتبارها منهجا للحياة والسلوك، وله رسالة في اللاهوت والسياسة، وهو صاحب مدرسة النقد التاريخي.

– الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: الذي أصدر سنة ١٧٧٨ كتاب “العقد الاجتماعي”، الذي يعد مرجع الثورة الفرنسية.

– الفيلسوف الفرنسي شارل لوي دي سيكوندا مونتسكيو”: وخاصة في كتابه “روح القوانين”، وهو صاحب نظرية الفصل بين السلطات، التي أصبحت أحد المبادئ الأساسية في الممارسات السياسية.

– الفيلسوف الفرنسي فرانسوا ماري آروويه فولتير: صاحب مفهوم “القانون الطبيعي”، كما أنه من الجيل المعروف بـ”فلاسفة الأنوار”، ومن بين ما ألف وكتب فيه علاقة الدين بالعقل، وحدود التداخل بينهما.

– الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه: والذي بنى فلسفته التي تزعم بأن “الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى (السوبر مان) ينبغي أن يحل محله”.

– الفيلسوف الألماني كارل ماركس: وهو يهودي عرف بنظريته عن التفسير المادي للتاريخ، واشتهر بعبارته “الدين أفيون الشعوب”، ويعد أكبر داعية إلى الشيوعية ومؤسسها الأول.

– الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر: وهو الذي صاغ نظرية “الوجودية”، ويعتبر زعيم الحركة الوجودية.

أهم النظريات المؤثرة في العلمانية

– نظرية التطور: ظهر كتاب أصل الأنواع لـ”تشارلز دارون” سنة ١٨٥٩م، وركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب، وادعى ان الاصل الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين، واعتبر أن القرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها. وهذه النظرية أدت إلى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد في العديد من أرجاء العالم.

– نظرية الإنسان الإله: التي برزت بظهور نيتشه وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى (السوبر مان) ينبغي أن يحل محله.

– نظرية الإنسان الحيوان: التي صاغها الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إيميل دوركايم، وهو أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث، وقد جمع في نظريته بين حيوانية الإنسان وماديته ونظرية العقل الجمعي.

– نظرية الإنسان-الحيوان الجنسي: التي اعتمدها الطبيب النمساوي سيغموند فرويد، وهو يهودي، ويعتبر الدافع الجنسي مفسرا لكل الظواهر؛ ويرى أن الإنسان “حيوان جنسي”.

– النظرية الماركسية: التي صاغها الفيلسوف الألماني كارل ماركس وبناها على سماه “التفسير المادي للتاريخ”؛ والذي يؤمن بالتطور الحتمي للتاريخ

– النظرية الوجودية لصاحبها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، والتي بثها في كتبه التنظيرية، وخصوصا في كتابيه “الوجود والعدم (١٩٤٣م)” و”الوجودية مذهب إنساني.

تعليق

يتضح مما سبق أن ما تسمى بالعلمانية عبارة عن تمرد الإنسان على ربه سبحانه وتعالى وتنصله تماما من القيم الدينية والمجتمعية اغترارا بعقله و علمه و لهثا وراء شهواته، وهي تستند إلى فلسفات ونظريات فاسدة وخاطئة وضاله، إلا أنها تتستر تحت عباءة العلم والتطور والتقدم وتصور الدين على أنه جهل وتخلف وتخدع الناس بذلك، وربما ينطبق ذلك إلى حد ما على الأديان الأخرى الضالة والخاوية، أما الإسلام فلا يمكن تطبيق هذه النظرية عليه على الإطلاق حتى من الناحية النظرية، لأنه منهج متكامل للحياة بكل أبعادها الفكرية والعلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقانونية والأمنية والثقافية. فالإسلام لا يمكن حصره في المساجد (مع عظم مكانتها ودورها) أو في قضايا الأحوال الشخصية فكما المسجد دار عبادة للمسلم، فكذلك البيت والمدرسة والمتجر والمعمل والمكتب والمشفى والمصنع والملعب وغيرها.

الخلاصة

إن فصل الدين من الحياة أمر مستحيل لأن الدين من فطرة الإنسان التي فطره الله عليها فالذين يتمسكون بالعلمانية ويدعون لها ويستميتون في الدفاع عنها بل يقاتلون من أجلها، فاتهم أن اعتقادهم بالعلمانية هو في حد
ذاته نوع من الدين لأن الدين في أصله عقيدة أو أيدلوجية يؤمن ويتمسك بها الإنسان، فهذا هو دينهم، والذي يسميه العلماء (الدهرية) اي الذين يؤمنون بالحياة الدنيا فقط، كما قال الله سبحانه وتعالى:
{وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} سورة الجاثية آية:٢٤

والمفارقة أنه ورغم أن أوروبا تعتبر منبع العلمانية إلا انه توجد بها العديد من الأحزاب الدينية المسيحية بما في ذلك إيطاليا والنرويج وألمانيا و النمسا وبلجيكا وفنلندا وأيرلندة ولوكسمبرج ومالطا وهولندا وبولندا وسلوفينيا وأسبانيا والسويد، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الحزب الوطني المسيحي(أرمينيا)،
الديموقراطيون المسيحيون (السويد)، الديمقراطيون المسيحيون (فنلندا)، الاتحاد المسيحي (ليتوانيا)، الحزب الديموقراطي المسيحي(النرويج)، حزب الشعب الديمقراطي المسيحي، (المجر)، حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي(ألمانيا)

خاتمة

نختم هذه المقالة بالقول إن ما يسمى بالعلمانية ما هي إلا إحدى أدوات محاربة الإسلام على وجه الخصوص وإفساد المسلمين..
و أفضل السبل لمواجهة ودحض هذه الأيديولوجية الضالة والمفسدة هو التطبيق السليم للإسلام بين المسلمين، ونشر. الفهم الصحيح له في العالم ،وبيان كل جوانبه ونظمه العلمية والمنطقية في كافة مجالات الحياة وإعجازاته العلمية ومقارعة الحجة بالحجة كما هو منهج القرآن الكريم، وعندها تشرق الشمس ويختفي الظلام.

د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي

ابوجا
٢٠٢٤/٢/٧م

التعليقات مغلقة.