ولاية النيل الأبيض:
نبوغ وعبقرية فى فرض الرسوم والجبايات!!!
زيادات غير منطقية بلغت أكثر من ١٠٠٪ فى ظل ظروف الحرب
كتب:عبدالخالق بادى
إذا كانت هنالك ولاية تستحق جائزة الايزو أو نوبل فى فرض الجبايات ومضاعفتها واستنساخها ، فالكل سيجمع على أن ولاية النيل الأبيض هى الأولى على مستوى السودان، وهذا الأمر ظل يحدث منذ العهد المنهار وحتى الآن .
فكل عام تخرج لنا العقلية الجبائية الفذة بأنواع ورسوم جديدة لم نسمع عنها فى معظم ولايات البلد، وهذا يؤكد أمر واحد ، أن بعض المسؤولين بالمحليات والحكومة ، جل تركيزهم منصب فى كيفية تنويع الجبايات وتوسيعها وما نسبة زيادتها، دون النظر للوضع الاقتصادى للمواطن والبلد ، خصوصاً فى ظل ظروف الحرب التى تأثر بها الكل، والركود الذى تعانى منه الكثير من الأنشطة والمهن.
فاذا أخذنا مثال بسيط الرخصة التجارية ، فقد كانت ٦٥ ألف جنيه في العام ٢٠٢٤م، والآن أصبحت ١٥٠ ألف جنيه ، وكذلك رسوم النفايات للمحلات التجارية، فمن ستة آلاف صارت ١٥ ألف جنيه ، فعلى ماذا تم وضع هذه الزيادات التى فاقت نسبة ال١٠٠٪ ؟ .
الشىء الذى أضحكنى (شر البلية ما اضحك) أن رسوم النفايات لم تستثنى أحدا ، فكل من خرج اوخرجت للتكسب بالحلال ولو بابسط الوسائل وبأقل رأس مال، سواء كانت بائعت طعمية أو بائع جائل أو أرملة تبيع الشاى لإطعام أطفالها ، فالكل يجب أن يدفعها ، والأغرب والمستغرب أن هذه الرسوم لاتنعكس بصورة واضحة على أرض الواقع، فادارات آليات النظافة فى معظم المحليات تعانى من قلة الآليات والعمال ، فليس هنالك تناسب بين حجم الايرادات والامكانات الموفرة للآليات.
كنت أتمنى أنه وبالتوازي مع النبوغ العبقرى الجبائى بولاية النيل الأبيض ،ان يقابل ذلك عبقرية فى التخطيط التنموى والخدمى ، ولكن وللأسف فإن ما يتم من جهد تنموى وخدمى ضئيل إذا ماقورن بحجم الإيرادات المهولة التى تدخل خزينة الولاية كل عام من الزيادات المضاعفة فى الرسوم، فما هى الدوافع الحقيقية والمبررات لهذه الزيادات، فى ظل الوضع المعيشي الصعب الذى يعيشه المواطن، بدليل تضاعف نسب المساعدات الإنسانية التى تقدمها حكومة الولاية والزكاة وغيرها للمواطنين.
ولاية النيل الأبيض محتاجة إلى تغيير وإحلال وابدال فى معظم الوجوه التى ظلت تتصدر المشهد التنفيذي والخدمى منذ سنوات ، فهى تطغى عليها الحالة الديناصورية الوظيفية ، والأسوأ إعادة وجوه أدمنت الفشل وإرهاق المواطن بالرسوم إلى المشهد بعد أن طواها النسيان، وكأن حواء النيل الأبيض لم تلد غيرهم ، مع أننا على علم بأن هنالك من هو أكفأ وأرحم منهم وأقدر على العطاء ، ولكن لم يمنح الفرصة .
السابق بوست
القادم بوست