الايام نيوز
الايام نيوز

عبد الخالق بادى يكتب:هل دخل حزب الأمة مفترق طرق ؟

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
حزب الأمة.. هل دخل مفترق طرق ؟
تعقد رئاسة حزب الأمة اليوم بالقاهرة إجتماعا مهماً تترقبه قواعد الحزب بالداخل والخارج ، بل يترقبه الكثير من السودانيين ، وذلك بسبب الأحداث التى شهدها الحزب مؤخراً ، بسبب التوقيع على وثيقة مؤتمر كينيا لتكوين حكومة موازية ،حيث سيناقش المجتمعون ما قام به اللواء فضل الله برمة ناصر رئيس الحزب المكلف على الوثيقة دون الرجوع لمؤسسات الحزب .
وقد انتقد عدد من الأعضاء البارزين فى المكتب السياسي للحزب وعلى رأسهم الواثق البرير الأمين العام للحزب ودكتورة مريم الصادق نائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية ما قام به اللواء برمة، واعتبراه خروج عن المؤسسية.
فالواثق البرير أعلن وعبر بيان عن براءة الحزب من الخطوة التى قام بها اللواء م فضل الله برمة وأنه وبتوقيعه لايمثل الحزب بل يمثل نفسه.
أما دكتورة مريم فقد استنكرت التصرف الذى بدر من برمة وباسم الحزب، بل ذهبت أكثر من ذلك عندما قالت (فى لقاء مع الجزيرة مباشر أمس الاحد)إنه كون جسم موازى لمؤسسات الحزب وأنه حدثت تجاوزات خطيرة ، واكدت أن هنالك أعضاء أصيلين شاركوا فى مؤتمر نيروبى .
من الواضح أن حزب الأمة
دخل منعطفاً خطيراً ، وذلك بسبب غياب المؤسسية واختطافه من قبل مجموعة تحركها دوافع عنصرية وبشهادة بعض الأعضاء، إضافة لسعى البعض لتحقيق مصالح خاصة لا علاقة لها بمصالح الحزب أو البلد.
والسؤال الذى قد يتبادر إلى أذهان الكثيرين وفى مقدمتهم جماهير الحزب ، وهو هل سيتم فى اجتماع رئاسة الحزب اليوم ازاحة اللواء فضل الله برمة من منصبه ؟ وهل يمتلك المكتب التنفيذي الإرادة الكافية لاتخاذ هكذا خطوة؟ وهل هنالك توافق حولها ؟.
إن ما يحدث من اضطراب مؤسسى بحزب الأمة وتوقيع رئيسه فى وثيقة الخزى والعار دون أى احترام لتاريخ الحزب ومكانته ، يؤكد أن الخطوات التى تمت سابقاً من قبل بعض الشباب المستنيريين ، والتى تمت من أجل إصلاح مؤسسات الحزب ، كل ذلك يؤكد أن هذه الخطوات كانت في محلها ، وأنها السبيل الوحيد لإصلاح الحزب حتى يتمكن من القيام بدوره السياسى والوطنى ، فلا يعقل أن يصبح حزب الأمة صاحب التاريخ مطية لمتمردين يحملون أفكاراً تخريبية ، يريدون أن يعيدونا لعهود القبلية والجهوية.
وحقيقة فإن حزب الأمة ومنذ رحيل الصادق المهدي (رحمه الله) ظل بلا قيادة حقيقية ، وافتقد الشخصية القوية التى يلتف حولها الجميع ، فأصبح كل يعمل بدون مؤسسية ، والكل لبس جلباب القيادة دون أى مؤهلات لذلك، فتاه الحزب وتاهت معه جماهيره ، وأصبحت دفته بلا ربان، فهل يعيد اجتماع اليوم الأمور إلى نصابها أم الحزب محتاج لثورة تصحيحية يقودها الشباب الوطنيين المخلصين؟.

التعليقات مغلقة.