الايام نيوز
الايام نيوز

حسن الشتيوى يكتب: الوطن الحلم

بسم الله الرحمن الرحيم….
* * *
الوطن الحلم
نعم….
هوصرح باذخ
مهيب.. يبنى كما يبنى مبنى راكز وشامخ
عتيد…
بالاخلاص يبدأ وعزم صادق أكيد…
بأساس صلد وراسخ غائر عميق……
ثم يشمخ طوبة فطوبة ، لبلوغ ما
يرام من سموق..
وسمو باهر مهيب……
___________
لعله بالحق ما بات لافتا ، ومثيرا للدهشة والغبطة معا
في ذات الان ،
أنه ما أن أعلن عن تعيين ، رئيس لوزارة مدنية جديدة للبلاد __ لم تزل حتى ذي اللحظات محض فكرة ، أضحت أمنية استبشر بها الملأ أجمعين ، باعلانها وبدء السعي باخلاص لتجسيدها ، واقعا يعيشه الناس ، بامال خضر ناضرات ، بعد اصطبار ممض وقاس طال__ حتى تسارع القوم من كل ، فجاج لجوئهم ، ونزوحههم ، ومقار
بعضهم حيث طاب عيشهم ، ردحا من عمرهم ، وقد ضاقت بأغلبهم ، أحوال عيشهم وشعورهم ،
بعيدا عن وطنهم ومهاد مولدهم ،
فتسابقوا مطالبين جهات الاختصاص الرسمية ، في بلادهم بالأيفاء _وفقما يرون _ بجملة من المطلوبات ، الضروريات والمتوجبات لحياتهم ، من توفير للامداد المائي ، والكهربائي ، وبسط صارم لأسباب الطمأنينة والأمان ، واعداد لمؤسسات الخدمات المختلفات ، من مشاف، ومدارس
وجامعات وغيرهن ، توطئة لعودتهم لدورهم في مدنهم ، وأريافهم ، وبواديهم لاستئناف ما إلفوه ، من حياة امنة ومطمئنة قبل ما أصابهم ، من كرب فادح وداهم مريع……
بل أن البعض من
جامحي الأماني ، وزاهيات الأحلام ، قد بادروا بحماس واصرار ، يرجون
البدء الفوري باعادة بناء ، أو أعمار ماتبقى من
بنيات أساسيات لحقها ما لحقها من خراب ودمار .. من طرق ، وجسور ، وصروح معمارية
هامات ، مختلفات
الوظائف والأغراض ، وغير تلكم من أمان مشروعة…
والمؤكد بداهة بلا شك حوله أو
جدال ، فان كل ما يطالب به المعذبون في أصقاع الأرض ، من أبناء
وبنات السودان الأكارم ، الذين تبعثروا في أصقاع الأرض ، فارين بأرواحهم من بلادهم ، لملاذات خارجيات ، ناشدين السلامة والأمان ، بعد أن قهروا ، وعذبوا ، وقتلوا بظلم فاحش مبين في
بلادهم ، فان
قولهم ذا مطالبين بما يطلبون ، لهو بالتأكيد حق أصيل . لاحجر عليه ، أو تسويف أو رفض مخول ، لأي جهة مهما يكون قدرها أو مقامها ،…
اذ للمواطن الحق بلا تحفظ أو تردد ، أن يصدع
مطالبا بما يشاء
أو يريد……
فلم لا اذ ذا من جهة الحقوق الشخصية ، التي يكفلها الدستور ويحميها القانون ، حق أصيل مكفول….
ولكن الاعمار واعادة الاعمار ، لكل دمار أوخراب حاق ،
بكل ما كان كائنا على أرض السودان
_أي كان حيا يسعى أو جمادا- على امتداد البلاد
من أقصاها لأقصاها ،
محال أن ينجز كما يرام . هكذا جملة واحدة ، بمجرد التمني والأحلام كما يظن من يظنون من أنقياء السرائر….
لحقيقة أن هذي مهام جسام ، لتنؤن من حملها الجبال وعزائم الرجال ، لبالغ مشقتها المتأتية من تعقيداتها ، وطبائعها ، وأشكالها ، وأحجامها، ومطلوبات إنجازها على النحو الذي يراد……….
اذن والحال بهكذا حال ، فما من سبيل للفلاح
في ما يبتغى من مراد ، الا بوضع
ترتيب عقلاني وعملي للأولويات . أو
ان شئت فقل سلم للأولويات .
يبدأ صعوده بانجاز المهام ، الملحات ذوات الأهمية القصوى ، ليأتي
من بعدهن بقية المهام الأخريات،
اللائي يرتبن أيضا وفقا لدرجات أهميتهن…… ولما كان الانسان
قد كرمه
خالقه ، إذ جعله خليفته ومحور الحياة في الأرض كلها ،
اذن فسلم أولويات مهام الاعمار ، واعادة الاعمار فهي بالضرورة لا بد وأن تبدأ ، بالانسان محور الحياة وعمادها ،
وما يستلزم توفيره له ، من ضرورات حياتية ملحات لحياته ،
وفق ما
بينه الخالق عز وجل ، من جدول
لهذي الأولويات ،
في محكم تنزيله
إذ يقول عز من
قائل
( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وامنهم
من خوف )
والأطعام من الجوع الذي يأتي في مقدمة الأولويات ، لهو بدرجتين معلومتين بلا شك . أولاهما تعني بالضرورة ،
كل ما يحتاجه في راهنه الماثل لاطعامه ، من حبوب ، وخضر ولحوم وغيرهن من احتياجات يومية…..
أما الدرجة الثانية للمشروع فانما تعني ، الشروع في اقامة مشروعات
استراتيجية ضخمة ، للاستثمار
الزراعى لتحقيق ،
وفرة ملحوظة في كل منتج زراعي ، يتيح الاكتفاء الذاتي
والتصدير…..
أما قوله عز وجل ( وامنهم من خوف… ) فهذي
هي بدورها ، على الرغم من حقيقة أنها توأم
الأولى من حيث الأهمية، فانها أنما تعني الأهمية الملحة ، لتوفر دراسات استراتيجية شاملات ومتقنات ، تبسط للتطبيق العملي
في مجالات الأمن الاجتماعي ، والأمن
الاقتصادي ، والأمن السياسي ، والأمن الدبلوماسي ،
والأمن السياسي ، والأمن العسكري. وهي بكلها من مهام الأجهزة ، والمؤسسات الأمنية بطبيعة الحال . وأنهن بالتأكيد كلهن متوفرات لديها ، بالنحو المؤمل من اعداد بدقة واقتدار .
هذا ما عن لي قوله بايجاز ، بذي البساطة والتواضع . أنما قصدت به مشاركتي
الاخرين ، في ما يفيد وينفع الناس أجمعين .
والله المستعان
حسن محمد عبد الحفيظ الشتيوي .

التعليقات مغلقة.