الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على نبيه الأمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( المؤتمر الجامع للسودانيين ضرورة ملحة…)
….في ظل الحراك الجاري من قبل رئيس الوزراء الدكتور كامل ادريس لتشكيل الحكومة المؤقتة ودعوته للحوار بين الاطياف السياسية السودانية،
….تعتبر هذه خطوة مهمة وأساسية وضرورية في الوقت الحالي، نسبة للمرحلة المفصلية التي تمر بها البلاد والتي تطلب جلوس السودانيين بمختلف اطيافهم وفئاتهم ومكوناتهم من اجل تحاورهم وتوافقهم على كافة القضايا الوطنية.
….وستكون هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها السودانيون منذ الاستقلال بكل حرية وتجرد – إن شاء الله- لتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم بعيدا عن الاستقطابات والمحاصصات والإملاءات والتدخلات الخارجية.
….و لا ينبغي لنا أن نخشى من الاختلافات والمواجهات، وتباين وجهات النظر أوتضاربها بين مختلف المكونات، فهذه سنة من سنن الله في الارض وطبيعة البشر، بل أن هذه التباينات والتقاطعات ستثري النقاش والحوار الذي سيتولد عنه إنشاء الله الاتفاق والتوافق لا محالة، لأنه في النهاية لا يحق إلا الحق ولا يصح إلا الصحيح.
وفي هذا الإطار نقترح ما يلي:
١- ان يتم هذا الحوار عبر تنظيم مؤتمر.جامع لكل السودانيين ولا يكون فقط محصورا في الأحزاب السياسية، لان القضية تشمل الوطن بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والجهوية والفئوية،وحتى لا نعود مرة اخرى إلى مربع الخلافات والتجاذبات والمحاصصات.
٢ – ولتحقيق ذلك، نقترح ان يتم تكليف لجنة قومية من شخصيات وطنية تتولى أمر تنظيم المؤتمر وتحديد أجندته بالتشاور مع كافة الأطراف السودانية ، بما في ذلك الاحزاب و المجموعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والجهوية والدينية والإدارات الاهلية، وجميع الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاقية السلام وتلك التي لم توقع حتى الآن.، ولا يستثنى إلا من كان متورطا في قضايا تقع تحت طائلة القانون.
٣- يتم اختيار. اعضاء المؤتمر في شكل مجموعات على أساس جغرافي يشمل كافة الولايات، وفئوى يشمل الفئات الاجتماعية بما في ذلك الشباب والنساء، وسياسي يشمل الأحزاب والمجموعات السياسية، ومهني يشمل مختلف المهن والاعمال، وهكذا
٤- تقوم كل مجموعة من هذه المجموعات بإعداد ورقة تتضمن رؤاها حول القضايا التي تخصها. ومن ثم يتم صياغة كل هذه الاوراق في وثيقة واحدة.
٥ – يكون المؤتمر فرق عمل من الخبراء والمختصين وأصحاب المصلحة في كافة القضايا المطروحة، تقوم بدراسة هذه الرؤى والمقترحات والمبادرات وتقدم توصياتها حولها للمؤتمر.
– توضع جداول زمنية محددة لعقد الحوارات الفرعية المتخصصة و المؤتمر العام.
ونقترح أن تشمل القضايا الأساسية التي ستتم مناقشتها ما يلي:
في جانب القضايا الوطنية العاجلة:
– دعم القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى لتحقيق النصر الكامل وتطهير كافة تراب الوطن من المليشيات والمرتزقة واعوانهم.
– حشد كافة الموارد والإمكانات والجهود من اجل معركة العزة والكرامة.
– تعزيز اللحمة بين المؤسسة العسكرية والمؤسسات المدنية.
– تعزيز هوية السودان و الوحدة الوطنية ونبذ التعصب القبلي والطائفي والجهوي والحزبي.
– تعزيز القيم الوطنية وإدانة كافة اشكال الخيانة والعمالة.
– تعزير الامن والسلام في كافة ارجاء السودان
– حشد التمويل الجهود لإعادة إعمار ما دمرته المليشيات والمرتزقة.
– مطالبة الدول والجهات التي تسببت في الحرب بالتعويض الكامل عن هذه الخسائر.
– تخفيف آثار الحرب على المواطنين، ودرء الآثار الاجتماعية والنفسية الحرب ومعالجة قضايا النازحين واللاجئين والمأسورين والمفقودين.
في الجانب السياسي:
.
* تحديد النظام السياسي للسودان.
* تحديد نظام الحكم والإدارة.
* مناقشة قانون الأحزاب السياسية.
* مناقشة قانون الانتخابات.
* تحديد مؤسسات الفترة الانتقالية وصلاحيتها ومهامها ومدتها.
– إصلاح الخدمة المدنية وتقوية مؤسسات الدولة.
في الجانب الاقتصادي:
* الاتفاق على النظام الاقتصادي للسودان.
* تحديد الإصلاحات والخططوالبرامج الاقتصادية المطلوبة لتحقيق الاستقرار والرخاء والتنمية المستدامة.
* تحقيق العدالة الاقتصادية والتوزيع العادل للثروة.
* مكافحة الفساد المالي والإداري في الدولة بكل اشكاله.
– تحقيق الامن الغذائي وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين.
– تطوير الاقتصاد الرقمي.
* تعزير وتوسيع العلاقات الاقتصادية الخارجية.
في الجانب الاجتماعي:
– رتق النسيج الاجتماعي.
– تحقيق العدالة الاجتماعية.
* تعزيز التعايش السلمي بين كافة المكونات السودانية.
– مناقشة قضايا الشباب
* مناقشة قضايا المرأة والأسرة
* مناقشة قضايا الطفولة
* تعزيز القيم المجتمعية السمحة.
في الجانب الديني:
– إعلاء القيم الإسلامية
– مكافحة الممارسات المنافية للدين..
– تعزيز التسامح الديني.
– الاهتمام بالمساجد ورعايتها.
– تطوير الخلاوي.
– تطوير الاوقاف وتفعيل دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
– تفعيل دور الزكاة في الدولة والمجتمع.
في جانب التعليم:
* إصلاح وتطوير نظام التعليم العام والعالي.
– تحسين وتطوير بيئة التعليم.
* تعزير التربية الوطنية في المدارس والجامعات.
– تعزيز مؤسسات البحث العلمي.
* تحسين المستوى المعيشي للأستاذة والمعلمين.
.
في الجانب الصحي:
* إصلاح وتطوير النظام الصحي.
– الاهتمام بالطب الوقائي.
– إصلاح البيئة.
– تحسين الظروف المعيشية للاطباء والكوادر الطبية والصحية الاخرى.
في جانب الإعلام:
* تطوير الإعلام وضمان قيامه بدوره الوطني محليات وخارجيا.
– معالجة كافة الإشكالات التي يعاني منها الاعلام السوداني.
في الجانب القانوني:
– ضمان استقلال القضاء.
– إصلاح المؤسسات القانونية والعدلية.
– ضمان إنفاذ القانون على الجميع.
* تحقيق العدالة القانونية ضد.كل من اجرموا في حق السودان.
في جانب العلاقات الخارجية
* تحديد مبادئ السياسية الخارجية للسودان.
* تحديد أهداف السياسة الخارجية للسودان ووسائل تحقيقها.
* تحديد أولويات السياسية الخارجية للسودان في الوقت الراهن.
* الدعم الدبلوماسي الكامل لحرب العزة والكارامة.
– تطوير العمل الدبلوماسي.
٦- بناء على ما سبق تقوم فرق الخبراء المتخصصة و الجهات المعنية برفع توصياتها للمؤتمر حول القضايا المطروحة، وتجري مناقشتها في المؤتمر، ومن ثم الاتفاق النهائي حولها والمصادقة عليها بالإجماع أوالأغلبية التي لا تقل عن ٧٥% أو نحو ذلك حسبما يتفق عليه، ويمكن أن تخضع هذه المخرجات للاستفتاء إن لزم الأمر.
٧ – تعتبر مخرجات المؤتمر وثيقة وطنية تتضمن المبادئ العامة للدولة السودانية، وتكون ملزمة لكل السودانيين، واساسا للدستور الدائم وموجها عاما للحكومة الانتقالية والحكومات القادمة.
٨ – يتم وضع خطط و برامج محددة لحكومة الفترة الانتقالية في كافة القطاعات من قبل الخبراء والمختصين على ضوء مخرجات المؤتمر.
– تقوم الحكومة بتنفيذ هذه الخطط والبرامج وفق ما هو مقرر ، إن شاء الله.
نسال الله ان يحفظ أهلنا وبلادنا ويوفقنا لكل ما فيه الخير.
اللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي
٢٠٢٥/٧/٣م